** في مدريد حيث معقل الكرة الإسبانية ثمة حرب جماهيرية وتنافسية بين القطبين الكبيرين (الريال وأتلتيكو)، تماما كما هي داحس والغبراء، الحرب التي ذاع صيتها وامتدت فصولها لسنوات طويلة. ** التنافس بينهما له جذور في الأرض وفروع في كل المسابقات على امتداد التاريخ، تميل الكفة والبطولات والمنجزات لحساب واحد منهما على الآخر، ولكن تبقى مواجهتهما على المستطيل الأخضر أشبه بالحياة والموت لكليهما وهنا أعني بالتأكيد (الجمهور والإعلام الموالي). ** قطبا مدريد العريقان لهما جماهير متيمة وإعلام مجنون بما تحمله هذه الكلمة من معنى، وبينهما مماحكات تاريخية تحضر في كل مكان، في المدرجات والبرامج والصفحات الرياضية بل وحتى في الأزقة والطرقات، التي تحمل من عبقهما وعراقتهما الشيء الكثير. ** ذات مساء قريب للغاية كانت تنتظر أتلتيكو مدريد مواجهة حاسمة أمام اليوفي في دوري الأبطال، ومن الطبيعي جدا أن تواكب القنوات والبرامج الرياضية الإسبانية الحدث الكبير. ** في برنامج «الشرينغيتو» وهو بالمناسبة واحد من أهم وأعرق البرامج الرياضية ليس على مستوى إسبانيا فحسب، وإنما على مستوى العالم، كانت هناك تغطية خاصة ومواكبة للمواجهة الكبيرة المنتظرة. ** خرج توماس رونسيرو (صحفي مدريدي) على الهواء أثناء البرنامج مرتديا قميصا يحمل صورة نجم الفريق السابق والأسطورة الكروية كريستيانو رونالدو في إشارة واضحة منه لدعم ومؤازرة اليوفي على حساب الأتلتيكو. ** هنا تدخل مقدم البرنامج وهو المدريدي الشهير «بيدرويل» معترضا على حركة رونسيرو، وأخذ يربت على صدره بغضب على قميصه المطرز بشعار إسبانيا، مبديا دعمه وتعاطفه الكبير لممثل مدريد وإسبانيا (الروخي بلانكوس) على الرغم من علاقته الكبيرة وصداقته الحميمة مع رونالدو وعلى الرغم أيضا من العداوة التاريخية بين الأتلتيكو ومدريد. ** تحول البرنامج وقتها لدعم كبير ومنقطع النظير من كل الضيوف لأتلتيكو، وكانت ليلة تاريخية، لأجل إسبانيا البلد الأم، ولأجل مدريدالمدينة، ولأجل كل ما ينطوي ويندرج تحت مظلة الوطن والعرق والدم واللحم وكل أواصر أبناء البلد الواحد. ** لاقت تلك الحادثة أصداء طيبة في كل إسبانيا، وفي مدريد تحديدا كان الكل مع ممثلهم أمام الطليان، حتى إن كان غريهمهم التقليدي، حتى إن كان الخصم نجمهم التاريخي السابق «الدون». ** انتهت المواجهة والبرنامج أيضا وكل الأحداث وقتها كما يرويها لي صديقي وزميلي «أحمد الكاموخ» المهتم بالرياضة العالمية، ولم تنته حسرتي وآهاتي على حال جماهيرنا وإعلامنا محليا. ** لا أدري لماذا تذكرت اللزمة الشهيرة للشيخ عيسى بن راشد (خربوطة في خربوطة) وأنا أستمع لأحمد، وأقارن بين حال إعلام وجماهيرالإسبان، وبين حال ربعنا وحبايبنا خاصة عندما تشارك أنديتنا خارجيا أو يلعب منتخبنا الأول قاريا وعالميا. ** الآلاف هنا كانوا يتمنون خسارة الأخضر في كأسي العالم وآسيا الماضيتين، والآلاف أيضا كانوا يؤازرون الأندية، التي تلعب ضد أندية الوطن قاريا. ** (وحده من ثنتين يا بيدرويل وربعه قاطعين جادة كما يقولون في العامية أو حنا وربعنا خربوطة في خربوطة)!! @BAlsagry999