كشفت وكالة «بلومبرغ» الأمريكية عن عزم إدارة الرئيس دونالد ترامب إجبار الدول التي تستضيف قوات أمريكية على أراضيها على دفع تكلفة ضخمة مقابل هذا الامتياز. وبحسب تقرير للوكالة، نشر الجمعة الماضي، تصوغ الإدارة مطالب لألمانيا واليابان، وأي دولة أخرى تستضيف القوات الأمريكية، بدفع كلفة وجود الجنود الأمريكيين المنتشرين على أراضيهم -بالإضافة إلى 50 % أو أكثر- مقابل امتياز استضافة هذه القوات، وفقا ل 12 مسؤولا في الإدارة وأشخاص مطلعين على هذه المسألة. ومضى التقرير يقول: في بعض الحالات، قد يُطلب من الدول التي تستضيف القوات الأمريكية أن تدفع 5 إلى 6 أضعاف المبلغ، الذي تدفعه الآن بموجب صيغة (التكلفة + 50 %). » إصرار ترامب وأشار التقرير إلى أن الرئيس ترامب دافع عن هذه الفكرة لأشهر، موضحا أن إصراره عليها أفضى إلى تعطيل مسار المحادثات الأخيرة مع كوريا الجنوبية حول وضع 28 ألف جندي أمريكي في البلاد، لفترة من الوقت (قبل توقيع اتفاق نهائي يزيد من مساهمة سوول). وأردف التقرير: يرى فريق الرئيس أن هذه الخطوة هي إحدى الطرق لدفع شركاء حلف شمال الأطلنطي «ناتو» إلى زيادة سريعة في الإنفاق الدفاعي - وهي قضية أثارها ترامب لدى الحلفاء منذ توليه منصبه. ومضى التقرير يقول: يحذر المسؤولون من أن الفكرة واحدة من العديد من الأفكار التي قيد البحث، حيث إن الولاياتالمتحدة تضغط على الحلفاء لدفع المزيد، وقد يتم تخفيفها. وأضاف: لكن حتى في هذه المرحلة المبكرة، فقد بعثت الفكرة بموجات صادمة عبر وزارتي الدفاع والخارجية، حيث يخشي المسؤولون من أنها ستكون إهانة كبيرة بشكل خاص للحلفاء الأمريكيين في آسيا وأوروبا، الذين يشككون بالفعل في عمق التزام ترامب تجاههم. ونقلت الوكالة الأمريكية عن فيكتور تشا، وهو مستشار كبير في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، قوله: إن الإدارة كانت ترسل رسالة متعمدة من خلال المطالبة ب «التكلفة + 50 %» من كوريا الجنوبية أولا. » الحلف الكوري وقال تشا: لدينا جيش أكثر تكاملا مع كوريا الجنوبية عن أي حليف آخر، بإرسال هذه الرسالة إلى أحد حلفاء الحرب الباردة في الخطوط الأمامية، فهذه محاولة تقول بوضوح شديد «إنهم يريدون تحولا نموذجيا في الطريقة، التي يدعمون بها الدول المضيفة». ونقلت عن مسؤولي الإدارة الحاليين والسابقين المطلعين على الفكرة، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، قولهم «إن المسؤولين في البنتاغون طُلب منهم حساب صيغتين: الأولى، هي تحديد مقدار الأموال التي يُطلب من بلدان مثل ألمانيا دفعها، ثانيًا، سيتحدد الخصم الذي ستحصل عليه تلك البلدان في حال كانت سياساتها تتماشى مع الولاياتالمتحدة». وأشار التقرير إلى أن الخلافات حول تقاسم الأعباء للقوات الأمريكية المنتشرة في الخارج تعود إلى عقود، مضيفا: لطالما اشتبكت واشنطن وطوكيو حول وجود القوات الأمريكية في أوكيناوا، على سبيل المثال، لكن النقاش الحالي حول (التكلفة + 50 %) يذهب إلى أبعد من ذلك، وهو يردد فكرة غالبا ما يدافع عنها مستشار البيت الأبيض السابق ستيفن بانون بأن الولاياتالمتحدة تريد حلفاء وليس محميات. ويجادل المنتقدون بأن الطلب يسيء أيضا قراءة الفوائد، التي يجلبها نشر القوات في الخارج إلى الولاياتالمتحدة.