اعتاد طلاب مدرسة الرياض الواقعة في مدينة الجبيل على مقاسمة بعضهم البعض عناء اليوم الدراسي، والمرح في أوقات ما بين الحصص، إلا أن ذلك تبدّد يوم أمس الثلاثاء، حينما بقي كرسيّ زميلهم مهنّا الأحمري فارغاً، دون أن يملأه أحد، بعدما اعتلت جسده عجلات حافلة مدرسيّة. وأعادت تلك الواقعة إلى الأذهان واقعة مماثلة حدثت في محافظة حفر الباطن أخيراً، تتضمّن دهس حافلة مدرسيّة لأحد الطلاب، حينما كان يهمّ بالتوجّه إلى منزله. » تشييع وتحقيق في حين، شيّعت جموع غفيرة جثمان الطفل مهنّا الأحمري، المتوفّى نتيجة حادثة الدهس المؤلمة، وأقيمت عليه صلاة الجنازة أمس، بعد صلاة العصر، في جامع عبدالله بن مسعود بالجبيل الصناعيّة بالمنطقة المساندة. إلى ذلك علمت «اليوم» من مصادر خاصّة أن التحقيقات في الحادث ما زالت مستمرّة، إذ تم تشكيل لجنة للتحقيق بالحادثة، خاصّة أن عملية الدهس وقعت بعد فترة من نزول الطالب من الحافلة. » عدم انتباه وبصوتٍ حزين، ذكر سلطان بن نمصة الأحمري (والد الطفل المتوفّى): أنه لا يعلم عن تفاصيل الواقعة إلا المعلومات التي تم تناقلها، وتم إبلاغه عنها، وهي أن ابنه الذي يدرس في الصف الثاني من المرحلة الابتدائيّة، حاول النزول من الحافلة المدرسية التي توقّفت عند باب المنزل، لكنّ حافلة أخرى كانت بالجوار لم تتنبّه له، الأمر الذي انتهى بدهسه. وأضاف: «وردني الخبر بعد وقوع الحادثة بساعة، إذ تم الإسراع في نقله إلى المستشفى». » إجراءات متّبعة وأشار الوالد المكلوم إلى أنه لم يقم بأي إجراءات سوى الترتيب لمراسم العزاء، فيما تم إبلاغه أن الإجراءات المتبّعة لا تزال تأخذ طريقها، وحين الانتهاء من العزاء سيقوم بمتابعة قضيّة المتسبب في وقوع الحادثة. وقال: «وجود حافلتين بجانب بعض هو سبب وفاة الطفل كما قيل لي، ولستُ متأكداً من ذلك حتى الآن». وأضاف: «لم أقم بأي إجراءات حتى الآن، غفر الله لابني وأسكنه فسيح جناته». » كرسي فارغ وذكر وكيل مدرسة الرياض لشؤون الطلاب والمشرف على المرحلة الابتدائيّة، عبدالله الخميس، أن الحزن خيّم يوم أمس، على المدرسة بأكملها، إذ كان يوماً مختلفاً عن بقيّة الأيام، وخاصّة في فصل الطالب المتوفّى مهنّا الأحمري، حيث كان كرسيّه فارغاً بين الزملاء، وكان الحزن متواريا بين الزملاء. وأضاف: مما لا شكّ أن رائد الفصل والمدرّسين للفصل قدّموا العبارات للطلاب للتخفيف من هذا الحادث الأليم، موضحاً أن الإدارة أقامت في الطابور الصباحي برنامجا مختلفا، من أجل إيضاح أهميّة الحذر من المركبات خلال عبور الشارع ووسائل السلامة. وأردف: نقدّم أحرّ التعازي إلى أسرة الطالب، وجعله الله شفيعاً لأهله يوم القيامة.