عبّر عدد من المشاركين في الملتقى الدولي الأول للفيديو آرت، الذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون في الدمام السعودية 2018، الذي يختتم اليوم، عن أهمية هذه المشاركة واعتبارها فرصة للتعريف بهذا الفن المعاصر والتعريف بالتجارب التي تثري النقد والإنجاز والرؤى وتمازج بين الثقافات حول العالم. الفنانة البرتغالية / آنا بارسو: أعتقد أن هذا المنتدى هو فكرة عظيمة وفرصة للفنانين والجمهور من مختلف البلدان والثقافات لتبادل الفن والتجارب الفنية حتى نصبح عالمًا أكثر انفتاحًا على المعرفة والقيم الجمالية من مختلف مستوياتها ومداراتها المختلفة بين الشرق والغرب وهو التثاقف الحقيقي الذي يجعل أي عمل ومنجز يتجاوز حدود الجغرافيا التي تعني انتماءه الخاص. فالفن يعبر الحواجز المادية والسياسية ليؤسس التجليات النفسية والعاطفية، إنه حقا لأمر رائع أن تتاح لي الفرصة لعرض أعمالي الفنية في بلد مختلف عن موطني الأصلي وأتمنى أن يستمتع به الجمهور السعودي. الفنان الياباني/ تاكايوكي يوشيدا: «لقد شاهدت أجواء المنتدى من خلال الصور ومقاطع الفيديو التي تم تحميلها على تويتر وإنستجرام. وقد كان الأمر فعلا رائعا وثريا من خلال المواكبة والحضور والتفاعل، خاصة وأن تخطيط ساحة العرض وكل شاشات الفيديو كان توظيفها في المساحة والعرض حرفيا ومؤثرا. لقد أسعدني حقا أن يتم عرض أعمال الفيديو الخاص بي في المملكة العربية السعودية لأقدم انتماء في بيئة تختلف ثقافيا عن اليابان. أنا فخور كوني من المشاركين في أول منتدى دولي لفن الفيديو في المملكة العربية السعودية». الفنانة المغربية رامية بلعادل: كنت واثقة من اختيار عملي (الحياة ليست إلا ظل يمشي 2014) نظرا لتطابق الفكرة العامة للفيديو مع السياق الذي سيعرض فيه، فكلاهما العمل والسياق الجغرافي حاليا، يبحثان في فكرة كينونة الهوية وإمكانية إعادة تشكيلها. بادرة المهرجان في إقامة فعالية متخصصة في هذا الفن المعاصر أقل ما يقال عنها إنها عبقرية، اختيار الفيديو آرت ليكون سفيرا فنيا الغاية منه تفعيل وتنشيط الوسط الفني في المنطقة، وهذا الاختيار ينم عن إلمام المسيرين بهذا الوسيط الفني الذي يجمع الصوت والصورة والألوان والمجسمات مختزلا الوسائط الفنية الأخرى لينقل للمتلقي كتلة مكثفة عن الفن المعاصر وفنون ما بعد الحداثة. الفنانة السعودية مها سعيد مطران: مثل هذه الملتقيات ذات رؤية وبعد يحتاجها الفنانون المحليون لإبراز طاقاتهم وهويتهم في الفنون المعاصرة، كما أراه من أجمل المبادرات التي قدمت على مستوى الجمعيات، أرجو تكرارها سنويا وتنقلها بين المناطق في السعودية لتُعرّف بهذا الفن شريحة أكبر من المجتمع الفني، وعن عملها قالت: إنه جزء من مجموعة فنية مكوّنة من أربعة أعمال تحت مسمى (لا مقطوعة ولا ممنوعة) تدور حول مفهوم الحياة واستمراريتها وفهم رؤاها فلسفيا في البداية والنهاية، وقد كان منها مقطع فيديو آرت عرض في هذا الملتقى، معتبرة الملتقى بمثابة الانطلاقة الأولى لمعارض وملتقيات تهتم بالفيديو آرت على مستوى المملكة بشكل متخصص أكثر دون غيره من الفنون. الفنانة الكويتية مها المنصور: يعتبر الملتقى الأول من نوعه المتخصص في الفيديو آرت نهضة في الساحة الخليجية في الفن التشكيلي وفي مواكبة الفنون المعاصرة والتعرف على أحدث ما وصلته الساحة الفنية من تجارب، وهذه المبادرة تحسب للمملكة العربية السعودية ولجمعية الثقافة والفنون بالدمام، أن يقام معرض بهذا الحجم والعدد والمشاركات من مختلف أنحاء العالم وأن يجمع ثقافات جديدة ويدمجها بكل رؤاها ويوفر فضاءات عرض دقيقة تقنيا ويستقطب الجمهور تعريفا واطلاعا من خلال التجارب الرسمية المشاركة والتجارب المحلية وتخصيص محاضرات لكل فنان يحكي فيها عن تجربته وعن أساليب دمج الفن والصورة والفيديو ومدى تأثيرها على المتلقي ومرونة تسريب الأفكار بصريا واطلاع النقاد والكتاب على هذه التجارب، وتخصيص فضاء عرض المراجع والمقالات التي تخصصت في هذا الفن، إن هذه المبادرة مهمة وكدورة أولى تعتبر ناجحة بامتياز نرجو أن تستمر سنويا وأن تكون عادة تجمع فناني العالم والمسابقة التي اقترحتها الجمعية مميزة وفرصة للفنان لينجز مشاريعه الفنية في بيئة ثرية ومتنوعة. يذكر أن الملتقى تم افتتاحه في 20 ديسمبر وتم إعلان مسابقة دولية لفناني الفيديو آرت، سيكون مقرها الدمام، حيث لقي الملتقى منذ افتتاحه اهتماما إعلاميا دوليا للمهتمين والممارسين لهذا الفن.