فاجأ بنكا الرياض والأهلي السوق السعودي بخبر إعلان بدء المفاوضات للاندماج، الذي سيكون الأضخم في المنطقة. وبالرغم من أن الوقت ما زال مبكرا للجزم بذلك بحكم تعقيدات مسألة اندماج البنوك في أي بلد ابتداء من بلورة الفكرة ثم آلية الاندماج مرورا بالموافقات من مجالس الإدارة والجمعيات العامة وانتهاء بالتنفيذ وهي مراحل صعبة ومعقدة جدا وتتوقف عندها كثير من الآمال والطموحات. والسؤال الذي يكون حاضرا في ذهن المتابعين أو حاملي الأسهم في مثل هذه الخطوة، هو لماذا الاندماج؟ وهو استفسار مشروع والإجابة دائما ما تكون متقاربة مهما اختلف الزمان أو المكان ومن دولة إلى أخرى. إن المنشآت المصرفية دائما ما تدفع نحو هذا المسار لتحقيق عدد من الأهداف الإستراتيجية، التي تأتي على رأسها محاولة الحصول على حصة أكبر من السوق والتوسع بشكل متسارع بحكم ضخامة رأس مال الكيان الجديد وموجوداته وقدرته على الإقراض وسرعته في عملية الاستثمار واقتناص الفرص، كما يمكنها هذا الاندماج من الاستفادة من بنك المعلومات والخبرات لدى كلا الطرفين مما يساهم في زيادة الفعالية التشغيلية والاستفادة من القدرات التنفيذية للمنشأتين. وستسهم هذه الخطوة في تحصين الأطراف للقدرة على مواجهة التحديات القائمة وتقلص الفرص بحكم الظروف الاقتصادية أو التغيرات في الاعتماد على الموجودات والودائع الحكومية والقدرة على مواجهة المنافسة المحلية أو الكيانات القادمة من الخارج. وقد تتدخل الدول أحيانا في عمليات الاندماج أو الاستحواذ كما حدث مؤخرا في الهند مع أكبر اندماج في تاريخها لثلاثة بنوك (بنك دينا وفيجايا وبارودا). وقد شهدت الولاياتالمتحدة اندماجات عديدة كان أشهرها اندماج ترافيلر جروب مع مجموعة سيتي كورب، التي نتجت عنها مجموعة سيتي جروب المالية بأصول تجاوزت (2) تريليون بنهاية التسعينيات. وللسعودية تجارب سابقة باندماج بنك القاهرة السعودي والبنك السعودي المتحد، واندمج الكيان الجديد لاحقا مع البنك الأمريكي تحت مسمى مجموعة سامبا المالية، كما أعلن مؤخرا عن اندماج بنكي ساب والأول. harbimm@