قالت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية: إن العقوبات الأمريكية ضد إيران بدأت تؤثر في حركة التجارة داخل البلاد. وأوضحت الصحيفة في تقرير لمراسلها «في البازار الكبير بطهران، حيث يباع السجاد المنسوج يدويا، والمعادن الثمينة في الشوارع الضيقة تحت الأسقف المقوسة، كان التجار يتباهون بإنجاز الأعمال التجارية لمئات السنين بناءً على الثقة. كانت الوعود بالدفع كافية لتأمين البضائع من الموردين وتوصيلها للمتسوقين». وأضافت الصحيفة: «لكن الثقة التجارية بدأت تنهار، ومع تسبب العقوبات الأمريكية على الاقتصاد الإيراني في حالة من الغموض وعدم اليقين، لم تعد كلمة المشتري كافية». ونقلت الصحيفة عن حسين، وهو تاجر يبيع الحلي الذهبية والقطع النقدية: «لن أقبل شيكًا حتى من أخي، لن أقبل سوى شيكات مصرفية يمكن صرفها على الفور دون أن تطلع عليها السلطات الضريبية. أنا لا أثق بأي شخص ولا أعرف ما قد يحدث في السوق في هذه اللحظة بالذات، ناهيك عن الأيام أو الأسابيع المقبلة». » كذب ادعاءات القادة وأشارت «فاينانشال تايمز» إلى أن هذه المشاعر تقوض ادعاءات قادة إيران، الذين سعوا لتقليل أهمية الضغط الأمريكي. ومضت تقول: «لقد وعد الرئيس حسن روحاني بأن البلاد سيظل لديها ما يكفي من الدخل لتفادي نقص في السلع الأساسية، لكن بالنسبة للعديد من الإيرانيين، فإن العقوبات تعزز الإحساس بعدم الأمان الذي يتجاوز الاحتياجات الأساسية». وأردفت الصحيفة البريطانية: لعب تجار البازار دوراً حاسماً في ثورة عام 1979، عندما تعاونوا مع رجال الدين لإسقاط حكم أسرة بهلوي، ولا يزال الإيرانيون يدلون بآرائهم حول أين تتجه البلاد. ومضت تقول: تعهد الرئيس دونالد ترامب بإعادة فرض العقوبات بعد الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني الذي تم توقيعه في شهر مايو. وبدأ تنفيذ التدابير الأخيرة في 5 نوفمبر الماضي، مما أدى إلى تضرر صادرات النفط الإيرانية وقطاع البنوك. » الاقتصاد يتألم وأردفت الصحيفة: أدى التهديد بالعقوبات إلى انخفاض بنسبة 60 ٪ في قيمة العملة الوطنية، الريال، هذا العام. وأصبح المصرفيون متوترين بشأن القيود التي تمنعهم الآن من القيام ببعض الأعمال الدولية. وأسعار المواد الغذائية ترتفع. ونوهت بأن صندوق النقد الدولي يتوقع انكماش الاقتصادي الإيراني بنسبة 1.5 ٪ هذا العام وبنسبة 3.6 ٪ في عام 2019 بسبب انخفاض إنتاج النفط». وأردفت: «يرى المحللون أن عمليات التسريح في المصانع وورش العمل الصغيرة آخذة في الارتفاع أيضا، في حين أن المظاهرات وإضربات العمال زادت في الآونة الأخيرة احتجاجا على المشاكل الاقتصادية». ولفتت إلى أن مئات العمال بإحدى شركات إنتاج السكر رددوا خلال إضرابهم لمدة 4 أسابيع احتجاجا على تأخر دفع الأجور لمدة 4 شهور «نحن جائعون».