سجلت المملكة العربية السعودية أعلى معدلات تسوس الأسنان حول العالم، إذ بلغت نسبة التسوس لدى أطفال المدارس، أكثر من 93%، مما يعني أن 9 من 10 أطفال مصابين بالتسوس، وذلك بحسب وزارة الصحة، التي أكدت أن تسوس الأسنان يمكن الوقاية منه بنسبة 100%. وأشارت الوزارة إلى نسبة الآباء والأمهات المهملين لأسنان أطفالهم في أول سنتين بلغت 98%، فيما 80% من الأطفال دون عمر السادسة لا يقومون بتنظيف أسنانهم بانتظام. شح البرامج التوعوية أوضحت استشارية الأسنان د.هيفاء الراشد، أن سبب انتشار التسوس بمنطقتنا يعود إلى ضعف البرامج التوعية، وعدم فاعليتها، وافتقار وجود جهات مسؤولة عن تنظيم جهود العاملين على التوعية، ضمن برامج في الوزارات والجامعات، أو حتى الاجتهادات الشخصية، إذ ترى الراشد أن أهم برامج التوعية الموجهة، هي لتوعية المرأة الحامل، والأطفال في المراحل الأولية. ما هو التسوس؟ يعرف تسوس الأسنان بأنه ضرر يحدث للسطح الخارجي من السن مشكلا بذلك فجوات بطبقة المينا، بسبب بقايا الطعام وعامل الوقت مؤدية بذلك لظهور تجاويف وثقوب، نتيجة لمجموعة من العوامل مثل البكتيريا من بقايا الطعام والمشروبات السكرية، ويشكل تسوس الأسنان أحد المشاكل الصحية الأكثر انتشارا بمختلف أنحاء العالم لجميع الفئات العمرية. الحليب سبب رئيس وأشارت د.الراشد إلى أنَّ تسوس الأسنان عند الأطفال، أمر بغاية الأهمية؛ لأنَّه قد يبدأ قبل أن يبلغ الطفل سنته الأولى؛ وهناك العديد من الأهالي يجهلون مسببات التسوس بهذا العمر، قائلة: «من الصادم معرفة أن الحليب بمختلف أنواعه هو المسبب الرئيس للتسوس لدى الأطفال أثناء فترة الرضاعة؛ لأن الجميع يعتقد أن الحليب مصدر للكالسيوم، ومقوٍ للأسنان، ولكن يغفلون عن احتوائه على "سكر اللاكتوز" المسبب للتسوس في الأعمار المبكرة؛ فالرَضَّاعة تبقى في فم الرضيع لمدة طويلة، لا سيما في فترة النوم؛ حيث يقل مفعول اللعاب في غسل السكر وخفض مستوى الحموضة في الفم، ومن ثم السماح لثلاثية التسوس بالعمل بدون معوقات». الوقاية للرُضّع وأكدت الاستشارية فيما يتعلق بالرضّع، فيجب التوقف عن ترك الرَضَّاعة بفم الطفل طوال الليل بعد ظهور أول سن، ويمكن إنهاء الرضاعة قبل النوم، وغسل الأسنان، ومن ثم النوم، ولا يجب اعتبار مرحلة الأسنان اللبنية مرحلة عابرة سوف تنتهي، فلا يهتم بما يحدث خلالها من تسوسات وتبعاتها. ونصحت د.الراشد كل أم وأب بتربية أطفالهم وتعليمهم أنَّ الاهتمام بنظافة الأسنان جزء لا يتجزأ من حسن السلوك، والنظافة الشخصية، والمنظر الاجتماعي، وطريقة الحياة. مشاكل بالنطق وبيَّنت د.الراشد أن حدوث تسوس الأسنان يترتب عليه التهابات مبكرة فيها، وهو ما يسبب ضعفا في تغذية الطفل، وتأخير نموه الطبيعي، إذ إن الأسنان اللبنية هي القائد للأسنان الدائمة في الظهور، وفقدانها المبكر قد يحدث ميلانا في الأسنان الدائمة، ومن ثم يسبب ربكة في ترتيب الأسنان، وتعريض الطفل للعلاج المتقدم من خلع، وعلاج عصب، مما قد يسبب له عُقدا نفسية من عيادات الأسنان مستقبلا، مسببة بذلك مضاعفات نفسية؛ كالخجل، والانطوائية، والتغيب المتكرر عن المدرسة بسبب الألم؛ فالفقد في الأسنان الأمامية -على سبيل المثال-، يؤثر على المظهر، وربما يؤدي إلى مشاكل بالنطق، مما يحدث حرجا للطفل بين أقرانه. تعليم الطفل وأكدت الاستشارية د.هيفاء الراشد ضرورة ترغيب وتحبيب الطفل لعملية غسل الأسنان بدون أي شدة وعصبية قد تؤدي لنفوره منها، مع الحرص على مراعاة العمر عند اختيار الفرشاة والمعجون، مشيرة إلى أن أطباء الأسنان ينصحون دوما بالفرش الصغيرة الرأس؛ وذلك لتصل لأصعب المناطق، كما ينصحون بالمعجون الخالي من الفلورايد لعمر ما دون الثلاث سنوات، مع التأكيد على ضرورة الزيارة الدورية للعيادة لتعويد الطفل على طبيب الأسنان؛ كي لا يخاف منه مستقبلاً، وأيضًا لاكتشاف التسوسات والمشاكل في بدايتها؛ ليسهل التعامل معها بإجراءات يسيرة، وبأقل قدر من الألم. أنفوجرافيك: —————————— مضاعفات نفسية نتيجة تسوس أسنان الطفل: 1- الخجل. 2- الانطوائية. 3- التغيب المتكرر عن المدرسة بسبب الألم. طرق للمحافظة على سلامة أسنان الأطفال: 1- تقليل الكربوهيدرات والحلوى واللبان المحلى، الذي يحتوي على مادة الكلوكوز. 2- التقليل من شرب السوائل المحتوية على تركيز مرتفع من الأحماض العضوية كحمض الستريك مثل: عصائر الليمون والجريب فروت المركزة، وإزالة آثارها من الفم بالماء فور تناولها تفادياً لتأثيره السلبي على مينا الأسنان. 3- الحرص على تناول الأغذية الغنية بالألياف؛ كالخضراوات وبذور البقول والخضراوات الورقية والحبوب الكاملة، وكذلك الفواكه الطازجة كالتفاح. طرق للوقاية من تسوس الأسنان: 1- تنظيف الأسنان بشكل صحيح مرتين باليوم الواحد على الأقل. 2- تنظيف اللسان. 3- استخدام خيط الأسنان، لتنظيف الأسطح التي لا تصلها الفرشاة. 4- زيارة عيادة الأسنان كل 6 شهور. 5- وضع مادة الفلورايد لمقاومة التسوس، خاصة للأطفال. 6- الطعام المتوازن وتقليل السكريات والكربوهيدرات.