أصبح الحاسب الآلي والجوال أداة عصرية في يد الأغلبية من فئات المجتمع، ومع وصول الإنترنت إلى كل بيت وجهاز وبالإضافة إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بنهم وشغف صارت هناك احتمالية أكبر أن يقع الإنسان في الأخطاء والإضرار بنفسه أو الآخرين والمجتمع. وذلك قد يؤدي إلى الوقوع في قضايا الجرائم المعلوماتية سواء عن قصد أو جهل! وقد صدر نظام الجرائم المعلوماتية عام 1428 هجري. وأصبح من المهم مع كثرة استخدامنا للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أن نطلع عليه قراءة أو حضورا للندوات حتى نكون حذرين فيما نرسل أو ننقل أو نكتب أو ننشر أو نؤيد. والأصل أنك إن كنت غير متأكد من المعلومة أو البيانات، فلا تنقلها أصلا ولا تساعد في انتشارها فضلا على أن تكون أنت المصدر لها. وإن أبيت غير ذلك، فالتثبت قبل كل شيء هو الأهم من المصادر الموثوقة والرسمية. وهناك قاعدة مهمة وبليغة ومختصرة في هذا الجانب وهي في الحديث النبوي الشريف «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده». ولعلنا نسمع أيضا عن كلمة «الجريمة المعلوماتية» وهي: أي فعل يرتكب متضمنا استخدام الحاسب الآلي أو الشبكة المعلوماتية بالمخالفة لأحكام النظام (نظام مكافحة جرائم المعلوماتية). ومن صور الجرائم المعلوماتية التهديد والابتزاز والتنصت وانتحال الشخصية، والدخول غير المشروع إلى مواقع إلكترونية، وغيرها من مواد النظام التي ربما يقع فيها البعض بسبب الجهل أو الغفلة أو التعمد. وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات تقوم بحملات توعية وندوات من وقت إلى آخر بالتعاون مع الجهات التعليمية والرسمية من أجل نشر الوعي بين شرائح المجتمع لخطر الجرائم المعلوماتية. وقد قدمت مؤخرا برنامجا توعويا في حفر الباطن بالتعاون مع وزارة التعليم في هذا الشأن. والأرقام تؤكد على أهمية ما يقام به من التوعية، حيث بلغ عدد مستخدمي الإنترنت أكثر من 26 مليون شخص، وبلغ انتشار خدمات الإنترنت ما يقارب 82 % مقارنة بالسنوات السابقة بحسب تقرير هيئة الاتصالات السنوي (2017). ولعل هذه الزيادة مرتبطة بكثرة الخدمات الإلكترونية وأيضا كثافة الاستخدام لوسائل التواصل الاجتماعي. ومن المتوقع أن الشباب هو الشريحة الأكبر استخداما لها، ولذلك تلك الشريحة من المجتمع ربما نركز عليها أكثر من الناحية التوعوية خصوصا مراحل المتوسطة والثانوية والجامعة. والتوعية بصفة عامة مرغوبة وفعالة للجميع؛ لأنها تزيد من فرص التقليل من الوقوع في تلك القضايا والجرائم المعلوماتية. ولاشك أن التوعية التي تقوم بها هيئة الاتصالات هي الطريق الصحيح حيث تحمل مبدأ التوعية قبل العقاب لأنه من المهم رفع مستوى الوعي لتفادي الوقوع في الجرائم والأخطاء المعلوماتية للجيل الحالي والمستقبل. ومن الاقتراحات أن يكون هناك أسبوع توعوي يقام سنويا يشمل الطلاب والطالبات في مختلف المراحل، وكذلك عامة الجمهور من أجل المعرفة وزيادة الوعي بأنواع الجرائم المعلوماتية وكيفية التعامل معها. والاقتراح الآخر أن يكون هناك برامج توعوية دورية شهرية أو كل ثلاثة أشهر، حيث تتنقل بين مناطق المملكة وتتعاون مع باقي القطاعات والوزارات من أجل توعية مستمرة حتى ترسخ المفاهيم والأفكار لتصبح الصورة أكثر وضوحا لدى مستخدمي الشبكة المعلوماتية (الإنترنت)، وكذلك الاطلاع على آخر المستجدات والأنظمة والقوانين. التوعية سبيل للمعرفة، وبالمعرفة والعلم ترتقي المجتمعات وتنضج لديها المسؤولية المجتمعية.