أوضح مدير فرع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بالمنطقة الشرقية د. خالد البديوي أنه لم يتم ملاحظة رفض برنامج «نسيج» خلال تطبيقه إلا من عدد قليل جدا، مشيرا إلى أن الفتيات والشباب متقبلون ومحبون للسلام والتعايش، وبحسب نتائج الاستبانات «القبلية والبعدية» التي تم توزيعها على المستفيدين فقد ارتفع مستوى الوعي بنسبة 95% بعد البرنامج. وأضاف في حوار ل«اليوم» أن الفئة القليلة الرافضة أو ما يطلق عليهم «الأفراد اللاسلميين» أغلبهم متأثرون بالأخبار والصراعات الإقليمية، فلم نجد صعوبة في التعامل معهم، حيث يتم التدرج في الإقناع بدءا من التفكير وهو عنصر «القوة». وأشار د. البديوي إلى أن الجانب الاجتماعي والثقافي والسياسي والأمني والاقتصادي جوانب مؤثرة في التلاحم الوطني، وأكثر ما يعمل عليه البرنامج هو اتجاهات الأفراد لبناء الوعي، فنحرص على صناعة الوعي في المجتمع لصناعة مستقبل أفضل. وإلى نص الحوار.. » قيم التعايش ما هو برنامج نسيج؟ وما الأهداف التي على أساسها انطلق؟ - برنامج نسيج هو برنامج وطني يسعى لتعزيز قيم التعايش المجتمعي من خلال التدريب، ويستهدف فئة الشباب والفتيات بالدرجة الأولى لإيصال القيم عن طريق مدربين «معلمين، أساتذة جامعة» يتم اختيارهم وفق أسس لامتلاكهم دورا في التأثير على صناعة أفكار الشباب. » المرحلة الأهم لماذا لم ينفذ البرنامج بدءا من المرحلة المتوسطة بدلا من البدء مع طلاب المرحلتين الثانوية والجامعية الذين قد يتمسكون بمعتقداتهم وآرائهم بحكم مرحلتهم العمرية؟ - البدء من هذا المستوى جاء كونهم المرحلة الأهم التي تتم بها صناعة الأفكار ما بين التطرف والتعايش لدى الإنسان، وذلك من عمر 16 إلى بداية 20 عاما. » مستوى الوعي كيف استقبل المتلقي فكرة البرنامج في الأماكن التي تم التدريب فيها؟ وماذا أثمرت النتائج؟ - لم نلحظ خلال تطبيق البرنامج أحدا يواجهه بالرفض إلا القليل جدا، بل إن الفتيات والشباب متقبلون ومحبون للسلام والتعايش، وبحسب نتائج الاستبانات القبلية والبعدية التي تم توزيعها على المستفيدين فقد ارتفع مستوى الوعي إلى نسبة 95% بعد البرنامج. » حقيبة متخصصة ما محتويات حقيبة «بناء السلام المجتمعي» صناعة القيادات الوطنية؟ - حقيبة «بناء السلام المجتمعي» حقيبة متخصصة وعميقة جدا، حيث يتم من خلالها إعداد أفراد لديهم عمق في مفاهيم السلام والتعايش، بحيث يكون الشخص شريكا في نقل القيم من خلال إعطائه مادة يستطيع من خلالها معالجة الظواهر التي تهدد السلام والنسيج المجتمعي، فينبغي أن يملك جزءا مهاريا ومعرفيا، ولديه خبرة بالمصطلحات في هذا المجال، وكيفية بناء الثقة بين الشرائح التي تعيش في مجتمع واحد من خلال عرض تجارب أممية وتجارب مجتمعات نجحت في بناء مجتمع متحد وأخرى فشلت مع إيضاح مسببات الفشل والنجاح. » مهارات تدريبية ما مؤهلات الكوادر الذين يستهدفهم البرنامج؟ - نستهدف من كل قطاع أفضل مدربين فيه، كتدريب مائة أستاذ جامعي لاستقطاب الأفضل منهم وممارسة التدريب، ويتم اختيارهم وفق المهارات التدريبية والحوارية، بالإضافة إلى التوجهات الفكرية التي يتوجه لها المدربون في التعايش والسلام. » الإعلام الجديد يعد الإعلام الجديد أداة سهلة للوصول إلى الفئة المستهدفة من البرنامج، لماذا لم يتم استغلال نفوذ الإعلام الجديد للوصول إليهم؟ - الإعلام الجديد ليس لديه عمق في نقل القيم، وبرنامجنا بحاجة لإيصالها إلى المتلقي بعمق، ولكن في الفترة الحالية لدينا اتجاه بالنزول إلى ساحة الإعلام من خلال صناعة المحتوى. » قليلة جدا كيف تم التعامل مع فئة الأفراد اللاسلميين والمتمسكين بآرائهم الخاطئة؟ وهل يتم تخصيص برامج مكثفة لهم؟ وكيف تقومون على استقطابهم لتلقي الإصلاح؟ - أغلب الفتيات والشباب الذين تمت مقابلتهم عكس ما يقال عنهم في الإعلام، فهم ليسوا ضد التعايش، والفئة الرافضة قليلة جدا أغلبهم متأثرون بالمحيط حولهم والأخبار والصراعات الإقليمية، فلم نجد صعوبة في التعامل معهم كون الحقيبة تتضمن تدرجا في الإقناع يبدأ من التفكير وهو عنصر القوة. » رؤية المملكة بلغت نسبة التلاحم الوطني وفق مؤشر إدارة الدراسات والبحوث في المركز 84%، ما الذي يسعى المركز للوصول إليه في 2030؟ - نحن متفائلون بارتفاع النسبة بشكل أكبر في 2030، فوعي المجتمع وتحسن التنمية وعمل المؤسسات الحكومية مؤثر بشكل كبير على تلاحم أفراد المجتمع الذي سببه التقاء عمل المؤسسات على نقطة واحدة ألا وهي رؤية المملكة. » اتجاهات الأفراد سبق وأن قدم المركز استبيانا في الموضوعات التي لها أهمية في الحياة وهي الجانب الاجتماعي الثقافي والسياسي والأمني والاقتصادي وتأثيرها على التلاحم الوطني، أي من الجوانب يعد الأكثر تأثيرا وإحداثا للتغيير والتطوير في البرنامج؟ وكيف تم العمل عليه؟ - لا شك أن الجانب الاجتماعي الثقافي والسياسي والأمني والاقتصادي جوانب مؤثرة في التلاحم الوطني، وأكثر ما يعمل عليه البرنامج هو اتجاهات الأفراد لبناء الوعي، فنحرص على صناعة الوعي في المجتمع لصناعة مستقبل أفضل. » جودة المدربين ما الوقت المتوقع ليتضح أثر تطبيق فكرة البرنامج النظرية في تحقيق السلام بالمجتمع؟ - البرنامج يسير على خطة ذات جودة لا نقبل التنازل عنها، تكمن في جودة المدربين والتقديم، أحدها ألا يتعدى اللقاء 30 شخصا للتركيز على الحوار. ويبلغ عدد المدربين في البرنامج 110 أشخاص ويقدم البرنامج 405 دورات. وعدد المستفيدين 13716 مستفيدا، والجهات المشاركة في البرنامج جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، الكلية التقنية بالدمام، الكلية التقنية بالقطيف، المعهد الصناعي بالدمام. » أبرز الأنشطة بخلاف برنامج نسيج، ما أبرز الأنشطة التي يعمل عليها مركز الحوار الوطني الآن؟ - في إطار تنفيذ رؤية مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني التي تهدف إلى تعزيز التلاحم بين مكونات المجتمع يقدم المركز مجموعة من البرامج والأنشطة من أهمها البرامج التدريبية وتتمثل في مجموعة حقائب منها تنمية مهارات الاتصال والحوار الحضاري والأسري والحوار في بيئة العمل والحوار مع زائري الحرمين ويشرف على ذلك أكاديمية الحوار، كما أن من أهم برامج المركز إعداد الدراسات والبحوث وبناء مؤشرات التلاحم، كما قام المركز بتأسيس أول مركز استطلاعات للرأي العام في المملكة ومن خلاله يتم رصد الرأي العام في أهم القضايا المجتمعية، كما أن ورش العمل التي تناقش قضايا تهم المجتمع هي من أهم برامج مركز الحوار، وتعد البرامج الشبابية من أهم برامج المركز وتتمثل في الورش المستمرة وقافلة تلاحم وبرامج سفير وجسور وغيرها. » فئة الشباب الحوار مع فئة الشباب له أسلوب مختلف، ما أفضل الأساليب المتبعة للحوار مع الشباب؟ وهل حققت نتائج؟ - لا شك في ذلك، ومن أجل النجاح في الحوار مع الشباب يجب أن تتم محاورتهم بالأسلوب الأنسب لهذه الفئة، وأول ما تحتاجه هذه الفئة الاستماع إليهم ومعرفة همومهم وتطلعاتهم. وفي تجربتنا قمنا بالتركيز على القصة والأفلام القصيرة وهي وسائل تختصر كثيرا من الكلام الممل الذي لا يناسب الشباب. » هدف أساسي التعاون مع الجهات الحكومية المختلفة من المؤكد أنه هدف أساسي للمركز، حدثنا عن آفاق هذا التعاون؟ - مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لديه أهداف وطنية سامية لا يمكن أن تنجح إلا بالتعاون مع الجهات الحكومية الأهلية، لهذا عقد المركز شراكات متعددة وكان لهذا ثمرات فاعلة مع مختلف الجهات، ومن هذه الشراكات الهامة التعاون مع وزارة التعليم ممثلة بالجامعات والتعليم العام، وهي شراكة نفتخر بها وتعد نموذجا للتعاون الناجح، وعلى سبيل المثال شراكتنا مع جامعة الإمام عبدالرحمن بالدمام أثمرت دمج برنامج الحوار المجتمعي (نسيج) ضمن أحد مقررات الدراسة، ويستفيد من البرنامج أكثر من 5 آلاف طالب وطالبة سنويا، كما أن المؤسسة العامة للتدريب التقني بالشرقية اعتمدت حقيبة الحوار المجتمعي كمادة تدريبية لجميع الطلاب المستجدين في أول أسبوع دراسي من كل عام.