كان الحصول على خدماته أشبه ب «المستحيل»، فنجم يمتلك الكثير من الخبرة والتجارب المثمرة في الملاعب الأوروبية، يصعب إقناعه بالحضور للملاعب السعودية، خاصة وأنه لا يزال قادرا على تقديم عطاءاته الكبيرة، في ظل بلوغه ال (31) من عمره فقط. لكن «الفارس» بتاريخه وهيبته، نجح في جذب اهتمامه، ليبدأ جديا بالتفكير للانتقال إلى المملكة العربية السعودية، من أجل خوض تجربة احترافية جديدة في الدوري السعودي للمحترفين، وهو ما حدث بالفعل بعدما نجحت إدارة نادي الاتفاق برئاسة خالد الدبل في كسب توقيعه، من أجل ارتداء شعار الفريق بعقد يمتد ل (6) أشهر فقط. وبعد بداية لا تليق ب «فارس الدهناء»، ارتأت الإدارة الاتفاقية اجراء العديد من التغييرات داخل الفريق، وكان مركز الحراسة هو أحد أبرز المراكز التي ترغب في تدعيمها، في ظل انخفاض المستوى الفني الذي يقدمه حراس الفريق، ليتم التعاقد مع الحارس الأردني أحمد عبدالستار كحارس مواليد، لكن الشروط الموضوعة من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم منعت من تسجيله كحارس مواليد، لتبدأ رحلة الاتفاق في البحث عن بديل أكثر تميزا، وهو ما قادها للتعاقد مع الحارس الجزائري العالمي رايس مبولحي. وصف نجاح الإدارة الاتفاقية بالتعاقد مع مبولحي ب «المفاجأة» من العيار الثقيل، فحضور الحارس الجزائري الشهير لفريق يصارع في مؤخرة الترتيب العام لم يكن متوقعا أبدا، بل إن الجزائريين أنفسهم وجهوا لومهم الكبير له، نظير قبوله بهذا العرض، مؤكدين بأنه تلاعب بتاريخه الكبير في سبيل البحث عن المال. صمت كبير واجه به مبولحي كل تلك التساؤلات والانتقادات، وبدأ عازما على كسب التحدي، وإعادة الجميع لذكريات تألقه التاريخي بمونديال البرازيل (2014)م، رفقة المنتخب الجزائري. ومنذ اللقاء الأول له رفقة الفريق الاتفاقي، كشف مبولحي عن امكانياته الكبيرة، وأكد للجميع صحة القرار الذي اتخذته الإدارة الاتفاقية بالتعاقد معه. شخصيته القيادية، قادته لارتداء شارة القيادة سريعا جدا، لتساهم توجيهاته المستمرة، وتحفيزه الدائم للاعبيه، في تغيير صورة الفريق الاتفاقي داخل الملعب، ليرتقي «النوخذة» سلم الترتيب خطوة بخطوة، حتى أنهى الموسم في المركز ال (4)، مستعيدا رونقه وهيبته المفقودتين منذ زمن بعيد، رفقة المدرب الوطني المميز سعد الشهري. وفي الوقت الذي كان فيه الكثيرون يتحدثون عن رغبة الحارس الجزائري بخوض تجربة أوروبية جديدة، عقب أن تمكن من استعادة مستواه العالي، جاء رد إدارة نادي الاتفاق برئاسة خالد الدبل قويا جدا تجاه كل تلك الاشاعات، وذلك بإعلانها عن تجديد التعاقد مع مبولحي ل (3) سنوات مقبلة، حيث سيمثل الفريق الأول لكرة القدم في الاتفاق حتى العام (2021)م. تواصلت الاشاعات بعد ذلك، وخرجت بعض الأحاديث التي كانت تشير إلى عدم شعور الحارس الجزائري بالراحة خلال معسكر الفريق الخارجي في هولندا، نظير بعض التصرفات غير الاحترافية من بعض لاعبي الفريق، مؤكدة أن مبولحي طالب بالرحيل في حال عدم تدخل الإدارة الاتفاقية. ويبدو أن «المبالغة» كانت السمة الطاغية على تلك الأحاديث، فالعالمي رايس مبولحي أبدى سعادته الكبيرة خلال أكثر من مناسبة بالتواجد مع الفريق الاتفاقي، واصفا بيئة العمل فيه بالمميزة. أحاديث الحارس العالمي نشرت الطمأنينة بين عشاق الفريق الاتفاقي، ليمثل تألقه الكبير خلال مباراتي الجولتين الأولى والثانية من كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، تأكيدا على الراحة الكبيرة التي يشعر بها مبولحي داخل أروقة «فارس الدهناء». رايس مبولحي، قدم عطاء مميزا في الجولة الأولى أمام الرائد، لكنه ظهر بشكل أكثر تميزا في لقاء الجولة الثانية أمام الباطن، وساهم بتصدياته الرائعة في قيادة الاتفاق لتخطي عقبة الباطن الصعبة، بعد مباراة كان نجمها الأول، وكأن لسان حاله يقول للاتفاقيين: «هذا الانتصار هو عربون وفاء لكم، فرفقتكم عدت لارتداء شعار المنتخب الجزائري من جديد». صمت كبير واجه به مبولحي كل تلك التساؤلات والانتقادات، وبدا عازما على كسب التحدي، وإعادة الجميع لذكريات تألقه التاريخي بمونديال البرازيل (2014)م، برفقة المنتخب الجزائري