أكد خبراء نفطيون أن تعليق المملكة لشحناتها النفطية ليس المراد به رفع الاسعار وليس تحقيقا لمصالح اقتصادية وإنما هو توصيف لحالة عدم الاستقرار في باب المندب، مشيرين إلى ان الاعلان ساهم في رفع أسعار النفط بشكل غير متعمد ليصل سعر البرميل خام برنت إلى 74.35 دولار. وقالوا ل«اليوم»: إن المسارات البرية لنقل النفط إلى بوابات البحر الاحمر سوف تنعش المسار البري، الذي سيضيف مسارا ثالثاً إلى المسارين البحريين النفطيين المعروفين، واللذين كانا عن طريق باب المندب وقناة السويس وهي تستقبل ناقلات نفطية معينة نظراً لضيق المساحة، والمسار الآخر يكون في رأس الرجاء الصالح بجنوب أفريقيا والذي يستوعب ناقلات أكبر. مساران بحريان أوضح الخبير النفطي الكويتي حجاج بوخضور أن مضيقي هرمز وباب المندب كان يشهدان مرور قرابة 17 مليون برميل يومياً ليختصرا مسافة كبيرة لأسواق أوروبا، مبيناً أن هناك مسارين بحريين نفطيين الأول عن طريق باب المندب وقناة السويس وهو يستقبل ناقلات نفطية معينة نظراً لضيق المساحة، والمسار الآخر يكون في رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا والذي يستوعب ناقلات أكبر من تلك التي تمر عبر باب المندب، مشيراً إلى ان المملكة لن تتأثر بقرارها؛ نظراً لامتلاكها مسارات برية لنقل النفط عبر البوابات الغربية في البحر الاحمر متوقعاً انتعاش الشركات اللوجستية في ناقلات النفط البرية في المملكة، مؤكداً أن المتضرر الوحيد في زعزعة استقرار الملاحة البحرية هي إيران. صراع دولي فيما أشار د.محمد صبان إلى أن تعليق المملكة شحناتها النفطية عبر باب المندب يكون قد نبهت الاسرة الدولية لخطورة ما أقدم عليه الإيرانيون من خلال الحوثيين، وتحويل الصراع القائم الى صراع دولي تهب الدول المستهلكة للنفط الى مساندة دول المنطقة ضمانا للمصالح المشتركة. مبيناً ان قرار المملكة ليس المراد منه رفع الاسعار وليس تحقيقا لمصالح اقتصادية للمملكة، وإنما هو توصيف لحالة عدم الاستقرار في باب المندب والتي يتحمل مسؤوليتها المجتمع الدولي في تأمين إمدادات الطاقة من دول الانتاج إلى دول الاستهلاك، موضحاً ان إعلان السعودية للوقف المؤقت للشحنات عبر باب المندب ساهم في رفع أسعار النفط بسبب أن معظم الصادرات من الخليج التي تُنقل عبر قناة السويس تمر أيضا عبر مضيق باب المندب ليصل سعر البرميل خام برنت إلى 74.35 دولار. تهديد صارخ من جانب آخر أوضح المستشار في الطاقة وتسويق النفط، مدير دراسات الطاقة في منظمة أوبك سابقا الدكتور فيصل مرزا أن استهداف ثلاث ناقلات نفط سعودية في أقل من أربعة أشهر أثناء عبورها مضيق باب المندب، شكل تهديدًا صارخا للملاحة البحرية ولأمن الطاقة العالمي، والتجارة الدولية، مبيناً أن المملكة تمتلك بدائل التصدير على الساحل الغربي في البحر الأحمر، موضحاً أن باب المندب يعتبر الشريان الرئيسي للحركة الاقتصادية والتجارية العالمية، وبوابة لإمدادات الطاقة من النفط والغاز والمشتقات البترولية للسوق الأوروبي وحوض البحر الأبيض المتوسط، ويُعد رابع أكبر الممرات المائية من حيث عدد براميل النفط التي تمر به يوميًّا، حيث يمر خلاله أكثر من 6 ملايين برميل يوميًّا من النفط ومشتقاته، وحوالي 10% من الغاز الطبيعي المسال في العالم، مشيراً إلى أن تلك التحديات أدت إلى رفع الاسعار، مشيراً إلى أن التهديدات لإغلاق هرمز ستمنع تصدير أكثر من ثلث صادرات العالم من النفط ونحو 40 % من تحركات النفط ومشتقاته العالمية.