أبهر العالم بتألقه اللافت في كأس العالم المقامة حاليا في روسيا، وسحب البساط بقوة من النجوم اللامعة ميسي ورونالدو ونيمار، وصار حديث عشاق الساحرة المستديرة.. إنه نجم المنتخب الفرنسي الشاب الذي تخطى ال 19 ربيعا بأيام قليلة «كيليان مبابي» الذي قدم شهادة اعتماده مع التألق من خلال الأداء الرائع في مواجهة منتخب بلاده مع الارجنتين التي انتهت للديوك الفرنسية (4-3) بتسجيله هدفين في الشوط الثاني والحصول على ضربة جزاء في الشوط الأول ليمنح بطل مونديال 1998 بطاقة ربع النهائي. ولعل في تألق لاعب في هذه السن الصغيرة دافعا لمسؤولي المنتخبات العربية عامة، والمنتخب السعودي خاصة لمنح الفرصة للاعبين الشباب لارتداء قميص المنتخب الأول خصوصا للمواهب المميزة التي قد تترك بصمات غائرة. قال عنه المدرب الفرنسي الشهير أرسين فينجر: مبابي موهبة عظيمة وطريقة لعبه تشبه طريقة لعب تييري هنري مع قدرته على اشغال الدفاع. ويرى نجم الكرة الإسبانية الدولي السابق ألفارو أربيلوا أن مبابي مثل شخصية لوك سكاي ووكر (الخيالية) وسيفرض هيمنته على العالم إن عاجلا أو آجلا، ووصفه بالوحش في الميدان. وأصبح مبابي أول لاعب دون العشرين عاما يسجل ثنائية في أي مباراة ببطولات كأس العالم بعد الأسطورة البرازيلي بيليه الذي سبقه في مونديال 1958 بالسويد. وقال مبابي: ما من مكان تبرز فيه مهاراتك أفضل من كأس العالم، من المثير للفخر أن أكون أول مَنْ يحقق هذا بعد بيليه، ولكن يجب وضع الأمور في إطارها، بيليه لاعب من طراز آخر. وقبل شهور قال البرازيلي رونالدو عن مبابي: «يبدو مثلي». وبدا وصف رونالدو للاعب الفرنسي صائبا، حيث يتمتع بقدرات تهديفية عالية وطاقة هائلة وثقة بالنفس وسرعة فائقة مثلما كان رونالدو عندما بهر العالم خلال مسيرته مع برشلونة الإسباني وأندية أخرى إضافة لمسيرته الرائعة مع منتخب «السامبا». وولد مبابي في 20 ديسمبر 1998 لأب كاميروني وأم جزائرية في بوندي إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية باريس، وذلك بعد شهور قليلة من فوز المنتخب الفرنسي بلقبه الوحيد السابق في بطولات كأس العالم، وبدأ مشاركاته في الدوري الفرنسي وقبل أن يكمل عامه السابع عشر تألق في موسمه الأول 2017 مع موناكو وسجل خمسة أهداف في ست مباريات بدوري أبطال أوروبا ليقود موناكو إلى المربع الذهبي. وكان ريال مدريد الإسباني على وشك التعاقد معه ولكن اللاعب توصل لاتفاق مع باريس سان جيرمان الفرنسي مقابل 185 مليون يورو ليصبح ثاني أغلى لاعب في التاريخ وهو لا يزال في الثامنة عشرة من عمره. فيما بدأ مبابي مسيرته الدولية مع المنتخب الفرنسي عندما كان عمره 18 عاما وثلاثة شهور، وأصبح أصغر لاعب يرتدي قميص المنتخب الفرنسي منذ عام 1955. وترشح لجائزة أفضل لاعب في أوروبا عن أدائه الرائع في موسم 2017 بالدوري الفرنسي ودوري أبطال أوروبا، وحصل على المركز الثامن، كما حصل على جائزة الفتى الذهبي في نفس الموسم، وترشح لجائزة الكرة الذهبية للعام ذاته وحصل على المركز السابع. بدايته المبكرة مع فريق أس بوندي، الذي كان يدربه والده ويلفريد، وفي نهاية المطاف انتقل إلى أكاديمية كليرفونتين الشهيرة، وقدم أداء مثيرا للإعجاب ما دفع العديد من الأندية الفرنسية وكذلك الاسبانية مثل ريال مدريد وفالنسيا لمحاولة الحصول على توقيعه، وسافر مبابي إلى إنجلترا ليلعب مباراة مع فريق الشباب لنادي تشيلسي ضد تشارلتون قبل أن يستقر في موناكو، وفي 31 أغسطس 2017، وقع كيليان مبابي عقدا مع نادي العاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان مدته موسم واحد وذلك على سبيل الإعارة من موناكو مع إلزامية الشراء في الموسم التالي بمبلغ 145 مليون يورو بالإضافة إلى 35 مليون يورو إضافات ما يجعله ثاني أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم، خلف زميله بالفريق نيمار. واستدعى مبابي لأول مرة للمنتخب الفرنسي الأول في تصفيات كأس العالم لمواجهة لوكسمبورج وإسبانيا في مارس 2017 وكانت أول مباراة له في 25 مارس ضد الأخير، وسجل أول أهدافه الدولية ضد هولندا في التصفيات ذاتها.