امتاز أهل الأحساء بطيبتهم وحسن معشرهم، ووفائهم لكل من زارهم أو التقى بهم. مجتمعهم مجتمع مختلف، لا فوارق بين الناس في مجالسهم، ولا يشعر الغريب بغربته وهو في حضرتهم. يقول أهل الشأن في عالم السياحة، إن أهم دعائم تنشيط السياحة في أي بلد، طيبة أهلها. وإذا كان الأمر كذلك، فكيف ومحافظة الأحساء تزخر بكنوز من الآثار والحضارات القديمة. في الاحساء يوجد ثاني مسجد أقيمت فيه صلاة الجمعة بعد مسجد نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو مسجد «جواثا»، الواقع في مدينة «جواثا» والتي شهدت طفرة سياحية غير مسبوقة، حين دشن سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف قبل عدة أشهر، مشروع مدينة «جواثا السياحية»، والذي أضاف لسياحة المحافظة الشيء الكثير. ففيه سوق هجر التراثي، المحاط بنخيل الأحساء الشهيرة، ومن حوله البحيرات والقنوات المائية وساحات الألعاب ومواقع الفعاليات والاحتفالات. ولو لم يكن في هذه المحافظة الأصيلة غير هذه المدينة، لكانت كافية لجذب السياح من الداخل والخارج، فما بالكم والأحساء مليئة بالمعالم والإرث التاريخي!!. معالم لا بد للمرء من أن يتوقف عندها وزيارتها، فهناك قصر إبراهيم، أحد أهم قصور المحافظة، وفيها بحيرة الأصفر، والمدرسة الأميرية التي بنيت قبل ثمانية عقود، وبيت الملا «البيعة»، الذي أقام فيه الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- ونال فيه بيعة أهلها. أما مشروع أرض الحضارات الثقافي والتعليمي بداخل جبل القارة الشهير، فقد تضاعف عدد السياح من داخل المملكة وخارجها، لتنوع اركانه المنحوتة بالصخر، والتي تتحدث عن الأزمنة التاريخية التي مرت بها محافظة الاحساء. لقد شهدت الأحساء تطورا مذهلا بفضل الله ثم بفضل حكومتنا الرشيدة، فجمعت ما بين الإرث التاريخي، وبين احتياجات الجيل الحالي من عشاق التسوق، فبجانب الأسواق الشعبية الشهيرة، كالقيصرية أو غيرها، هناك خمسة مجمعات تجارية ضخمة وحديثة. الأحساء موطن القلوب البيضاء. ولكم تحياتي