رغم أن الاجتماع لا يتطلب سوى غرفة مع طاولة وبعض المقاعد، لكن الحقيقة هي أن التخطيط لاجتماع القمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون، لمناقشة مستقبل بيونغ يانغ النووي، يتطلب اتخاذ عدد من القرارات لا حدود لها، وما لا يحصى من التفاصيل الصغيرة عبر مفاوضات دبلوماسية شاقة. ورغم أن الزعيمين أظهرا ميلهما للابتعاد عن النصوص المعدة سلفا، إلا أن إبقاء تفاصيل وطرحها في اللحظة الأخيرة، لا يساعد في إتمام اللقاء ونجاحه. وقالت صحيفة «النيويورك تايمز» في تقرير لها: حتى قبل أن يعلن الرئيس ترامب العودة عن قراره بإلغاء القمة، فإن وفودا من الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية وصلت إلى سنغافورة لترتيب إجراءات عقد القمة. وسيتفاوض الجانبان على كل شيء، بداية من مكان جلوس القائدين على الطاولة، ومن يسمح له بالحضور في الغرفة معهما، وعدد الوجبات وفترات الراحة، وما هو الشراب الذي سيقدم «الرئيس ترامب لا يشرب الكحول» وما هي الهدايا التي يمكن تبادلها ومن سيدفع ثمنها. وبلا شك أن الأولوية القصوى لدى الجانبين هي الأمن، وبوصفها البلد المضيف، ستكون سنغافورة مسؤولة عن ضمان ذلك على الطرق والمرافق العامة الأخرى، لكن الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية سيقومان بالإشراف على سلامة قائديهما. وفي أي زيارة يقوم بها الرئيس ترامب للخارج، يرافقه فيلق من موظفي الخدمة السرية، بالإضافة إلى سيارات ليموزين وطائرات هليكوبتر وعربات حماية أخرى. أما زعيم كوريا الشمالية، فلديه خبرة قليلة بالسفر للخارج كقائد، وستكون سنغافورة أبعد مكان يسافر إليه منذ وصوله للسلطة عام 2011. ومن غير المعتاد دبلوماسيا أن يعقد زعيمان اجتماعا ثنائيا فقط في بلد ثالث مضيف، ما لم يجتمعا على هامش قمة دولية. وقال دبلوماسيون: إنه بعد اختيار سنغافورة لتكون البلد المضيف، فإن اليد العليا ستكون لترامب. ومن المحتمل أن يشعر كيم جونغ اون بعدم الارتياح كلما ابتعد عن شبه الجزيرة الكورية. وقال الدبلوماسي السابق في وزارة الخارجية الأمريكية ايفانز جيه ريفير والمختص بشؤون شرق آسيا: إن من شأن ذلك أن يوفر ميزة إضافية للرئيس ترامب. ولم يفصح المسؤولون عن مكان عقد القمة في سنغافورة حتى الآن، وقد حظي فندق شانغريلا بتفضيل الرؤساء الأمريكيين كمكان للإقامة، وأشار مسؤول سنغافوري سابق إلى أن القمة من المرجح أن تعقد في منتجع جزيرة سنتوسا قبالة الطرف الجنوبي للجزيرة.