أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ إن الدعوة الإسلامية تمر بتحديات كبيرة تحديات عظيمة وعميقة أولها وأكبرها تحدي نشر الدعوة من قبل من يجهل الشريعة الإسلامية ومن يجهل أحكام العقيدة الإسلامية وأقوال أهل العلم في التفسير والحديث، يجهل سعة الإسلام ورحمة نبي الإسلام وربما نظر إلى أن الإسلام شيء واحد لا يتجزأ، والنبي كان له الهدي الأعظم مشيرا في الوقت نفسه الى ان الدعوة إلى الله بحاجة إلى تجديد في الوسائل تجديد في الأولويات ، تجديد في فهم أنواع الفقه التي أرشدتنا إليها سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، ففقه القوة له أحكام ، وفقه الضعف له أحكام ، وفقه الموافق له أحكام، وفقه التعامل مع المخالف له أحكام ، وفقه الأفراد في تصرفاتهم في الدعوة له أحكام ، وفقه الدولة وقيادة الدولة وولاية الدولة له أحكام في ذلك ، وهذا كله يعطينا المسار في أن وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف المهتمة بالدعوة والإرشاد في بلداننا وفي غير بلداننا منوط بها أن تصحح الكثير من المفاهيم للأمة الإسلامية ، وأن تستحضر التحديات الكبيرة التي بسببها انحرف كثيرون عن فهم مسار الدعوة الإسلامية فالإسلام دين الرحمة والنبي هو نبي الرحمة وقال وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد رئيس المجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الإسلامي الذي دشنت أعمال دورته الحادية عشرة أمس في مكةالمكرمة: إننا مسؤولون مسؤولية مباشرة عن أداء الأمانة في رسالة المسجد ، وعن أداء فهم الدعوة الإسلامية ونشر هداية الإسلام والتعريف بالإسلام والتعريف بمحمد صلى الله عليه وسلم رسول البشرية والرحمة للعالمين والتعريف بمحاسن الإسلام ومبادئه العظام ثم التعريف والتواصل مع المسلمين في كل مكان لحمايتهم في دينهم وأفكارهم ولحمايتهم في ثباتهم على الإسلام في البلاد التي يكونون فيها أقليات ، من هنا كانت رسالات وزارات الشؤون الإسلامية في دول العالم الإسلامي متوجهة أولاً إلى المسجد ، المسجد بلا شك هو أول ما بناه النبي صلى الله عليه وسلم وهو اول ما يجب الاهتمام به عمارة حسية، وعمارة معنوية ، والعمارة المعنوية بأن يكون على وفق هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جاءنا بدين بين واضح لا لبس فيه ولا غموض كما قال جل وعلا { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا} يعني عدلاً خياراً عدلاً في أحكامها ، عدلاً في خططها ، عدلاً في تصوراتها، عدلاً في تعاملها وخياراً فيما منحها الله جلا وعلا من منزلة بين الأمم فهي بذلك وسط بين طرفين، بين طرف الغلو ، وبين طرف التفريط والجفاء . وأبان الشيخ صالح آل الشيخ إن رسالة المسجد المنوطة بوزاراتنا تتوجه أولاً إلى منسوبي المساجد إلى خطيب المسجد ، وإلى إمام المسجد ، وإلى مؤذن المسجد ، وإلى القائمين على المساجد ، وكل ما كانت عنايتنا بالخطيب والإمام أكثر وأعمق وأوضح كل ما كانت رسالة المسجد أتم وأكمل ؛ لذلك كان من الواجب فيما اتخذناه عبر مؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية واتخذته وزاراتكم الموقرة من قرارات أن نكون متابعين لما صدر من قرارات إن كانت مستهدفة لتأهيل الخطيب ، ولتأهيل الإمام ، وإعادة المسجد إلى دوره عبر إشراف وولاية وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف في العالم الإسلامي . وأوضح الشيخ صالح آل الشيخ أن الدعوة إلى الله تعالى هي مهمة هذه الوزارات كما هي مهمة كل المؤسسات الرسمية والمؤسسات الدينية الغير رسمية في العالم الإسلامي ، وغير العالم الإسلامي وتجديد وسائل خطاب الدعوة وتجديد فهم أولويات الخطاب الدعوي ما يناسب كل فترة وما يناسب كل زمن هذا من الحكمة العظيمة لأن من الحكمة أن تتعرف على ضروريات المكان وضروريات الزمان ، وحاجات الناس وطرق خطاب الناس وكل ما كانت هذه المؤسسات أدق في فهم الحالات وتوصيفها كل ما خرجت بالرؤى وبالخطط ورسمت الأهداف ورسمت الخريطة للدعوة الإسلامية. وشدد معاليه على أن تعريف غير المسلمين بالإسلام مهمتنا ولقد صدر عن مؤتمر الأوقاف والشؤون الإسلامية عبر عدة أوراق عمل قدمت لهذا المؤتمر صدرت عدة قرارات في اعتماد خطط للتعريف بالإسلام وكيفية التعريف بالإسلام ، وأن التجربة دلتنا على أن البلاد التي أتهمت الإسلام بما هو منه برئ إما بالإرهاب أو بالدموية أو بغير ذلك أنهم لم يفهموا الإسلام ولم يتعرفوا على حقيقة الإسلام ولا حقيقة النبي صلى الله عليه وسلم فنحتاج إلى مد جسور جديدة متنوعه شاملة للتواصل المعرفي بمؤسسات العالم المؤثرة المؤسسات العلمية والمؤسسات البحثية والمؤسسات الإعلامية لأننا نفترض أنهم اتهموا الإسلام بما اتهموه به عن جهل وقصور في المعرفة بعدم معرفة حقيقة الإسلام وحقيقة القرآن وحقيقة نبي الإسلام وحقيقة المسلمين . وواصل معاليه يقول : إن أخذ المسلمين بخطأ بعضهم وبجريمة بعضهم خلاف العدل وخلاف الحق وخلاف الأنصاف ،فالحديقة الجميلة أينما وجدت في أي مكان في الأرض لابد أن يظهر فيها نباتات ذات شوك تحتاج إلى استئصال ولا تطمس الحدائق الجميلة لأجل وجود الأشواك فيها وأن وجود الكثير من المسلمين ممن سلك مسالك الإرهاب ، وسلك مسالك التكفير والتفجير الذي اجمع الناس من المسلمين ومن غيرهم على بطلان طريقتهم وأنها خلت من فهم الإسلام وخلت من رعاية الإنسانية أن هؤلاء الذين سلكوا هذا الطريق بالإجماع أنهم منحرفون عن الإسلام لا يمثلون الإسلام فكل من سلك مسلك الإرهاب أو امتطى ظهر التكفير أو ظهر الاجرام أنهم بريئون منا ونحن بريئون منهم ولا يمثلوننا في شيء لا في صغير ولا في كبير لأن الإسلام يمثله أهل العلم فيه والله جل وعلا أمر بالرد إلى أهل العلم ، وإلى أولي الأمر لأنهم هم الذين يستنبطون العلم من دليله من القرآن والسنة ويأخذون بكلام أهل العلم فيما سلف لذلك أمامنا مهمة صعبه في إزالة الأفكار التي وجدت عند الغرب والشرق فيما أسموه ب"الإسلام فوبيا" أو غير ذلك من الافكار التي شوهت صورة الإسلام . بعد ذلك ، ألقى معالي وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة ، كلمة أشاد في مستهلها بما جاء في كلمة معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ ، وقال : إننا نحتاج فعلاً أن نعمل القواسم المشتركة في هذه المرحلة الصعبة جدا ,ولا شك أن ماحدث وما تمر بها منطقتنا هي مرحلة صعبة وعصيبة وأمتنا مستهدفة والتحديات جسام , والحرب على أمتنا والتي تأخذ أشكال متعددة معلنة وخفية . وأوضح أن ما تقوم به الجماعات المتطرفة التي تحاول اختطاف الخطاب الديني لا تمثلنا ونحن منها براء , وعلينا عمل كبير أن ننقل الصورة الصحيحة والدلائل الواضحة لكل العالم .. منوهاً بما أشار إليه معالي الشيخ صالح آل الشيخ من روح الإسلام الواعية في التعامل مع الآخر والمختلف وإيماناً منا أن التنوع سنة كونية حيث يقول الحق سبحانه : { ولو شاء ربك لجعل الناس أمةً واحدة ولا يزالون مختلفين } فندعو بالحكمة والموعظة الحسنة . ثم ألقى معالي وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني الدكتور عبدالناصر موسى أبو البصل كلمة أكد فيها أن التحديات التي تواجه الأمة كبيرة وكثيرة ومتنوعة ، ولا يمكن أن نواجهها إلا بالعلم والتخطيط الاستراتيجي وإعداد العدة لمواجهتها سواء أكان ذلك في مجال الفكر والمناهج والتعليم والإعلام وغيرها ، مقترحاً عمل برنامج زيارات للدول الإسلامية لتعميم الخبرات والإفادة من تجارب تلك الوزارات وأعمالها لئلا تضيع الجهود وتتكرر الأعمال التي يمكن تجاوزها من خلال التنسيق والتعاون الذي تقومون به في هذا المجلس وفي مؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية للدول الإسلامية . وأبان معاليه أن الدور المنوط بوزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية كبير جداً ، حيث أن تلك المؤسسات تضطلع بمجموعة من المهام والوظائف التي تقع في أعلى سلم أولويات الأمة الإسلامية ، حيث إن محورها رسالة الإسلام والدعوة إليه وأهمها رسالة المسجد الذي يجب أن نوليه عناية خاصة وتأهيل الدعاة والوعاظ والخطباء والأئمة ، وإذا كان الأمر المنوط بهم ينصب على الدعوة والإرتقاء بفهمهم للإسلام وفقه الحياة ، إلا أن المطلوب اليوم إضافة موضوع تصحيح المفاهيم الخاطئة وتحصين الجيل من العرائض والتيارات الوافدة والدخيلية سواء بسواء . وأكد معالي وزير الأوقاف الأردني أن الأخطار المحدقة بالأقصى المبارك كثيرة ومتتابعة ، مشدداً على أن المسجد الأقصى الذي يعد حقاً للمسلمين وحدهم لا يقبل المشاركة ولا التقسيم ولا التفاوض ، وهو اليوم يتعرض لاعتداءات متكررة ومئات المتطرفين اليهود يقتحمون باحات المسجد الأقصى المبارك وأروقته وتستفز مشاعر ملايين المسلمين في العالم لمآرب وغايات يغفل عنها كثير من أبناء الأمة . وواصل معاليه قائلاً : إن لوزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية دور كبير في الوقوف إلى جانب حق للأمة في الأقصى والقدس والمقدسات ، مشيداً بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وفقه الله من خلال تبرعه السخي للأقصى ، ولأوقاف القدس الذي هو في وجدان كل المسلمين قادة وشعوباً ما يجب أن نترجمه واقعياً حفظاً للاقصى والمقدسات . بعد ذلك ألقى معالي وزير الشؤون الدينية الباكستاني الدكتور سردار محمد يوسف كلمة قال فيها : إن الدول الإسلامية تتعرض منذ عقود لأخطر المؤامرات في تاريخها ، وكان من أبرزها تلك الموجة الخطيرة من الإرهاب والتطرف التي استهدفت أمن الدول الإسلامية واستقرارها ، ولهذا كانت محاربة الإرهاب والتطرف وتعزيز ثقافة الحوار والاعتدال والتوسط في صدارة أولويات الدول الإسلامية . وأضاف : إن باكستان تعد إحدى الدول التي واجهت الإرهاب سياسياً ، ودبلوماسياً ، وعسكرياً ، وفكرياً ، وتخطت مختلف التحديات الأمنية بصرامة حازمة وعمدت إلى تجفيف منابع الإرهاب بعموم أشكاله وتنوع منابعه وتقويض فلوله وأطرافه، كما كانت رسالة باكستان التي صدرت مؤخراً بمثابة ميثاق وطني لمحاربة الإرهاب والتطرف أينما وجد ، ومهما كانت دوافعه وأسبابه ، دون تفرقه بين جنس أو لون أو مذهب . وقال معاليه : ومن هذا المنطلق فإن باكستان لم تتردد في الانضمام إلى تحالف دولي جاد يواجه الإرهاب ويحقق السلام العالمي والتعايش الأمني ، ويسهم في تحقيق العدالة ، وتنفيذ المواثيق الدولية ، فانضمت إلى التحالف العسكري الإسلامي ضد الإرهاب ، وأشادت بافتتاح مركز (اعتدال) العالمي لمكافة الفكر المتطرف ، ووقفت بجانب شقيقتها المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول الإسلامية في مواجهة كل ما يهدد أمن الدول الإسلامية واستقرارها . وشدد الوزير سردار على أن القوة تكمن في تنسيق وتضافر الجهود بين المسلمين ، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى ، بالتعاون فقال :{وتعاونوا على البر والتقوى} ، مضيفاً أن الوزارات المعنية بالشأن الإسلامي تعد من أهم منابر التعاون التي تنقل رسالة الإسلام فهي عناصر مهمة في محاربة الإرهاب والغلو والتطرف وتعزيز ثقافة الحوار والاعتدال والتوسط ، ولهذا فإني أقترح ضرورة بحث أوجه التعاون الأمثل بين الوزارات المعنية بالشأن الإسلامي في مختلف المجالات ، ولا سيما في مجال تأهيل الأئمة والخطباء والمدرسين والدعاة وتعزيز الدور المناط بهم . وبعد انتهاء الوزراء من القاء كلماتهم ، بدأت جلسات المجلس الذي يناقش العديد من القضايا يأتي في مقدمتها : تعزيز الاعتدال الفكري والمنهجي ، ومواجهة الفكر المتطرف، والحوار الثقافي العربي الإسلامي مع الغرب والشرق،وتعزيز دور الشباب وإدارة مواهبهم، وتأهيل أئمة المساجد وتعزيز الدور المناط بهم، كما يبحث سبل التعاون الأمثل بين الوزارات المعنية بالشأن الإسلامي في دول العالم الإسلامي