رؤية المملكة 2030م طموحاً عالياً لممارسة الهوايات الشخصية لجميع أفراد المجتمع، وتطلعت واستشرفت إلى استحداث (450 نادي هواة بحلول 1442ه) وإن كنت أرى إيجابية الطموح من خلال هذا العدد الكبير من الأندية ولكن لا أرى التسرع في اعتماد أندية الهواة إلا إذا كانت منسجمة مع احتياجات المجتمع وتطابقها مع القيم والأخلاق، أعلن الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة إقامة مسابقة لهواة وموهوبي ممارسة التكنولوجيا والبرمجة، وهي مبادرة تستحق الحديث عنها لارتباطها ببعض الأبعاد التربوية والاجتماعية وخاصة في مجال رعاية المواهب الوطنية في مجال التكنولوجيا والبرمجة. تتجه الدول المتقدمة إلى تحديث مسميات مجالات وأنواع الموهبة التي يمكن أن يبدع ويبرع فيها الإنسان، والهدف من ذلك مواكبة متطلبات العصر، فلم تعد الموهبة مقتصرة على الذكاء الاجتماعي أو الأدبي أو العلمي أو الرياضي، بل تم إدراج الذكاء الاصطناعي واستخدامات التقنية والتكنولوجيا وتوظيفها والتعامل معها حيث تعتبر لغة العصر الحديث، وتكثيف المسابقات في مثل هذا الاتجاه يعني أننا نبني مستقبلاً واعداً للأجيال القادمة، لأن الأمية لم تعد خاصة بعدم القدرة على القراءة والكتابة بل باتت الأمية تطلق على الجهل بالتكنولوجيا والتقنية ومجالات استخدامها وهذا هو البعد الأول. أما البعد الثاني الذي ستتيحه هذه المسابقة فهو تغطية الثغرات الحالية في التخصصات الجامعية إلى حين تأسيس كلية الأمن السيبراني من حيث رعاية مواهب الشباب الموهوبين في مجال التكنولوجيا والبرمجة، وخاصة وأن فرص ممارسة تلك الأنشطة والهوايات تفتقد توافر البيئة المحفزة والداعمة له، وتعد مبادرة كهذه من شأنها تفجير الطاقات والمواهب وإطلاق العنان أمام الهواة والموهوبين لكي يظهروا إبداعاتهم وابتكاراتهم في مجال التكنولوجيا. أما البعد الثالث لهذه المسابقة فلعل مثل هذه المسابقة وما ستخضع إليه من معايير وضوابط وآليات تكون نموذجاً للجامعات وإدارات التعليم أثناء إعداد المسابقات والفعاليات والأنشطة الطلابية، وتذليل كافة الصعوبات أمام الطلبة الموهوبين في مجال التكنولوجيا والبرمجة، والعمل على تجاوز أهداف بسيطة كإنتاج الأفلام القصيرة أو العروض إلى أبعد من ذلك، ليصل إلى قدرتهم في معرفة أساليب الاختراق والحماية وتتبع الهاكرات وبرمجة المعرفة داخل الحواسيب. الحديث عن دعم المواهب الوطنية ذات الممارسات الاحترافية في مجال التكنولوجيا والبرمجة يتطلب مزيدا من الجهد لتسليط الضوء عليه وخاصة بين طلاب التعليم العام والعالي، وتكثيف البرامج والمسابقات حوله، ومن المهم أن يتم إدراج (نادي التكنولوجيا والبرمجة) ضمن ما يسمى الأندية المدرسية السبعة وذلك لوجود الفرق بين التقنية والتكنولوجيا، فالتقنية عبارة عن توظيف التكنولوجيا من خلال الأساليب والطرق ولهذا تسمى تقنيات التعليم، أما التكنولوجيا فهي المواد الخام من الأجهزة والحواسيب والاختراعات الالكترونية.