بعد دقائق من إعلان كوريا الشمالية تعليق التجارب النووية والصاروخية وإغلاق موقع التجارب، قال الرئيس الأمريكي ترامب انه حقق نوعا من الانتصار. وفي هذا السياق أوردت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» في تحليل لها بقلم تراسي ويلكينسون: إن ترامب سارع بالتغريد قائلا: «انه تقدم كبير» متفاخرا بما أنجزه، اعتمادا على ما لديه من تأثير على عدو تقليدي مستعص، وواصل التغريد بقوله: «نتطلع إلى قمتنا» وهو اللقاء التاريخي المحتمل بين الرئيس الامريكي وزعيم كوريا الشمالية. لكن كيم جونج اون كان يتنعم أيضا بما يعتبره موقعه الجديد والمحصن بالقوة. ولم يشر إعلان كيم الا مرة واحدة للوعود التي قطعها في الشهر الماضي، وهي الوقف الاختياري للتجارب النووية في فترة الاعداد للقمة مع الرئيس الكوري الجنوبي، ومن ثم لقاء ترامب بحلول منتصف يونيو المقبل. وتقول الكاتبة: إن كيم يستطيع أن يعلن وقف الاختبارات، لأنه اعلن في وقت سابق من هذا العام أن ترسانته النووية كاملة، ويزعم أنه قادر على مهاجمة الولاياتالمتحدة، ولم يعرض التخلي عن أية قنابل أو تفكيك أي بنية تحتية للانتاج. ووفقا للكوريين الجنوبيين، فإن كيم جونج اون عرض ايضا التخلي عن مطالبه بأن تغادر القوات الامريكية شبه الجزيرة الكورية، وأن تنهي سول وواشنطن تدريباتهما العسكرية المشتركة. ويبدو الحماس الذي يرغب الكثيرون في الدوائر الداخلية لادارة ترامب في تحقيقه، متمثلا في تبني مواقف كيم جونج اون، من شأنه أن يعزز فكرة تنبثق في الادارة، غير معترف بها حتى الآن وهي أن كوريا الشمالية المسلحة نوويا بالفعل باتت امرا واقعا، والهدف الأكثر واقعية الآن هو تجميد أو تقليل او احتواء قدرات بيونج يانج القتالية، ولكن ليس القضاء عليها. وتضيف الكاتبة: بشكل ضمني، فإن كوريا الشمالية سيكون معترفا بها بشكل غير رسمي كقوة نووية، وعلى الرغم من ان كوريا الشمالية ستكون عضوا غير معترف به ضمن ما يسمى النادي النووي الذي نشأ بموجب شروط معاهدة حظر الانتشار النووي عام 1970. رسميا يبقى الهدف النهائي للولايات المتحدة هو، نهاية كاملة لا رجعة فيها للبرنامج النووي لكوريا الشمالية، ويمكن التحقق من ذلك، وهو أمر من المستبعد أن يحدث، كما يعتقد العديد من الخبراء في الولاياتالمتحدة وفي آسيا. وفي السياق، صرح مسؤول كبير في الادارة الامريكية طلب عدم الكشف عن اسمه، أن كوريا الشمالية لن تتلقى أية مساعدات اقتصادية ما لم تتخذ خطوات لإزالة أو تدمير الاسلحة النووية. وأضاف هذا المسؤول «لن نعطيهم نيكل (عملة امريكية تعادل 5 سنتات) حتى يفككوا أسلحتهم النووية بشكل واسع». كما جرى التأكيد مع اليابان على أن ترامب لن يتوصل الى اتفاق يسمح ببقاء صواريخ متوسطة وقصيرة المدى تهدد اليابان، مبينا أن الرئيس كان قويا جدا ومطمئنا لهذه الجبهة. وحذر دبلوماسيون أمريكيون مخضرمون من أن اي تنازلات ظاهرية يقدمها زعيم كوريا الشمالية في الفترة التي تسبق مؤتمرات القمة، لا تعني أن هذا الزعيم المراوغ قد غير أهدافه. وأشار مسؤول آخر في الادارة الامريكية فضل حجب اسمه، الى طبيعة الحكم القاسية للقيادة الكورية الشمالية، منوها بأن كيم تعلم من والده القاسى، الذي تعلم بدوره من والده مؤسس الأمة المبجل. وتقول الكاتبة الأمريكية: إن كيم جونج اون طالما استثمر البرنامج النووي في اكتساب شرعيته، لكن دبلوماسيين يرون أن كيم قد يعتقد من خلال بناء ترسانته النووية، وقتل أو القضاء على منافسيه المحتملين، أنه عزز سلطته لدرجة انه يستطيع تغيير المسألة، واعادة تشكيل صورته وصورة بلده المكافح. وما يثير القلق ايضا، هو أن الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية تتحدثان بمفردات ذات مفاهيم مختلفة، فنزع السلاح لا يعني بالضرورة نفس الشيء للبلدين، وهو فارق بسيط قد لا يدركه حشد ترامب عديم الخبرة. رسميًا يبقى الهدف الأخير لأمريكا هو، نهاية كاملة لا رجعة فيها للبرنامج النووي لكوريا الشمالية، ويمكن التحقق من ذلك، وهو أمر من المستبعد أن يحدث، كما يعتقد العديد من الخبراء في الولاياتالمتحدة وفي آسيا