وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما يحدث في سوريا بأنه «مأساة وحشية». وعما إذا كان يرى أن على الغرب تسليح المعارضة السورية ، قال نتنياهو في مقابلة مع صحيفة «جيروزاليم بوست» نشرتها على موقعها الإلكتروني امس الأحد :»لست متأكداً مما إذا كان من المفيد لي كرئيس وزراء لإسرائيل أن أجيب على هذا السؤال ، لأني لست متأكداً مما إذا كان هذا السلاح سيفيد فعلاً من تريد مساعدته». وأوضح أن ما يحدث في سوريا يثير مخاوف إسرائيل فيما يتعلق بشكل الدولة التي ستتأسس في سوريا على المدى البعيد. وهل سيكون نظام الحكم علمانياً أم معتدلاً أم إسلامياً متشدداً آخر معادياً لإسرائيل. وقال « من الواضح أن هذا تساؤل مهم للغاية». وأضاف :» وهل ستظل لإيران هيمنة على سوريا ، كما هو الحال الآن حيث يقوم حزب الله ، بالنيابة عنها بالمساعدة في قتل المدنيين السوريين كل يوم». وتساءل :»إن الأمر الذي لا يقل أهمية يتمثل فيما سيحدث في الحلقة الواصلة بين سوريا الحالية وسوريا الجديدة وخاصة ماذا سيحدث للخمسين موقعا للأسلحة الكيماوية الموجودة في سوريا التي قد تسقط في أيدي حزب الله أو غيره من المنظمات الإرهابية». قلق بالغ وأوضح :»كل هذه أمور تثير قلقنا البالغ ، وقلق كل الدول المجاورة لسوريا ، وللولايات المتحدة والدول الأوروبية. ونتشاور بشأنها مع الولاياتالمتحدة وغيرها». وكشف عن عدم وجود اتصالات مباشرة مع تركيا بشأن سوريا ، ولكنه أكد على وجود «مصالح مشتركة» ، مضيفا :»لدينا حدود مشتركة مع سوريا ، وأنا واثق من أن كلينا راغب في رؤية سوريا مستقرة وتعيش في سلام .. وأعتقد أن من مصلحة الطرفين التوصل إلى سبيل لوقف التدهور في العلاقات واستئناف إجراء حوار مثمر». وعن تقييمه للأشهر الأولى من حكم مرسي ، قال نتنياهو :«إنه لم يرغب حتى في النطق بكلمة إسرائيل علناً. وأعتقد أن على مصر اتخاذ قرار بشأن عمق التزامها بمعاهدة السلام ، فقد أعلنا التزامنا الشديد بها . وآمل أن يكونوا هم كذلك». لا اتصالات مع مرسي وكشف نتنياهو عن أنه لم يجر أي اتصال مباشر بينه وبين الرئيس المصري محمد مرسي منذ تولي الأخير منصبه قبل أشهر. ولكن نتيناهو أوضح أن عدة اتصالات جرت بين حكومته والحكومة المصرية ، وقال :»لم تتأثر الاتصالات العسكرية .. والحفاظ على معاهدة السلام على رأس أولوياتنا». وأضاف :»نشعر بقلق شديد بشأن ما يحدث في سيناء. وأوضحنا هذا لأصدقائنا الأمريكيين والحكومة المصرية. وأعتقد أن استقرار سيناء مهم لمصر تماما كما هو لإسرائيل ، ولكن مصر هي المسؤولة عن حفظ الأمن في سيناء «. وعن تقييمه للأشهر الأولى من حكم مرسي ، قال :»إنه لم يرغب حتى في النطق بكلمة إسرائيل علنا. وأعتقد أن على مصر اتخاذ قرار بشأن عمق التزامها بمعاهدة السلام ، فقد أعلنا التزامنا الشديد بها . وآمل أن يكونوا هم كذلك». «تعصب لا يصدق» وجدد رئيس الوزراء الاسرائيلي هجومه على البرنامج النووي الايراني، معتبرا ان مسؤولي الجمهورية الاسلامية الايرانية يقودهم «تعصب لا يصدق». وقال نتانياهو: «أعتقد أن إيران مختلفة جداً. تعصبهم يتقدم على بقائهم. لديهم انتحاريون في كل انحاء البلاد ولا استطيع ان أعول على عقلانيتهم». ورأى انه لا يمكن احتواء ايران بالطريقة نفسها التي تم احتواء الاتحاد السوفياتي بها خلال الحرب الباردة. واضاف رئيس الوزراء الاسرائيلي انه «منذ ظهور الاسلحة النووية، هناك دول امتلكت هذه الاسلحة وتقوم دائما بحسابات حذرة لكلفتها وفوائدها. لكن ايران تقودها حكومة تتصف بتعصب لا يصدق». وربط نتانياهو بين التظاهرات العنيفة التي عمت العالم الاسلامي احتجاجا على الفيلم المسيء للاسلام والقيادة المتشددة في ايران. وقال «انه التعصب نفسه الذي يحرق سفاراتكم اليوم. هل تريدون ان يمتلك هؤلاء المتعصبون اسلحة نووية؟». معايير جديدة للغباء وقال: ان الذين يرون ان التحرك ضد البرنامج النووي الايراني «اسوأ بكثير» من ايران تمتلك سلاحاً نووياً «وضعوا معايير جديدة لغباء البشر». وكانت اسرائيل عبرت بوضوح ان ايران نووية تشكل خطراً مصيريا على الدولة اليهودية وهددت بعمل عسكري أحادي ضدها. لكن واشنطن تدعم مزيداً من الضغوط الدبلوماسية وتقول انه ليس الوقت المناسب لتوجيه ضربة عسكرية.