أخذت دورة «فن كتابة المقال الصحافي» التي أقامها مقهى عكاظ الثقافي الفني وجهاً آخر فلم يخل يومها الأول النظري من حوارات ساخنة حول الصحافة وكتاب الرأي، ليصبح اليوم الأخير للدورة الذي ركز على الجانب التطبيقي لكتابة المقالة أشبه ببرنامج حواري فضائي يستمتع مدير الحوار فيه بسخونة الآراء ويطلب تعليقات على كل رأي. وأوضح مسؤول الإعلام والنشر بجمعية الثقافة والفنون بالطائف سلطان المنصوري أن الدورة قدمها الكاتب الصحافي خالد قمّاش خلال يومي السبت والأحد الماضيين وحضرها مجموعة من صحافيي مكةالمكرمة، إذاعة مكس إف إم، جريدة الحياة بالطائف، طلاب قسم الإعلام بأم القرى، وجمع من المهتمين حيث أبان قمّاش في اليوم الأول ماهية المقالة وهويتها والهدف منها الذي يتمثل في معالجة قضايا خاصة وعامة تظهر فيها ذاتية الكاتب وانفعالاته ومشاعره مؤكداً على أهمية وحدة الفكرة ومصداقيتها وموضوعيتها، مستعرضاً نشأة وتطور المقالة حيث أنها تشبه «فن الرسائل» في التراث القديم إلا أن موضوعها قد يطول، بينما ظهرت المقالة في الأدب العربي بمنتصف القرن التاسع عشر متأثرة بالمقالة الغربية بسبب الاستعمار إلى أن نضجت المقالة في لبنان ومصر على أيدي إبراهيم المازني، عباس العقاد، ميخائيل نعيمة وآخرين. وذكر المنصوري أن قمّاش تطرق إلى أسباب ظهور المقالة وتطورها موضحاً أنها جاءت كنوع من التأثر بتيار الغرب وصحافته، وسعياً إلى الارتقاء بالوعي للناس والشعوب، والحاجة الملحة للتعبير عن قضايا الناس ومشكلاتهم لدرجة أن المقالة أصبحت هي الأكثر قدرة على مخاطبة الواقع والاهتمام بقضاياه.وتناقش الحضور في أنواع المقالات من ناحية أسلوبها أو من ناحية موضوعها مع قراءة لمقالات علمية، اجتماعية، وأدبية. وفي اليوم الأخير من الدورة، قدم المتدربون تجاربهم في كتابة المقال بعد أن تعرفوا على أساسيات كتابته في اليوم الأول، واستمعوا إلى آراء بعضهم أو انتقاداتهم التي صاحبتها توضيحات من المدرب لينتقل التدريب إلى حوار ساخن بين المتدربين حظي بالكثير من النقاشات والسجالات التي تناولت مواضيع عدة من بينها: واقع المقال محلياً، ضعف تأثير المقالات وكتابها، الحروب بين كتاب الرأي، وتجربة كتاب الرأي المحليين في الصحافة الخليجية.