تشهد الدراما التليفزيونية في رمضان المقبل عودة نجوم غاب بعضهم حوالى عامين, على غرار يحيى الفخراني ونور الشريف ويسرا، فيما غاب آخرون فترة طويلة اهتموا خلالها بالسينما، وفي مقدمتهم عادل إمام، محمود عبدالعزيز، أحمد السقا وكريم عبدالعزيز ومحمد سعد.. ويقول محمد فوزي، منتج مسلسل «المولد» بطولة هيفاء وهبي، إن الجمهور هو من يختار الأعمال التي يشاهدها ويحدد أفضلها، متوقعاً أن ينجح النجوم الكبار في جذب الجمهور إليهم، لأنهم أرادوا بعودتهم بعد غياب أعوام إثبات قدرتهم على التحدي في الأحوال كافة، الفائز هو صاحب الدراما الجيدة أيا كانت طبيعتها وموضوعها. في المقابل، يتساءل المنتج صفوت غطاس: «أين سيعرض هذا الكم من الأعمال»؟، لافتاً إلى أن العرض عندما يكون أكثر من الطلب، قد يؤدي إلى انتشار أعمال رخيصة، لأن الكمية تؤثر على العملية التسويقية لدى المنتجين عموماً. حيث يحرص غطاس على الجمع بين أكثر من نجم ليضمن أعلى نسبة متابعة، فهو يقدم هذا العام مسلسلي «فرقة ناجي عطا الله» مع الزعيم عادل إمام، و»الهروب» مع كريم عبدالعزيز، إلا أنه يتوقّع إقبال الجمهور على الأعمال الكوميدية الراقية للخروج من القلق الذي يسيطر عليه بفعل الأحداث التي تمر بها البلاد، ولأن للنجوم بريقهم أيضاً. من جانبه، يرى أحمد شفيق، مخرج مسلسل «خطوط حمراء»، أن العمل الجيد يجذب الجمهور بغض النظر عن الأبطال الذين يشاركون فيه، ويضيف: «لا يهمني أن أكون الفائز في هذا السباق لأننا لا نعتمد على نتائج هذا الشهر، بل ننتظر العرض الثاني والثالث». ويؤكد «شفيق» أن المشاهد لن يتمكن من متابعة الأعمال كافة في الشهر الفضيل، لذا تفيد الإعادة على الفضائيات في تحقيق النجاح للمسلسلات التي مرت مرور الكرام في السباق الرمضاني. فيما يتوقع المخرج سامح عبدالعزيز منافسة غير عادية، لأنها لا تقتصر على الدراما المصرية إنما تشمل أيضاً الدراما العربية والتركية، مشيراً إلى أن المشاهد يتابع العمل الذي يحترمه لذا يهتم بالمسلسلات التركية ومثيلتها المكسيكية كونها تحترم عقله وتقدم له دراما مقبولة. ويرفض عبدالعزيز تصنيف الدراما بالكوميدية أو غيرها، «حتى المسلسلات السياسية تتضمن بعض الكوميديا، كون الدراما مرآة المجتمع الذي هو خلطة سياسية وكوميدية واجتماعية». ويحذر سامح من لجوء صناع دراما رمضان 2012 إلى تقديم مسلسلات لعدم توافر عائدات مرضية في السينما، فيعتمدون أسلوب الاستسهال من دون الأخذ في الاعتبار دقة التصوير وجودة الإخراج والعناصر الفنية الأخرى، ما قد يؤثر على المستوى العام للدراما. ويرى الناقد كمال رمزي أن «الجمهور سيقبل على العمل الذي يجذبه، لذا لا يمكن إهمال أسماء مثل عادل إمام ويسرا ومحمود عبدالعزيز وأحمد السقا، لافتاً إلى أن النجم سيكون في البداية مصدر جذب، لكن بعد عرض حلقتين سترجح الكفة على أساس جودة الإخراج والسيناريو، وغالباً ما تتوافر هذه العناصر في المسلسلات التي يتولى بطولتها نجوم أصحاب جماهيرية عريضة، لأنهم على يقين بارتفاع نسبة مشاهدتهم، بالتالي يهتمون بأن تكون أعمالهم متقنة من نواحي الأزياء والديكور ومواقع التصوير والكاميرات والإخراج، ونظراً إلى إمكاناتهم المادية العالية فهم يتعاقدون مع فنيين متميزين. ويضيف أن المشاهدين سيتابعون نجوم السينما، في شكل خاص، الذين يدفعون ثمن تذكرة لمشاهدة جديد أفلامهم، فما بالنا إذا أتوا إلى منازلهم؟ من الطبيعي أن يتابعوا ولو جزءاً من مسلسلاتهم. ويشير رمزي إلى أن أصحاب شركات الإعلانات سيقارنون بين المسلسلات للتعرف إلى أكثر المسلسلات مشاهدة، وعندها سيتجهون بإعلاناتهم نحوها، تماماً كما حدث العام الماضي، إذ لاحظوا اهتمام الجمهور بمسلسلات «المواطن أكس» و»دوران شبرا» و»خاتم سليمان»… فسارعوا إلى حجز إعلاناتهم فيها. وتصف الناقدة ماجدة خير الله هذا السباق الذي تشارك فيه ككاتبة لمسلسل «ورد وشوك»، بأنه ليس منافسة عادية بل معركة، قائلة: هناك نجوم ونجمات يؤدون آخر أدوارهم أو يراهنون على بقائهم في ما بعد، مثل يحيى الفخراني وغادة عبدالرازق وإلهام شاهين وحتى عادل إمام، فجميعهم على المحك، وأي خطوة فاشلة لهم سترجعهم مئات الخطوات إلى الوراء. ويأتي بعدهم النجوم الشباب، لذا من سيخرج من هذه الساحة مهزوماً لن يجد له مكاناً بعد ذلك مهما كانت نجوميته, ليست الحرب على التلفزيون فحسب إنما على الحضور الفني عموماً. وتضيف: إذا لم ينجح مسلسل «خطوط حمراء» لأحمد السقا مثلا، سيؤثر ذلك على حضوره في السينما، لكن إذا فشل آسر ياسين في مسلسله على سبيل المثال، لا مشكلة فهو في بداية المشوار وأمامه فرص عدة. وتؤكد ماجدة أن السوق والفنانين والإنتاج لن يتحملوا أي فشل، خصوصاً بعد الفشل السينمائي.