[مليارات (الصندوق) ..!!] من قال لك: إن لغة الأرقام ليست «محكّا حقيقيا» لتقييم أي مبادرة أو مشروع فلا تصدقه ، بل إن منطقه قد أخطأ «الهدف» !! تقول الأرقام بلغة واضحة إن الأموال التي تحصل عليها صندوق تنمية الموارد البشرية(هدف) وصلت إلى 10 مليارات ريال ،جزء منها يدار في استثمارات تدر عوائد على الصندوق ،فيما بلغ حجم ما صرفه على مهمته المرسومة وهي دعم توظيف السعوديين (شبانا وفتيات) مبلغا لم يتجاوز 600 مليون ريال في الوقت الذي يتحصل الصندوق على دعم سنوي ثابت يقدر بملياري ريال. إذن..هل أخطأ صندوق الموارد البشرية (الهدف)؟! وهل تغيرت هويته من صندوق لدعم وتمويل القوى العاملة الوطنية وتوظيفها إلى صندوق «استثمارات»؟ ،وللإجابة على هذا السؤال فإن من الأفضل مقارنة الأرقام المستثمرة في بناء قوى عاملة وطنية مؤهلة وتلك المستثمرة في تنمية مدخرات الصندوق! وبإسناد مهام البرنامج الوطني لإعانة العاطلين عن العمل (حافز) ليكون من ضمن مهام الصندوق فإن أمر تحقيق أهدافه التي أنشئ من أجلها وبشكل مثالي تبدو «معقدة» إن لم تكن مستحيلة، وبالتالي قد تتحقق توقعات أحد أعضاء مجلس الشورى بإغلاق الصندوق حين يحيد عن دوره الذي أنشئ من أجله . هل اخطا صندوق الموارد البشرية (الهدف)! وهل تغيرت هويته من صندوق لدعم وتمويل القوى العاملة الوطنية وتوظيفها إلى صندوق «إستثمارات» ولكي أكون واقعيا فقد اطلعت على الأهداف المرسومة لصندوق تنمية الموارد البشرية(هدف) وكان على رأسها تقديم الإعانات من أجل تأهيل القوى العاملة الوطنية وتدريبها وتوظيفها في القطاع الخاص، وأيضا المشاركة في تكاليف تأهيل القوى العاملة الوطنية وتدريبها على وظائف القطاع الخاص ، وحددت هذه الأهداف بغية أن يسهم الصندوق بفاعلية في خفض معدلات البطالة ولكن ورغم إنشائه منذ أكثر من 12 عاما فإن الفرص الوظيفية التي قام الصندوق بتوفيرها لم تتجاوز 58 ألف فرصة وظيفية كانت تناج توقيعه لأكثر من 1700 اتفاقية (بمعدل 400 وظيفة جديدة شهريا) وهو ما اعتبر رقما متواضعا ولا يلبي التطلعات بالمقارنة مع النقلة الهائلة لبرنامج نطاقات الذي أسهم خلال 10 أشهر ماضية بتوظيف ربع مليون شاب وشابة. إنها لغة الأرقام التي لا تكذب أو تجامل ، بل إنها تضعنا أمام واقعنا وتسهل علينا في أحلك المواقف اتخاذ أصوب القرارات،ولعل الدعوة التي صدرت من داخل قبة الشورى بإعادة النظر في فكرة الصندوق برمتها بل وإغلاقه إن اتضح عدم جدواه قد تكون فكرة وجيهة، أو فليكن الحل عبر إعادة صياغة لأهدافه وإعادة بنائه وهيكلته بما ينسجم وتطورات سوق العمل المحلي بوجود برنامجين واعدين هما «حافز»و»نطاقات»! تويتر: @Alyamik