في احد المطاعم الشهيرة وسط مدينة واشنطن ، حيث كنت بصحبة مجموعة من الزملاء والأصدقاء لتناول وجبة الغداء هناك ، جلس بجانبنا مجموعة من الجنسية الامريكية وكانوا من كلا الجنسين لتناول الغداء ، وكانت هيئتهم تبدو انهم سياسيون الا انه اتضح انهم من اصحاب الاعمال ، وحيث انني كنت اقرب ما يكون حيث كانوا جالسين ، فمن حديثهم تبين وتأكد لي ذلك ، ولكن أكثر ما شدني الى الاستماع للحديث الذي كان يدور بينهم هو حديثهم عن الرياضة وعن كرة القدم تحديدا . حيث وجه احد الجالسين وهو يبدو لي انه في منتصف او أواخر عمر الستينات لأحد الجالسين أمامه من الشباب الذي بدا لي انه في بداية الأربعينات عن استغراب هذا الرجل العجوز من هذا الشاب لحبه بكرة القدم تحديدا رغم عدم شهرتها في الولاياتالمتحدة ، والاستفسار عن الأسباب التي ادت بهذا الشاب الى تفضيله كرة القدم وحرصه على متابعة ذلك رغم انشغاله بالأعمال التجارية وكثرة الاجتماعات ، فرد هذا الشاب مسرعا انه « ليونيل ميسي» هو من وراء متابعتي لكرة القدم ، حيث تفكيري عندما يشاهد هذا اللاعب يتجدد إبداعا مع ما اشاهده من مهارات وقدرات لا أشاهدها في غيره من اللاعبين . وفي اعتقادي الشخصي كما هو ظني هو اعتقاد الاخرين أيضاً ، ان هذا الشاب قد تحدث بلسان الكثيرين الذين يحبون الابداع وتواقين لرؤية الكثير من المبدعين وصف هذا الشاب مشاهدته للاعب « ميسي « ، انه يتجدد إبداعا وان ما يقوم به ميسي داخل الملعب ممكن للجميع الاستفادة منه خارج الملعب ، حيث القدرة على استغلال وتوظيف كل القدرات الذهنية والبدنية وروح الفريق لإنجاز العمل المطلوب انجازه ، خاصة ان ما يقوم به ميسي هو عمل ومهارة غير تقليدية وغير مسبوقة ، وان هذه الموهبة ستؤثر في الكثير من أفراد العالم لفترة طويلة ، فما كان من هذا الرجل العجوز الذي ظل صامتا ومستمعا الا ان يكتفي بكلمة واحدة وهي « صدقت «. وفي اعتقادي الشخصي كما هو ظني هو اعتقاد الاخرين أيضاً ، ان هذا الشاب قد تحدث بلسان الكثيرين الذين يحبون الابداع وتواقين لرؤية الكثير من المبدعين ، فميسي وغيره من المبدعين استطاعو ان يحولوا القيمة الابداعية الى قيمة ثقافية وقيمة اقتصادية ، واعتقد ان ما ينقص مجتمعاتنا هو الاهتمام بالمبدعين وتوفير البيئة التي تساعدهم على تطوير ابداعاتهم وكذلك الاهتمام الذي يجعل من هؤلاء مصدرا للثروة الوطنية الثقافية والاقتصادية . [email protected]