سجلت مبيعات حديد السكراب ارتفاعا جديدا في الأسواق المحلية تجاوزت نسبة 30 بالمائة نتيجة ارتفاع الطلب المتزايد على الحديد من قبل مصانع الحديد الكبرى والإقبال الملحوظ على العمل في المشاريع خلال فترة الربيع وتوفيرها من قبل المتاجرين في حديد السكراب في كافة مناطق المملكة. وطالب اقتصاديون بضرورة تنظيم سوق حديد السكراب نتيجة عشوائيته ودخول عمالة وافدة تسيطر على استثمارات السوق التي تفوق 10 مليارات سنويا وايجاد طريقة جيدة تضمن المتاجرة في السكراب عن طريق السعوديين فقط والزام مواقع بيع السكراب بتوظيف السعوديين فيها، وتبقى العمالة فقط كعمال فرز وتقطيع وتنزيل ما يحقق فرصا وظيفية عالية نتيجة تحقيق هذا السوق أرباحا خيالية. ووفقا لمستثمرين في قطاع تدوير المعادن فان السوق تعيش حالة انتعاش بعد ارتفاع سعر الطن وارتفاع أسعار الحديد خاصة بعد ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج والمواد الخام في الأسواق العالمية. وأكد ل «اليوم» شيخ طائفة التشليح والسكراب والحديد في أمانة جدة عبد الله السفري أن سعر الطن من حديد السكراب ارتفع منذ بداية الشهر الحالي بحوالي 30 بالمائة ليرتفع سعره من 700 إلى 1050 ريالا بسبب ارتفاع الطلب من قبل مصانع الحديد الكبرى والمستثمرين، وقال السفري: إن أسواق تدوير المعادن في مناطق المملكة تشهد مستويات طلب مرتفعة جداً ما أدى إلى ارتفاع أسعار طن حديد السكراب الخفيف الصافي من 750 إلى مستويات تصل الى 1050 خلال الفترة الحالية والحديد الثقيل من 1100 ريال الى 1150 ريالا والنحاس لماع من 2200 ريال للطن الى 2900 ريال والمنويم الصافي الى 7200 ريال للطن والمنيوم الثقيل الى 6000 آلاف ريال، مشيرا الى أن أسعار المعادن غير مستقرة أسعارها بشكل نهائي مع بداية العام الجاري. وبين السفري أن ارتفاع أسعار الحديد الخام بحوالي 30 بالمائة وارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج في الأسواق العالمية ساهم في ارتفاع اسعار المعادن محلياً، لافتاً إلى أن مستوى الطلب سجل مستويات مرتفعة خلال الشهور الماضية لنشاط الانشاءات حاليا. من جهته قال محمد الحربي أحد كبار المستثمرين في قطاع تدوير المعادن في منطقة القصيم إلى أن المستثمرين في أسواق السكراب لم يعودوا يحتفظون بكميات كبيرة من الحديد كالسابق خشية انخفاض الأسعار ما يؤدي الى تكبدهم خسائر فادحة كما حدث أثناء التراجعات الحادة التي شهدها سوق الحديد العامين الماضيين. وبين الحربي انه كمستثمر سعودي في هذا القطاع يعاني عوائق تتمثل في سيطرة الوافدين على 97 بالمائة من هذا القطاع والاستثمار فيه كون الاستثمارات التي فيها تعد استثمارات آمنة معبرا عن امتعاضه من الفوضى التي يعيشها هذا القطاع والمشاكل البيئية التي يخلفها هذا النشاط على صحة السكان المجاورين، مطالبا في الوقت نفسه بضرورة تنظيم هذه التجارة الرائجة ووضعها تحت مجهر الرقابة وتخصيص تراخيص للمستثمرين السعوديين. من جهته طالب عبد الرحمن الصنيع خبير اقتصادي بضرورة تنظيم سوق حديد السكراب في المملكة نتيجة عشوائيته ودخول عمالة وافدة تسيطر على استثمارات السوق التي تفوق 10 مليارات سنويا وايجاد طريقة جيدة تظمن المتاجرة في السكراب عن طريق السعوديين فقط والزام مواقع بيع السكراب بتوظيف السعوديين فيها وتبقى العمالة فقط كعمال فرز وتقطيع وتنزيل ما يحقق فرصا وظيفية عالية نتيجة تحقيق هذا السوق أرباحا خيالية. وقال الصنيع : إن سوق السكراب تشهد هذه الأيام حركة غير طبيعية ويزداد الإقبال عليها يوماً بعد يوم في ظل انعدام البديل المناسب وتوجه المستهلكين نحو التوفير والاقتصاد في المصروفات والبحث عن الأرخص بغض النظر عن النوع أو الجودة. وأضاف الصنيع انه إذا كان القسم الأكبر من السكراب مخصصا لقطع غيار السيارات المستعملة فإن هناك قسما كبيرا أيضا خُصص لمواد أخرى تتعلق بالبناء يحتاجها المستهلك بشكل يومي على اختلاف حاجته، فسكراب السيارات يعتبر العدو الأساس لسوق قطع غيار السيارات الجديدة وأسعاره تتناسب مع جميع فئات المجتمع. تجدر الاشارة الى أن مواقع على شبكات التواصل الاجتماعي بدأت مؤخرا استقطاب مستثمرين سعوديين والعمل على عرض المشروعات الاقتصادية المجدية في خطوة لتشغيل هذه السوق التي تصدر 50 بالمائة من اجمالي حديد السكراب لخارج المملكة لمصانع عالمية والجزء الآخر لمصانع محلية متخصصة في صناعة الحديد. وحسبما أفادت به إحصائية مؤسسة النقد السعودي فقد اتضح انها سجلت أكثر تحويلات العمالة المالية في الربع الأخير من سنة 2010 م، حيث وصلت إلى 27.6 مليار ريال مقارنة مع 22.7 مليار في الربع الثالث، 23 مليارا في الربع الثاني، و24 مليار ريال في الربع الأول ليصبح الإجمالي ما يقارب ال «100» مليار ريال تم تحويلها إلى الهند، وبنجلاديش، وباقي الدول الأخرى، متوقعا ان هذه التحويلات في نهاية العام الحالي ستصل إلى قرابة 120 مليار ريال.