من المتوقع أن تطلق اقتصادات ناشئة كبرى هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا "بريكس" الأسبوع الجاري خططا لإنشاء بنك تنمية مشترك وإجراءات لتحقيق تقارب بين البورصات فيها. وقال مسؤولون إن المبادرات تحتاج لبعض الوقت لوضع التفاصيل لكنها تفتح الباب أمام مستوى جديد من الطموح لدول المجموعة التي يصل عدد مواطنيها إلى نصف سكان العالم. وقال مسؤولون إنه سيجري أيضا بحث الشرق الأوسط وأمن الطاقة. وعقدت الدول أول قمة لها في 2009 ويتعرض تكتل "بريكس" لانتقادات بأنه لا يزيد على لافتة خاوية من المضمون بينما يحاول إيجاد قضية مشتركة بين دول تنتمي لأربع قارات مختلفة وأنظمة اقتصادية وحكومية متباينة فضلا عن أولويات متعارضة. وأهم إعلان يصدر عن الاجتماع الذي يعقده زعماء الدول الخمسة في نيودلهي الأسبوع الجاري سيكون على الأرجح بشأن خطط تأسيس بنك تنمية مشترك على غرار البنك الدولي. وقال مسؤولون إن المبادرة تسمح للدول بحشد مواردها لتحسين البنية التحتية وقد يستخدم على المدى الطويل كأداة للإقراض خلال الأزمات المالية العالمية مثل تلك التي تشهدها أوروبا حاليا. وصرح وزير التجارة البرازيلي فرناندو بيمنتل للصحفيين في برازيليا الأسبوع الماضي بأن الدول ستوقع خلال القمة اتفاقا لدراسة تأسيس بنك. وقال سودهير فياس المسؤول البارز بوزارة الخارجية الهندية للصحفيين إنه يتعين على "بريكس" وضع قواعد تأسيس البنك ورأسماله وقال إن مثل هذا المشروع الطموح يستغرق وقتا. وقالت بورصات الدول الخمس في وقت سابق من الشهر الجاري إنها ستدشن مشتقا مشتركا لمؤشرات البورصات الرئيسية في الدول الخمس غدا الجمعة. يشار إلى أن "بريكس" تتضمن الدول الأربعة المؤسسة وهي البرازيل، وروسيا، والهند والصين، ثم انضمت لها جنوب أفريقيا، وهي الحروف الأولى لكلمة اسم كل من الدول، وقد جرى في عام 2008 أول لقاء بين وزراء خارجية هذه الدول في مدينة يكاترينبورغ الروسية. وعقد أول لقاء على المستوى الأعلى لزعماء دول "بريكس" في يوليو عام 2008، وذلك في جزيرة هوكايدو اليابانية حيث اجتمعت آنذاك قمة "الثماني الكبرى". وقد عقد أول قمة رسمية لمجموعة بريك في 16 يونيو عام 2009 بمدينة يكاترينبورغ الروسية، أما القمة الثانية فعقدت في 15 ابريل عام 2010 في مدينة برازيليا في البرازيل، واتخذ قرارا بانضمام جمهورية جنوب إفريقيا إلى المجموعة في ديسمبر عام 2009 . وتشكل أراضي دول بريكس نسبة 30 بالمائة من مساحة الكرة الأرضية، أما سكانها فيشكلون نسبة 42 بالمائة من سكان العالم، وتمتلك نسبة 8 بالمائة من الموارد الاقتصادية العالمية وتوجد فيها نسبة 45 بالمائة من الأيدي العاملة في العالم . وبلغت نسبة تشغيل السكان القادرين على العمل في هذه الدول نحو 70 بالمائة، أما الناتج المحلي الإجمالي فيها فيبلغ نسبة 18 بالمائة من الناتج الإجمالي العالمي. وتمتلك تلك الدول 32 بالمائة من الأراضي العالمية الصالحة للزراعة و تنتج نحو 40 بالمائة من القمح . ويشكل حجم التجارة نسبة 15 بالمائة من التجارة العالمية، وبلغ احتياطي الذهب والعملات في دول بريكس 1.3 تريليون دولار مما يفوق ما هو عليه في الدول السبع المتطورة اقتصاديا . وتتطور سوق الاستهلاك في تلك الدول بوتائر عالية، وتزداد كل سنة بمقدار 500 مليار دولار، وقد استهلك سكان دول بريكس عام 2009 السلع والخدمات بمبلغ 4 تريليونات دولار.