أكد مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية د. ناصر الهتلان القحطاني، أن قمة «القدس» التي تحتضنها مدينة الظهران تأتي انطلاقاً من اهتمام القيادة السعودية بالقضايا والشأن العربي وما يتطلبه دورها القيادي من دعم مستمر لمنظومة العمل العربي المشترك، مضيفا: إن القمة تأتي في ظل ظرف عربي الجميع يدرك حساسيته وخطورته، ولعل هذا الاجتماع للقادة العرب يعزز التعاون المشترك في مواجهة التحديات الراهنة. طموح عربي لفت مدير عام منظمة التنمية الإدارية، إلى أن المواطن العربي يطمح في أن يرى القيادات العربية وقد اجتمعت على رؤية واضحة واستراتيجية واحدة للعمل العربي المشترك، وتابع: نحن مقتنعون بأن هذه القمة العربية ستحقق أهدافها لما تجده من دعم ورعاية كريمة من القيادة السعودية. وأشاد بدعم المملكة للمنظمة بشكل خاص، ودعمها لكل مؤسسات العمل العربي المشترك بشكل عام. وأوضح أن هناك تعاونا كبيرا بين المنظمة العربية للتنمية الإدارية ومختلف المؤسسات والوزارات بالمملكة، لافتًا إلى أن المنظمة تقدم خدماتها لمعظم الوزارات والمؤسسات في الوطن العربي من بناء قدرات بشرية ومؤسسية ورعاية عدد من الجوائز العربية المعنية بالتميز الإداري، وكذلك الفعاليات والأنشطة ذات الصلة بالتنمية الادارية العربية. ونوه بحرص المنظمة على تقديم الاستشارات الإدارية للمؤسسات الحكومية بالمملكة، مبينًا أن المملكة تأتي في المرتبة الأولى من حيث عدد المشاركين والمستفيدين من خدمات المنظمة وفقاً لتقرير الإنجازات، الذي سيعرض على الاجتماع الوزاري، والذي سيعقد في هذا الشهر. الأنشطة والفعاليات واستعرض د. القحطاني، الأنشطة والفعاليات والمؤتمرات، التي تعقدها المنظمة خلال الفترة المقبلة لتسليط الضوء على أهمية الجوانب الإدارية، أبرزها المؤتمر العربي الثالث للغذاء والدواء والأجهزة الطبية، الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ منتصف الشهر الجاري، ويشارك في تنظيمه وزارة الصحة والسكان المصرية والمنظمة العربية للتنمية الإدارية والهيئة العامة للغذاء والدواء بالمملكة العربية السعودية، ومجلس الصحة لدول مجلس التعاون والجامعة. وشدد في الإطار ذاته، على أهمية المؤتمر كونه يناقش أهمية الحوكمة والأطر التشريعية والتنظيمية والرقابية، في ضمان سلامة ومأمونية الغذاء والدواء والأجهزة الطبية، وتعزيز الرقابة عليها، ودعم توطين صناعة الغذاء وصناعة الدواء والأجهزة الطبية، وبناء منصة علمية، لعرض التجارب الناجحة وتبادل الخبرات، والسعي نحو تحقيق الأمن الغذائي والدوائي العربي وإتاحتهما وتوافرهما، وإحداث نقلة نوعية في التعاون والتكامل والشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص في هذين المجالين وتعزيز الثقة بينهما، وإنشاء هيئة أو شبكة عربية للغذاء والدواء والأجهزة الطبية، وتشجيع الابتكار والإبداع وريادة الأعمال في هذه القطاعات. اللقاءات المهنية وأشار إلى أن هناك مجموعة من الفاعليات واللقاءات المهنية، التي تنفذها المنظمة سنويا هما اللقاء السنوي، الذي يتم خلاله عرض أفضل التجارب الإدارية الناجحة للدول العربية للاستفادة منها، إضافة إلى الاجتماع السنوي لمسؤولي التدريب والتطوير الإداري واجتماع سنوي لمديري معاهد الإدارة، وكذلك اجتماع الدائرة المستديرة. ونبه مدير عام منظمة التنمية الإدارية، إلى بروز تحديات بعدد من الدول العربية وفقا لما تمر به من أوضاع؛ ما يمنعها من الاستفادة من خدمات المنظمة؛ مثل اليمن والعراق وسوريا وليبيا، وقال: هناك دول تستفيد من المنظمة العربية للتنمية الإدارية بشكل كبير منها السعودية ودول الخليج بشكل عام، وهناك دول ظروفها لا تسمح، مشددًا على أن خدمات المنظمة موجهة لكل العرب ويجب الاستفادة منها في كل المؤسسات العربية. وأكد أن مشروع التنمية الشاملة لن يتحقق إلا من خلال إصلاح وتطوير إداري جاد، مبينًا أن المنظمة تهتم بتطوير العنصر البشري وبناء قدراته وبناء المؤسسات وتقديم الدراسات الاستشارية، التي تساعد هذه المؤسسات على تطوير أدائها من أجل إدارة فاعلة وكفؤة للموارد، وبالتالي أداء متميز ومخرجات أفضل. المتطلب الأساسي وأوضح مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية أن الاصلاح الإداري هو متطلب أساسي للتنمية، وقال: «إن التنمية الشاملة لن تحقق إلا بتنمية إدارية فاعلة وهذا بدوره يتطلب إصلاحا إداريا فاعلا ومؤثرا، وهي معادلة دولية معروفة، لا تنمية شاملة ومستدامة إلا بتنمية إدارية فاعلة». وأشار إلى أن المنظمة عندما تقدم الخدمات الاستشارية، وحينما يطلب ذلك منا نقوم بعمل دراسة مبدئية لواقع المؤسسة ويتم تشخيص المشكلة من قبل متخصصين ثم عرض النتائج وما تحتاج إليه المؤسسة لحل المشكلة. وأعرب د. القحطاني، عن قناعته بأن الفترة الحالية هي أفضل فرصة للتطوير الإيجابي من خلال التحول إلى الحكومة الإلكترونية أو الحكومة الذكية حسب إمكانات كل دولة، لتحقيق الشفافية وسرعة الإنجاز ورضا المستفيد، مشيرًا إلى أن التحدي الأكبر لتحقيق ذلك هو عدم توافر إمكانات لبعض الدول ما تسمح لها بالتحول إلكترونيا. وقال: يجب أن يكون التحول للحكومة الإلكترونية في إطار استراتيجية محددة المعالم أهدافها قابلة للقياس ورؤية واضحة وقناعة راسخة بالتنمية الإدارية وبالتطوير الإداري للمؤسسات الحكومية وللعاملين فيها، وكذلك القناعة بأهمية خدمة المواطن والمستفيد. المجلة العربية وأوضح مدير منظمة التنمية، أن هناك مجموعة من الإصدارات التي تصدرها المنظمة حول الموضوعات ذات الصلة بالتنمية الإدارية منها المجلة العربية للإدارة ومجلة الإدارة العامة الأمريكية في نسختها العربية، إلى جانب مجموعة من الدراسات والبحوث في مجالات التنمية الإدارية وبناء المؤسسات، ورسائل الدكتوراة في كل المجالات ذات الصلة بالتنمية الإدارية، وقال: نحن نحاول أن نساهم مع بقية المؤسسات العربية الأخرى للإسهام سواء من خلال المجلات أو الإصدارات أو الفعاليات المقدمة للمواطن العربي، لافتا إلى توفيرهم منصة للحوار والنقاش حول القضايا والتحديات ذات الصلة بالتنمية الإدارية، ليصدر من خلالها توصيات مناسبة من قبل خبراء وباحثين متخصصين، تقدم للمؤسسات والوزارات المعنية. وأبان القحطاني، بأن المنظمة تعمل بالتمويل الذاتي منذ 2000 حيث يمثل التمويل الذاتي نسبة 80% ومساهمات الدول العربية نحو 20%، وأن المنظمة تمثل الوزارات العربية ذات الصلة، وتساهم في تعزيز التنمية الإدارية ورفع مستوى كفاءة الإدارة في جميع القطاعات العربية للاسهام في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول الأعضاء. وخلص إلى القول: لدينا خطة سنوية وموازنة لكل عامين نضع فيها المستهدفات وتتم عادة تحقيق ما نسبته 95% من الأهداف المعتمدة. د. ناصر الهتلان القحطاني د.ناصر علي الهتلان القحطاني دكتوراة في الإدارة العامة من جامعة فيرجينيا بالولايات المتحدةالأمريكية. يشغل حاليا وظيفة المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الإدارية، عمل مديرا عاما مساعدا بالمنظمة العربية للتنمية الإدارية. عمل مديرا للبحوث والاستشارات في معهد الإدارة العامة بالمملكة العربية السعودية، وسبق له رئاسة الفريق الاستشاري لمشروع «قياس رضا المستفيد»، كما ترأس من قبل جائزة «الأداء الحكومي المتميز» في المنطقة الشرقية بالسعودية.