تمكّن الجيش اليمني، السبت، من تحرير معسكر «طيبة الاسم» الإستراتيجي في مديرية برط العنان شمالي غرب محافظة الجوف، وذلك بعد معارك وحصار لميليشيا الحوثي الإيرانية استمر عدة أيّام. وكانت الميليشيا تستخدم «طيبة الاسم» كنقطة تجمع لعناصرها وحشد التعزيزات من صعدة وغيرها من المناطق، باعتباره يفصل بين محافظتي صعدة و الجوف. سحب مسلحين وكشفت مصادر يمنية عن سحب ميليشيا الحوثي المئات من مسلحيها من جبهة البيضاء، وهو ما يؤكد تكبدها خسائر كبيرة في جبهة الساحل الغربي، وكذلك في محافظة صعدة الحدودية مع المملكة. وقالت المصادر: «إن زعيم الانقلابيين عبدالملك الحوثي وجه بداية الأسبوع الماضي قيادات ميليشياته بسحب عناصرهم من البيضاء وتوزيعهم على جبهتي الحديدة وصعدة. في غضون ذلك، اشتبكت قوات من الجيش الوطني اليمني مع الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران شمال مديرية صرواح غرب مأرب. وقال مصدر عسكري يمني: إن مواجهات عنيفة نشبت في جبل مرثد شمال المديرية، مضيفًا في تصريح نقله موقع «26 سبتمبر» التابع لوزارة الدفاع اليمنية: إن قوات الجيش كبدت الميليشيا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. غارات محددة وفي شرق صنعاء نفذت قوات التحالف العربي بقيادة السعودية غارات محددة ومباشرة على مخزن أسلحة وآليات قتالية تابعة للميليشيا الانقلابية. وأفاد مصدر ميداني بأن طيران التحالف شن غارات جوية على مواقع وتجمعات متفرقة للميليشيا في مديرية نهم، أسفرت عن تدمير عربتي دفع رباعي وعربة بي أم بي ومخزن أسلحة. وأشار إلى تزامن الغارات مع هجوم مدفعي للجيش الوطني استهدف مواقع وتجمعات متفرقة للميليشيا في منطقة البياض وغرب جبل الكحل. وفي محافظة الجوف، شن طيران التحالف العربي غارات جوية استهدفت مواقع متفرقة للميليشيا الانقلابية في مزرعة الورش بمديرية المصلوب. وذكر مصدر عسكري أن غارات أخرى للتحالف طالت مواقع وتجمعات وآليات قتالية للميليشيا في مديرية المتون، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الميليشيا الحوثية الانقلابية وتدمير آلياتهم أيضًا. «جريفيث» في صنعاء إلى ذلك، وصل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث إلى صنعاء، فيما يتوقع أن يزور لاحقا العاصمة المؤقتة عدن. وتعد هذه أول زيارة لجريفيث إلى اليمن منذ تعيينه مبعوثاً أممياً إليها خلفاً لسلفه السابق إسماعيل ولد الشيخ. وكان المبعوث الأممي قد أجرى الثلاثاء الماضي، في العاصمة الرياض، لقاء مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بحضور نائبه علي محسن الأحمر، ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، إلى جانب وزير الخارجية عبدالملك المخلافي. وأكد قادة الشرعية -في لقائهم بالمبعوث الأممي- على التمسك بالحل السلمي المستند إلى المرجعيات الثلاث، وهي: المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216، وهي المرجعيات ذاتها التي قال غريفيث: إنه سيلتزم بها للتوصل إلى اتفاق سلام. أمن السعودية وخلال اللقاء بجريفيث، جددت الشرعية مطلبها قبل الشروع في أي تفاوض أن تتوقف الميليشيا عن إطلاق الصواريخ على الأراضي السعودية، وأن تفرج عن الأسرى والمعتقلين، لإثبات حسن النوايا والجدية في التوصل إلى سلام ينهي الانقلاب ومعاناة اليمنيين. وتعهد المبعوث البريطاني، في أول بيان له، بإطلاق عملية سياسية شاملة بين الأطراف في اليمن، تبدأ من حيث انتهى سلفه إسماعيل ولد الشيخ أحمد في المفاوضات التي كانت قد شهدتها الكويت، والتي أفشلها الانقلابيون بعدم موافقتهم في اللحظات الأخيرة على التوقيع على اتفاق سلام اقترحه سلفه في ختام المفاوضات.