سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الخارجية: محادثات ولي العهد مع الرئيس الأمريكي «مثمرة» وتعزز فرص التعاون الإجراء القطري الأخير اعتراف بوجود مشكلة تحتاج لحل.. وعليها التحرك للأمام
أكد وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، أن المحادثات التي أجراها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، مع رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية دونالد ترامب، ووزير الدفاع الأمريكي، ومسؤولين من الكونجرس، ومديرة صندوق النقد الدولي، كانت مثمرة، منوهًا بالعلاقات الثنائية التي تربط البلدين على الأصعدة كافة. وقال في مؤتمر صحفي عقده في مقر سفارة المملكة في واشنطن، أمس، إن المملكة والولاياتالمتحدةالأمريكية، تسعيان لتطوير العلاقة القوية بينهما إلى مستوىً أعلى، وتعملان على تعزيز فرص التعاون والاستثمار بينهما، لاستفادة البلدين والشعبين ومواجهة التحديات التي تشهدها منطقتنا سواء كانت في التطرف والاٍرهاب أو التعامل مع أنشطة إيران في المنطقة أو دعم العراق وإعادة إعمارها والوصول إلى السلام في سوريا، وتحسين الوضع الإنساني في اليمن، وتطوير قدرات المملكة على منع إطلاق الصواريخ الباليستية على أراضيها. «جهود مشتركة» وأوضح «الجبير»، أن سمو ولي العهد والرئيس الأمريكي تحدثا عن الجهود المشتركة لتعزيز الأوضاع في عدد من الدول خارج المنطقة مثل الوصول إلى الاستقرار في أفغانستان وباكستان والوضع في ليبيا ودول الساحل الإفريقي، إلى جانب الجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية مع الشركاء الأوروبيين والدور القيادي في دعم دول مجموعة الخمس في المنطقة لمواجهة التطرّف وجماعة بوكو حرام. كما بيّن وزير الخارجية، أن الطرفين ناقشا أيضا عددًا من المجالات المتعلقة بتعزيز العلاقة القوية بين البلدين في المجالات الأمنية وتبادل المعلومات الاستخباراتية لمكافحة قضايا تمويل الاٍرهاب ومكافحة التطرّف الفكري، مؤكدًا التزام البلدين بمواصلة التعاون وتعزيزه على جميع المستويات لمواجهة التحديات. وأشار إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، سيستكمل زيارته في الأيام القادمة إلى بوسطن ونيويورك وسياتل وسان فرانسيسكو ولوس انجلوس وهيوستن، وسيجتمع سموّه مع عددٍ من الممولين والمصرفيين الاستثماريين ومع قادة الصناعة والتكنولوجيا ومسؤولين في مجال الترفيه، فيما سيجتمع سموه في هيوستن مع مسؤولين في مجال النفط والبتروكيماويات. «رؤية 2030» وأكد وزير الخارجية سعي المملكة لتحقيق رؤية 2030، وتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط، إضافةً إلى عزمها الوصول إلى اقتصاد منافس وأكثر إبداعاً من خلال إطلاق قدرات وإمكانات الشباب والفتيات للإسهام في تحسين المستوى المعيشي في المملكة، ونحن نبحث عن شركاء والولاياتالمتحدةالأمريكية شريك رئيس لتنفيذ هذه الرؤية. وأضاف: "نحن نبحث عن شركاء في جميع القطاعات سواءً كان في التكنولوجيا أو التمويل أو الصناعة أو الدفاع أو القطاع الصحي أو التعليم، للاستثمار الثنائي، ونريد أن نستثمر في هذه الشركات مثل استثمارنا في شركة "أوبر" كما نريد من هذه الشركات أن تستثمر في المملكة في مشاريعنا العديدة الجارية والمشاريع التي يتم تخطيطها حالياً ". وتعليقا على سؤال حول تصنيف قطر لعشرة أشخاص كممولين للإرهاب وردت أسماؤهم في قائمة الدول الأربع لمكافحة ممولي الإرهاب وتأثير ذلك على قمة كامب ديفيد لدول مجلس التعاون والولاياتالمتحدة، قال: "لقد وضعنا قائمة لممولي الإرهاب كما أن الولاياتالمتحدة وضعت قائمة لممولي الإرهاب ومن ضمنهم أفراد من مواطني قطر"، مضيفًا أن قطر رفضت وأنكرت في البداية القائمة التي وضعتها الدول الأربع المملكة ومصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين للأشخاص الممولين للإرهاب. وتابع قائلاً: "إن هذا الإجراء القطري الأخير هو اعتراف من قطر بأن لديها مشكلة وبحاجة إلى حل، معربًا عن أمله في أن يتحركوا قدماً للإمام في هذا الاتجاه وأن يدركوا أن لديهم مشكلة وأن هذه المشكلة بحاجة إلى مواجهة". وأضاف: "الخلاف مع قطر ليس له أي صلة بعلاقة دول مجلس التعاون بالولاياتالمتحدةالأمريكية أو أي كيانات أخرى وأن قمة كامب ديفيد بين دول المجلس والولاياتالمتحدة ستعقد لمناقشة التحديات التي تواجه دول المجلس والولاياتالمتحدة وكيفية التعامل معها بالإضافة إلى مناقشة جوانب التعاون في المجالات الأمنية والعسكرية ومكافحة الإرهاب وتمويل الإرهاب والتجارة والاستثمار، وهذه القمة لن تتناول موضوع قطر لأن هذا موضوع داخلي في مجلس التعاون ويجري التعامل معه ضمن مجلس التعاون". وأعرب وزير الخارجية عن التطلع إلى العمل والتعاون مع مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد جون بولتون. «دور تدميري» وفي رد على سؤال عن دور إيران في اليمن، قال، إن الدور الوحيد الذي تلعبه إيران في اليمن هو دور تدميري من خلال تهريب الصواريخ البالستية إلى الميليشيات الإرهابية في اليمن واستخدام هذه الصواريخ ضد المدنيين في اليمن وفي المملكة. وأضاف: "إيران ليس لها دور تقوم به في اليمن ولا يوجد شواهد على أن إيران وضعت لبنة واحدة في بناء اليمن ولم تصرف دولارًا واحدًا لمساعدة الشعب اليمني، بينما تعد المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي من أكبر الداعمين لليمن لأن اليمنيين أشقاؤنا وجيراننا ولدينا تاريخ مشترك ومصير مشترك ومن مصلحتنا لضمان أن يبقى اليمن مستقرًا وآمنًا ومتحدًا وقادرًا على تحسين الأحوال المعيشية لليمنيين، ومصممون على مساعدة اليمنيين على تحقيق ذلك." وتابع قائلا: "الموضوع هو يمني يمني، ونعتقد أن الحوثيين يمكن أن يقوموا بدور في اليمن لكن هذا الدور يجب أن يتناسب مع حجمهم فلا يمكنهم الهيمنة على اليمن، كما نعتقد بأن الحل في اليمن يجب أن يكون حلًا سياسيًا لكن العمليات العسكرية ستستمر لأن الحوثيين مستمرون في الإصرار على الهيمنة على اليمن، وفيما يتعلق بإيران فهي يجب أن تخرج من اليمن وأن تتوقف عن تزويد الميليشيات الإرهابية بالصواريخ البالستية وأن تلتزم بالقرارات الدولية." «الطاقة النووية» وفي رد على سؤال عن أي محادثات مع الجانب الأمريكي بشأن موضوع محطات الطاقة النووية في المملكة، أوضح وزير الخارجية أن "النقاش مستمر بين المسؤولين المعنيين حول هذا الأمر من كلا البلدين، كما أن المملكة تناقش موضوع الطاقة النووية للأغراض السلمية مع دول مختلفة وهذه المحادثات في مرحلة متقدمة." وحول الدور الروسي في المنطقة، قال: "لدينا علاقات جيدة مع روسيا خلال السنوات الثلاث الماضية ومحادثات صريحة معهم حول التحديات التي تواجه المنطقة كما يوجد تعاون في بعض الجوانب مع روسيا فيما يتعلق بمكافحة التطرف والإرهاب ونود الاستمرار في هذا النشاط مع روسيا لنرى ما هو الدور الايجابي الذي يمكن أن تقوم به روسيا من أجل تحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة." وفي إجابة عن تصريح لوزير الخارجية الإيراني خلال زيارته لباكستان عن استعداد بلاده في الدفاع عن المملكة إذا تعرضت لهجوم، قال إن "تصريحات وزير خارجية إيران كثيراً ما تكون غريبة. فالمملكة ليست بحاجة إلى إيران كي تدافع عنها والمملكة يحميها ربنا سبحانه وتعالى، ثم يحميها أبناؤها الأبطال، والمملكة عانت منذ ثورة الخميني في ال79 من العدوان الإيراني في كل المجالات سواء من ناحية الإرهاب أو من ناحية العمليات الإرهابية التي قامت بها إيران داخل المملكة بما فيها تفجير أبراج في الخبر في عام 1996 والمملكة عانت من خطوات اتخذتها إيران بما فيها اغتيال دبلوماسيين سعوديين والمملكة تعاني من مد إيران لميليشيات إرهابية بالصواريخ البالستية التي يتم استخدامها ضد المملكة لذلك فإن آخر من يتكلم عن حماية المملكة هي إيران". وتابع في هذا الخصوص قائلا: "إذا أرادت إيران أن يكون لها دور في المنطقة فعليها أن تغير سياساتها العدوانية، عليها أن تتخلى عن مبدأ تصدير الثورة، وعليها أن تلتزم بالقوانين الدولية ومبدأ عدم التدخل في شؤون الآخرين وحسن الجوار". «سياسة عدوانية» وفي شأن الاتفاق النووي الإيراني، قال: إن الاتفاق لا يتعامل بشكل إجمالي مع سياسات إيران التدميرية التي تخالف القرارات المتعلقة بالصواريخ البالستية وهذا أمر يجب أن تحاسب عليه، ودعم إيران للإرهاب والتدخل في شؤون دول المنطقة ويجب كذلك أن تحاسب إيران على ذلك، فالاتفاق النووي بذاته وحتى لو تمت معالجته فلن يعالج مشكلة سياسات إيران العدوانية إن لم نتعامل مع مسألة الصواريخ البالستية والإرهاب والتدخل في شؤون الدول الأخرى. وقال: "يوجد نقاش بين الدول الأوروبية والولاياتالمتحدة فيما يتعلق بكيفية التعامل مع مشكلة إيران بشكل شامل وهذه النقاشات لا تزال مستمرة ويصبح السؤال هل بإمكان هذه الدول التوصل لطرق فعالة إلى التعامل مع ما أسميه مشكلة إيران، وإذا كان بإمكانهم ذلك فإن هذا الأمر سيكون إيجابيًا، وإذا لم يكن بمقدورهم ذلك فيجب عندها البحث عن وسائل أخرى لضمان أن تتخلى إيران عن سياساتها العدوانية أو أن تدفع ثمن هذه السياسات".