قالت: أكتشفت علاقة غير شرعية بين زوجي وامرأة تعرف عليها من خلال عمله أو ربما من خلال الشبكات الاجتماعية فلما واجهت زوجي بالمعلومات التي حصلت عليها، اعترف لي وأكد أن لديه علاقة مع تلك المرأة ووعدني بترك هذه العلاقة والابتعاد عن الخيانة، ولكن في نفسي شك من كلامه، وفي رأسي عدة أسئلة أريد الإجابة عنها، قلت لها: تفضلي ما أسئلتك؟ قالت: السؤال الأول هل ممكن أن تنجح علاقة زوجية بعد ارتكاب الزوج للخيانة؟ وهل يستطيع الزوج الخائن أن يصحح علاقته الزوجية بعد هذا الشرخ الذي حصل؟ وهل أستطيع أنا أن أرجع الثقة من جديد؟ وأتمنى أن أعرف لماذا هو ارتكب الحرام على الرغم من أنني وفرت له كل ما يحتاجه. قلت: إن بعض النساء لديهن القدرة على العفو عن الزوج الخائن بشكل سريع وبعضهن يحتاج لوقت وزمن ولكن في كل الأحوال ممكن حصول العفو والمسامحة، وهذا يعتمد على عدة أمور لابد أن يعملها الزوج بعد قراره ترك الحرام مثل أن يكون صادقًا مع زوجته فلا يكذب عليها، حتى ولو أرادت أن تسأله عن تفاصيل العلاقة غير الشرعية ولا يريد أن يتحدث عنها فعليه أن يقول إن هذا الموضوع لا أريد أن أتحدث فيه ولا يكذب عليها حتى تستمر علاقتهما على الصراحة والصدق فهذا أولًا، وثانيًا قطع العلاقة غير الشرعية تماما وكذلك قطع كل وسيلة كان يتواصل بها مع المرأة مثل الشبكات الاجتماعية أو الهاتف، وثالثًا أن يزيد من بقائه ووجوده مع زوجته وأسرته فلا يكثر الخروج والسهر وكثرة الغياب حتى لا يثير الشكوك حوله، ورابعًا أن يتحمل أي ردة فعل قوية من زوجته حتى ولو وصل الحال إلى رفع الصوت بالصراخ أو بالضرب من أجل إخراج مشاعرها الغاضبة في نفسها. خامسًا أن يتحدث مع زوجته عن الأسباب الحقيقية التي دفعته لارتكاب الحرام فقد يكون السبب إهمال زوجته له أو عدم رشاقتها أو إهمالها للبسها وزينتها أو وجود أصدقاء سوء شجعوه على ارتكاب الحرام أو وجود فجوة فكرية وثقافية مع زوجته، فيسعى لتنميتها علميًا ويساعدها في تجاوز العيوب التي يراها فيها، وسادسًا أن يضبط نفسه وأعصابه عندما تردد عليه زوجته طلبها بالانفصال وأن تهدده بالذهاب لبيت أهلها فلا يستعجل بالاستجابة لطلبها فقد يكون بسبب ردة فعلها الغاضبة على الجريمة التي ارتكبها، سابعًا يعتبر عامل الوقت مهمًا جدًا لتصحيح العلاقة الزوجية بعد الخيانة فلا تتوقع الزوجة أن الجرح الذي حصل معها سيتم علاجه سريعًا، ثامنًا محاولة إعطاء الزوجة فرصة لزوجها فقد يكون سبب ارتكابه للخيانة الزوجية هفوة أو زلة بشرط أن تتأكد أنه قرر عدم الرجوع للخيانة ويعيش في حالة تأنيب الضمير والتوبة، تاسعًا محاولة استيعاب الزوج لزوجته عندما تكرر عليه الشكوك والاتهامات وتبث مشاعرها السلبية، عاشرًا أما بخصوص عودة الثقة فهي مسألة تعتمد على صدق توبة الزوج واستقامته وعلى مدى إخلاصه لزوجته وأسرته وتحمل مسؤولية البيت والأولاد بعد وعده بالاستقامة وتكرار التعبير عن أسفه لوقوعه في الخطأ. حادى عشر التقرب إلى الله تعالى بالعبادات والصدقة وأداء العمرة أو الحج طلبًا لغفران الذنوب حتى يبارك الله في زواجه وأسرته، ثاني عشر في بعض الحالات التي يصعب تصحيح الزواج بعد الخيانة ننصح باستشارة مستشار مختص في الشؤون الزوجية أو طبيب لو كان الموضوع متعلقا بالصحة أو شيخ لو كان الموضوع متعلقا بالدين.. هذه (12) سببًا تساعد الزوج في تصحيح علاقته الزوجية بعد الخيانة ولكن المهم أن الزوجة المتضررة عليها أن تقوي ثقتها بنفسها وألا تلوم نفسها أو تشعر بأن فيها نقصا والتوقف عن التفكير السلبي بفشل الزواج وإنما تعتبر ما حدث غلطة ارتكبها زوجها وهو الآن صادق في علاج غلطته.