في مساء يوم السبت الماضي جاء الخبر الأليم والمصاب الجلل بوفاة الغالي خليفة بن سعيد الشامي وكان الخبر مؤلما للقلوب وموحشا للنفوس ولكنه قضاء الله وقدره، قدر الله وما شاء فعل، سبحانه القائل: (كل نفس ذائقة الموت) من هنا تذكرت تلك الأيام الجميلة والليالي اللطيفة والجيرة الصادقة التي عشناها سويا وكأننا أسرة واحدة. كان رحمه الله محبوبا من الجميع يعطف على الصغير ويوقر الكبير عاش الحياة بكفاح ونضال وتسلح بسلاح الإيمان والقوة والصدق والأخوة، فمنذ بدايته تكبد المشاق والصعاب وشد الرحال لأماكن بعيدة حتى استطاع أن يشق طريقه في الحياة فبنى لنفسه مستقبلا مشرقا رسم من خلاله مسيرته، فسار على نهجه أبناؤه من بعده بعلاقاتهم الطيبة ونفوسهم الحميمة ودماثة أخلاقهم. نحن شهداء الله في أرضه؛ ما رأيناه من حزن عميق وتأثر واضح وجموع غفيرة اكتظت بهم المقبرة لهو خير دليل على محبة الناس ومعزتهم لأبي سعيد وسيرته الحسنة، فكلنا ماضون ويبقى الأثر، ولا نقول إلا كما قال الشاعر: بكيت وهل بكاء القلب يجدي فراق أحبتي وحنين وجدي فما معنى الحياة إذا افترقنا وهل يجدي النحيب فلست أدري فلا التذكار يرحمني فأنسى ولا الأشواق تتركني لنومي فراق أحبتي كم هز وجدي وحتى لقائهم سأظل أبكي