مضت على بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ثلاث سنوات، وهي سنوات كثيرة في إنجازاتها تسابقاً مع الزمن وبرؤية تعانق عنان السماء بأهدافها في فترة زمنية محددة، وفي بيئة اقتصادية متنوعة أساسها الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة وخلق فرص جديدة بتقنيات متطورة ومعرفة اقتصادية مبتكرة تحول اقتصاد الندرة إلى وفرة. فهذه المناسبة غالية علينا جميعا، تأتي ونحن ننعم في بلادنا بالأمن والأمان والتقدم والازدهار بفضل الله عز وجل أولاً، ثم بفضل التلاحم والترابط بين الشعب السعودي الوفي الأصيل والقيادة الرشيدة، أيدها الله، فالحمد لله تعالى أن سخر لنا حكومة رشيدة تحكم بكتاب الله وسنة نبيه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. فعلى المستوى المحلي أطلق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده -حفظهما الله- مبادرات عديدة كان الغرض منها إعداد المملكة لمستقبل واعد مشرق، ومن أبرزها رؤية (2030) وبرنامج التحول الوطني (2020) وما صاحبهما من برامج تنموية، وإعادة هيكلة لكثير من الوزارات والمؤسسات الحكومية بغية تطوير الاداء فيها، وتنويع مصادر الدخل للدولة، وتمكين القطاع الخاص وتفعيل مشاركته؛ ليكون رافدا مهماً للاقتصاد الوطني. وإنَّ مما يثلج الصدر تأكيد سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله- على أنَّ الفساد آفة خطيرة تحول دون نهضة المجتمع وتطوره، وعزمه الاستمرار في محاربته بحزم وعدل من خلال اللجنة العليا لقضايا الفساد العام برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد -حفظه الله-؛ لينعم المواطنون كافة بالرخاء، وتتحقق العدالة بينهم. حينما نرى أنحاء المملكة ولله الحمد قد تحولت إلى ورشة عمل وبناء، فإننا نشكر الله عز وجل في وقت يمر العالم فيه بأزمات أمنية واقتصادية ومالية وتنموية، ذلك أن الدولة - رعاها الله - بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تسعى من خلال ورش العمل الكبرى إلى توفير الخير والرفاهية للمواطن الذي يبادلها الحب والولاء في صورة جسدت أسمى معاني التفاف الرعية حول الراعي. وفي الختام، فإنه يصعب علي حصر إنجازات حكومتنا الرشيدة الكثيرة والمتعددة، وليس لنا بعد ذلك كله إلا أن نجدد البيعة والولاء والطاعة لوالدنا الملك سلمان بن عبدالعزيز أطال الله في عمره، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، وندعو لهما بدوام التمكين والتوفيق والتسديد.