بدأت جولة محادثات سلام جديدة بين نظام الأسد والفصائل المعارضة أمس الخميس في استانا عاصمة كازاخستان بهدف استئناف مساعي التوصل إلى حل للنزاع بعد أسبوع على فشل المفاوضات السياسية في جنيف. وهذه المحادثات، التي تتولى رعايتها روسيا وإيران، حليفتا النظام، وتركيا الداعمة للمعارضة، وتجري في جلسة مغلقة على أن يصدر بيان ختامي اليوم الجمعة. وأعلنت وزارة خارجية كازاخستان أن المحادثات ستركز، خصوصا على مصير المخطوفين والمعتقلين وإيصال المساعدات الإنسانية وسير عمل مناطق «خفض التوتر». وقالت المعارضة إنها اجتمعت صباحا مع ممثلي الأممالمتحدة. وهذه الجولة من محادثات استانا هي الثامنة بين النظام والمعارضة، حيث تركز عملية السلام على المسائل العسكرية والتقنية وتجري في موازاة محادثات سياسية في جنيف تحت إشراف الأممالمتحدة. وتوصلت روسيا وإيران وتركيا في مايو في إطار محادثات استانا إلى اتفاق لإقامة أربع مناطق خفض توتر في سوريا: في ادلب (شمال غرب) وحمص (وسطا) والغوطة الشرقية قرب دمشق وكذلك في الجنوب، ما أتاح خفض أعمال العنف لكن بدون وقفها بالكامل. وانتهت آخر جولة محادثات في استانا في أواخر أكتوبر بدون إحراز أي تقدم ملموس، إلا أن روسيا تقدمت باقتراح بعقد اجتماع يضم حوالي 30 قوة سياسة سورية من جميع الأطراف. وكرر الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف القول أمس إنه لم يتم تحديد أي موعد بعد له. وتجري هذه المحادثات بعد أسبوع على فشل آخر جولة مفاوضات حول سوريا في جنيف، حيث اتهم موفد الأممالمتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا نظام الأسد بإفشال هذه المفاوضات عبر رفضها التحاور مع المعارضة، مشيرا إلى «إضاعة فرصة ذهبية». وطلب ستافان دي ميستورا، الذي أجرى محادثات الخميس في موسكو من مجلس الأمن الدولي طرح أفكار لصياغة دستور وتنظيم انتخابات في سوريا. وإذا كان النظام مستعدا لقبول انتخابات تحت إشراف الأممالمتحدة، فإن المفاوضات لا تزال تتعثر حول مصير بشار الأسد. لكن الأعمال الحربية لم تتوقف في سوريا حيث قتل 19 مدنيا الأربعاء في ضربات على محافظة ادلب. وأوقع النزاع في سوريا، الذي اندلع في 2011 مع قمع تظاهرات سلمية أكثر من 340 ألف قتيل وتسبب بتهجير ملايين الأشخاص.