شدد البيان الختامي لمجلس جامعة الدول العربية، على السعي لاستصدار قرار من مجلس الأمن يؤكد أن قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية. وحذر المجلس في قرار أصدره السبت، في ختام اجتماعه الطارئ المنعقد على مستوى وزراء الخارجية بالقاهرة، الذي رأس وفد المملكة خلاله وزير الخارجية عادل الجبير، من أن العبث بالقدس ومحاولات تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها واستمرار محاولات إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال تغيير الهوية العربية للمدينة والاعتداء على مقدساتها الإسلامية والمسيحية استفزاز لمشاعر المسلمين والمسيحيين على امتداد العالمين العربي والإسلامي ومحبي السلام في العالم أجمع. وفقا ل«واس». إلغاء القرار وطالب وزراء الخارجية العرب، الولاياتالمتحدة بإلغاء قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والانضمام إلى المجتمع الدولي في مطالبتها بإعادة الأراضي الفلسطينية والأراضي العربية الأخرى التي احتلتها في حرب يونيو 1967، ودعوا الدول المختلفة إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية. وأقر المجلس كذلك العمل على استصدار قرار من مجلس الأمن يؤكد أن قرار الولاياتالمتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية وألا أثر قانوني لهذا القرار، بما في ذلك طلب استئناف الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة لاتخاذ القرار المناسب في هذا الخصوص. وكلف المجلس في ختام اجتماعه لجنة «مبادرة السلام العربية»، بتشكيل وفد للعمل مع المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية على الحد من التبعات السلبية للقرار ومواجهة آثاره، وتبيان خطورته للمكانة الوطنية والتاريخية والدينية للقدس عند المسلمين والمسيحيين. وقالوا عقب الاجتماع الطارئ «إن القرار الأمريكي بشأن القدس يقوض جهود تحقيق السلام ويعمق التوتر ويفجر الغضب ويهدد بدفع المنطقة إلى هاوية المزيد من العنف والفوضى وإراقة الدماء وعدم الاستقرار». وكان ترامب قد أعلن الأربعاء الماضي اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقال «إن السفارة الأمريكية ستنقل إلى المدينة من تل أبيب»، وأثار القرار غضب واحتجاجات للعرب والمسلمين حول العالم. الراعي والوسيط ووصف البيان قرار ترامب بأنه «تطور خطير وضعت به الولاياتالمتحدة نفسها في موقع الانحياز للاحتلال وخرق القوانين والقرارات الدولية، وبالتالي فإنها عزلت نفسها كراعٍ ووسيط في عملية السلام». وأكد مجلس وزراء الخارجية في بيانه أن القدسالشرقية هي عاصمة فلسطين «التي لن يتحقق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة إلا بقيامها حرة مستقلة ذات سيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية». كما دعا المجلس في قراراته الختامية إلى التنسيق على أساس هذا القرار مع دول منظمة التعاون الإسلامي وأمانتها العامة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي ودول عدم الانحياز والدول الصديقة. وحذر وزراء الخارجية من أن «العبث بالقدس يمثل استفزازا لمشاعر المسلمين والمسيحيين على امتداد العالمين العربي والإسلامي». وقرر وزراء الخارجية عقد اجتماع آخر لهم في موعد أقصاه شهر من الآن، لتقييم الوضع والتوافق على خطوات مستقبلية في ضوء المستجدات، بما في ذلك عقد قمة استثنائية عربية في المملكة الأردنية الهاشمية، التي ترأس الدورة الحالية للقمة العربية.