وافق مجلس الشورى، خلال جلسته العادية الرابعة والستين من أعمال السنة الأولى للدورة السابعة، التي عقدها أمس برئاسة رئيس المجلس الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، على ملاءمة دراسة مقترح مشروع نظام مكافحة التمييز وبث الكراهية. واتخذ المجلس قراره بعد ان استمع إلى ما أبداه عدد من الأعضاء من آراء وملحوظات بشأن تقرير لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية بشأن مقترح تعديل النظام المقدم من عدد من أعضاء المجلس «السابقين والحاليين». وكانت اللجنة قد طالبت في توصيتها التي رفعتها إلى المجلس، بملاءمة دراسة مقترح مشروع النظام، وذلك لعدد من المسوغات التي قدمتها في تقريرها، إذ رأت أن المملكة بمكانتها الدينية والسياسية والاقتصادية في حاجة ماسة إلى نظام يجرم العنصرية والكراهية ويحظر تشكيل المنظمات التي لها طابع عنصري أو تؤيد التمييز العنصري، كما يعاقب من يقوم بتمويل أنشطة عنصرية أو إصدار نشرات أو مواد تحرض على الكراهية. كما رأت اللجنة، أن صدور نظام لمكافحة التمييز وبث الكراهية هو استمرار للنهج الإسلامي الذي تطبقه المملكة، وتقنين لمبادئ النظام الأساسي للحكم، كما أنه نظام يتماشى مع ما ورد في الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة التي انضمت إليها المملكة، ولذلك فإن هذا النظام يسعى إلى المحافظة على النسيج الاجتماعي وعدالة تطبيق الأنظمة وتجريم الأفعال التي تمس هاتين الغايتين الساميتين، والمعاقبة على الممارسات التي تفضي إلى الفرقة والتنابذ والتنابز والانقسام كافة. وأيد أعضاء مجلس الشورى بعد طرح اللجنة توصيتها للمناقشة، أهمية دراسة مقترح النظام، حيث سيسهم ذلك في ضبط بنوده، إذ إن معظم بنود النظام متوافقة مع النظام الأساسي للحكم، كما أكد أعضاء المجلس على الوحدة الوطنية وكل ما ينبذ ويجرم الكراهية والتمييز العنصري غير المحمود. وأشار أعضاء المجلس إلى أن تعديل النظام المقترح مطلب للجميع والذي سيتمكن المجلس من خلاله من الخروج بنظام قوي ينجح في مكافحة التمييز وبث الكراهية. ويجرم مشروع النظام المقترح والذي جاء في 29 مادة كل الأفعال التي تنطوي على ازدراء للأديان أو بث الكراهية أو التمييز. كما ينطلق المشروع من أهداف رئيسة تتمثل في تجريم التمييز بجميع أشكاله ضد الأفراد والجماعات ومنع الانتقاص من الأفراد والجماعات بسبب اللون أو الجنس أو العرق أو الطائفة والحيلولة دون نشر النعرات القبلية والمناطقية والمذهبية والطائفية أو القائمة على التصنيفات الفكرية والسياسية. ويعمل المشروع على حماية أماكن أداء الشعائر الدينية ومنع الاعتداء عليها أو الإساءة إلى المقدسات، أو النيل من الرموز التاريخية المشكلة للهوية. ومن شأن المشروع السعي إلى تحجيم خطاب الكراهية وإعانة الحكومة على تجريم متبنيه في خطوة من شأنها مساعدة الدولة في محاصرة خطاب التمييز والكراهية. وكان مجلس الشورى قد أعاد في مستهل الجلسة تشكيل لجانه المتخصصة وتسمية رؤساء ونواب رؤساء اللجان لأعمال السنة الثانية من الدورة السابعة للمجلس التي تبدأ بتاريخ 3 ربيع الأول لعام 1439ه وذلك بعد أن استمع إلى تقرير الأمانة العامة بشأن تكوين لجان المجلس المتخصصة. وتحققت الرغبة الأولى لعدد 117 عضوا بنسبة 80% وتحققت الرغبة الثانية لعدد 13 عضوا بنسبة 9% فيما تحققت الرغبة الثالثة لعدد 17 عضوا بنسبة 11%. وقد تراوح عدد الأعضاء لكل لجنة بين 9 و11 عضوا، عدا لجنتي الشؤون الخارجية والتعليم والبحث العلمي، فقد بلغ عدد كل منهما 12 عضوا. د. عبدالله آل الشيخ في إحدى المداخلات