سحبت السلطات القطرية الجنسية من الشاعر القطري الذائع الصيت، محمد بن فطيس المري، الذي فاز ببيرق برنامج شاعر المليون عام 2007. وجاء الإجراء القطري في سياق القرارات التعسفية بسحب الجنسية من شيوخ وأبناء قبائل. وسحبت الجنسية القطرية من ابن فطيس بحجة مساندته المملكة على حساب نظام الحمدين، ووقوفه ضد نهج الدوحة المتهور وسياستها تجاه أشقائها الخليجيين، فيما كشفت مجلة فرنسية أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمر شخصيا بسجن نحو 20 من آل ثاني بسبب مواقفهم الداعمة للسعودية والدول الأربع وانتقادهم سياسته المتبعة. وقالت مجلة «لوبوان» الفرنسية: إن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمر شخصيا بسجن نحو 20 من أفراد العائلة الحاكمة في البلاد عقابا لهم على مواقفهم الداعمة لدول المقاطعة وجهرهم بعدم رضاهم عن السياسة المتبعة من قبل الأمير وحكومته. ونقلت المجلة واسعة الانتشار في تحقيق نشرته أمس الأول تحت عنوان «أمير قطر أمر بالزج بأفراد من عائلته الحاكمة في السجن» عن جان بيار مارونغي رجل أعمال فرنسي ويرأس مجلس إدارة شركة فرنسية للإدارة والتكوين، قوله «إنه أثناء اعتقاله في الدوحة -بتهمة إصدار شيك من دون رصيد- التقى في السجن نحو عشرين من أفراد العائلة الحاكمة في قطر، أخبروه أنهم سجنوا بأمر من أمير البلاد شخصيا عقابا على مواقفهم الداعمة للدول الأربع وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية». أفراد العائلة وأضاف رجل الأعمال الفرنسي: «إن السجناء القطريين طالبوا منه إيصال صوتهم وقضيتهم للخارج حتى يتم إطلاق سراحهم، مؤكدين له أنهم معتقلون بسبب مواقفهم المختلفة مع النظام القطري وتوافقهم مع مواقف دول المقاطعة وفي مقدمتها المملكة». وأكد رجل الأعمال الفرنسي أن السجناء يعانون ظروفاً صحية متدهورة جدا بسبب الإهمال وانتشار الحشرات إضافة إلى وجود بلطجية يمارسون الترهيب على السجناء. وبحسب المجلة، التي تواصلت مع السجين الفرنسي عبر الهاتف، فإن أربعة من أفراد العائلة المالكة كشفوا له أسماءهم، بينما فضل الآخرون عدم كشفها خوفا على حياتهم من أعمال انتقامية، مؤكدة أن جميع أفراد العائلة الحاكمة المعتقلين أكدوا له أن الاعتقالات تضاعفت وتصاعدت بوتيرة شديدة منذ يوم 5 يونيو الماضي بعد قرار الدول الأربع تجميد علاقاتها مع الدوحة بسبب دعم قطر وتمويلها للإرهاب. والشيوخ الأربعة الذين كشفوا أسماءهم هم: الشيخ طلال بن عبدالعزيز بن أحمد بن علي آل ثاني، والشيخ عبدالله بن خليفة بن جاسم بن علي آل ثاني، والشيخ علي بن فهد بن جاسم بن علي آل ثاني، والشيخ ناصر بن عبدالله بن خليفة بن علي آل ثاني، وجميعهم من فرع ابن علي في عائلة آل ثاني. وحسب المعتقلين، فإن استهداف فرع ابن علي يتصل بموقف الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، الذي التقى ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في أغسطس الماضي، قبل أن يجتمع بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وتكشف الاعتقالات حالة التوتر والقلق التي تعيشها الدوحة، وهي حالة تزداد مع تنامي المعارضة لسياسة «نظام الحمدين»، الذي عبر عنها كل من الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني؛ والشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، إضافة إلى المؤتمر الذي نظمته شخصيات معارضة في لندن أخيراً. سياسة ونهج وفي سياق إجراءاتها التعسفية ضد مواطنيها، سحبت السلطات القطرية الجنسية من شاعر المليون، بحجة مساندته المملكة على حساب نظام الحمدين، ووقوفه ضد نهج وسياسة الدوحة تجاه أشقائها الخليجيين وتدخلها في الشؤون الداخلية وإثارة الفتن والنزاعات بهدف شق الصف الداخلي لها. واشتعلت مجددا شبكات التواصل الاجتماعي بهاشتاق #سحبجنسيةابن_فطيس، التي اعتبرت سحب نظام الدوحة جنسية الشاعر محمد بن فطيس المري قراراً جائراً. واتهمت الدوحة المري بمساندته المملكة في أزمة قطر ووقوفه مع الإجراءات، التي اتخذتها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب ضد الأولى، ومطالبته نظامها بالكف عن دعم الإرهابيين في المنطقة، علاوة على تدخلها في شؤون أشقائها والدول العربية. وخرج المري عن صمته بالقول: «إنه يرفض تسييس الحج والتطاول على رموز الخليج»، واصفاً المتطاولين ب«الرعاع»، وأضاف: «إذا كان التطاول على الأوطان خطاً أحمر، فإن التطاول على المقدسات وخادم الحرمين الشريفين والعلماء خط من نار، لا نسمح بتجاوزه، أو التعدي عليه». بحسب ما جاء ب«العربية». ومما أغضب ابن فطيس هو المرتزقة الذين يعملون لحساب الدوحة، وبعض أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين الذي عمدوا إلى تسييس الحج ومهاجمة المملكة ومحاولة تقصد الأخطاء والإساءة إلى المملكة والنيل من الإنجازات التاريخية في الحرمين الشريفين وخدمة الحجاج. ومما أغضب الدوحة مشاركة شاعر المليون في تجمع قبائل يام المساند لقبيلة آل مرة، وإدانة إجراءات الدوحة المهينة لقبيلة آل مرة والقبائل العربية. وحول موقفه من سحب جنسية شيخ قبائل آل مرة طالب بن لاهوم بن شريم، قال المري: «ما دفعني للحديث هو وطني الغالي، والحرص على أمنه وسلامته، واستقراره، فضلاً عن الخوف من المستقبل المجهول، وهدفي الأول أن يصل صوتي للشيخ تميم»، وتابع: «نحن الشعب القطري نتمنى أن تحل الأزمة بأسرع وقت، وأنا مواطن قطري خليجي وولائي لأرضي قطر ثابت، لكني في الوقت نفسه مع وحدة الصف الخليجي، وأحرص على أمن وتلاحم دول الخليج، ولدي يقين بأن مصيرنا واحد، وأن قوة الخليج في وحدته». وأشار شاعر المليون إلى «أن الأمور تطورت للأسوأ، ووصلت إلى سب رموزنا في الخليج، وهذا لا يرضينا، ولا يرضي المسلمين، بل إن هناك مزايدة في الشتم والسب وصلت للأعراض والطعن في الأنساب». جدير بالذكر أن الشاعر المري لن يكون الأخير في استهداف الدوحة للشعراء المعارضين لسياستها ضمن إجراءاتها التعسفية ضد مواطنيها وشعبها، وسبق أن تعرض الشاعر محمد بن الذيب هو الآخر للاضطهاد بتهمة التحريض على نظام الحمدين في قطر، وزج به في غياهب سجون الدوحة. محمد بن فطيس