وحتى يكون هناك عطاء للبيئة، (أي بيئة)، لابد أن تتهيأ لها فرص العطاء المثالية. ماذا عن بيئة التعليم؟! البيئة التعليمية تحددها ثلاثة أضلاع. كل ضلع يشارك بتأثيره في المساحة بين هذه الأضلاع. الحديث عن ضلع واحد غير كافٍ للحكم على تأثير عطاء كامل مساحة هذا المثلث بكاملها. ■■ اتهام المعلم بالتقصير في غياب معرفة تقصير البقية غير مقبول علميًا. هناك اتهامات للمعلم بأنه صانع سلبيات مخرجات التعليم. ورغم صحة هذه السلبيات، إلا أن الحكم لا يمثل الحقيقة كاملة. المعلم أمامنا في المواجهة. المعلم وكيل المجتمع. كنتيجة من السهل تحميله كل السلبيات. السؤال إلى أي شيء نحتكم؟! ■■ نحن أمام خلطة لم تكتمل مكوناتها. أمام ملعب لم تكتمل فيه أركان إقامة المباراة. نحن أمام مشهد لا نرى كل جوانبه، وأبعاده، وخفاياه، وكل الزوايا المحيطة. السؤال هل المعلم مظلوم؟! هل المعلم مدان؟! أستطيع وضع كل الإجابات لصالح المعلم، وأيضا ضده وبقوة، ذلك يحدث في حجب تأثير بقية أضلاع البيئة التعليمية. ■■ مخرجات البيئة التعليمية هم الطلاب. الاتهام يأتي في ظل انخفاض جودتهم. هذا يعني خللا في البيئة التعليمية. من يتحمل هذا الخلل؟! إذا لم يُغيّر التعليم الطالب نحو الأفضل فهو ضياع جهد ووقت ومال. إذا لم تحقق بيئة التعليم التغيير المطلوب، فهذا يعني وجود خطأ. هل يعود السبب إلى المعلم؟! المعلم وكيل المجتمع الأهم، كنتيجة هو المسئول أمامنا. هل يتحمل كامل الإدانة؟! ■■ حتى نعرف أكثر، فإن بيئة التعليم تحددها ثلاثة أضلاع، كل بيئة يمثلها ضلع قائم بنفسه. البيئة الأولى تمثلها المدرسة كبناء. وهي إحدى ركائز العملية التعليمية. وهناك بيئة المناهج وهي ضلع آخر مهم، وهناك بيئة المعلم الضلع الثالث بكل ما يحمل. هذه البيئات الثلاث يجب أن تتمتع بنفس الإمكانيات، والقوى، والاهتمام، والتأثير، والتناغم لتعطي ثمارًا نموذجية ومثالية. لكل ضلع متطلبات، ودور، ووظيفة، وهدف، لتحقق الغايات النهائية من العملية التعليمية. أي خلل في أحد هذه العناصر الثلاثة يؤثر سلبا على عطاء البقية. ■■ الحديث يدور حاليا عن المعلم كأحد الأضلاع الثلاثة المهمة. لماذا يغيب دور الأضلاع الأخرى (المدرسة والمنهج)؟! المدرسة كبيئة تحوي بداخلها الطلاب، هي مسرح العملية التعليمية لمدة تزيد على نصف النهار. مبنى يحوي التفاعل والنشاط والأخذ والعطاء. ما دور المدرسة كبيئة تعليمية؟! التفاعل الإيجابي الجماعي الخاص بالمدرسة، لا يمكن تحقيقه خارجها. ■■ أهمية المعلم تتساوى مع أهمية المدرسة ومع أهمية المنهج. إذا تحدثنا عن المعلم فيجب الحديث عن المدرسة والمنهج بنفس العمق وبنفس التحليل. لكن أن يتحمل المعلم كل الحديث وكل الاتهام فهذا خارج دائرة العدل. لا أدافع عن المعلم، لكن أوضح أهميته مقارنة مع أهمية الضلعين الآخرين (المدرسة والمنهج). أخطر وأهم الوظائف في المجتمع هي وظيفة المعلم. كنتيجة يجب أن تكون هناك معايير لاختيار المعلم، وأيضا استمرار تقييمه وتدريبه طيلة حياته الوظيفية. ■■ هل مدارسنا مؤهلة بشكل نموذجي لبيئة الحياة الدراسية؟! أرجو أن تكون كذلك. من لا يعرف حقيقة وضع المدارس لا يعرف مدى الجور الذي يتحمله المعلم. كيف لمعلم أن يعطي بصفاء وهو في مدرسة مكتظة بالطلاب، وبشكل غير مثالي. هل تصميم المدارس يوفر البيئة التعليمية المنشودة؟! كيف للمعلم وللمنهج أن يعطيا بالجودة المطلوبة في ظل تكدس طلاب في مدارس غير نموذجية. الفصل الدراسي يزيد على (40) طالبا، مع هذا العدد وفي ظل السلبيات الأخرى للمنهج والمعلم ماذا ننتظر من نتائج؟! جودة التعليم تكمن في جودة جميع أضلاع مثلث التعليم وبالتساوي.