أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أن الإجراءات المشتركة مع المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ومملكة البحرين ضد قطر جاءت بعد صبر طويل ونقض لاتفاقيات وقعتها الدوحة وأخلت بها، موضحة أن الهدف المشترك لا يرتبط بسيادة قطر بل بالضرر الذي وقع على هذه الدول وعلى استقرار المنطقة. وقالت الإمارات في كلمة لوزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش أمام الدورة 148 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية امس: «إنه من المهم أن يتغير التوجه الذي سعى إلى دعم التطرّف والإرهاب وإلى التدخل في الشؤون الداخلية لدولنا والعديد من الدول العربية الأخرى»، مؤكدًا مواصلة الإجراءات ضد قطر بغية تغيير التوجه القطري وحماية داخلنا من هذه السياسات العدائية وضمان حقوقنا السيادية. وأضاف أن الحل ليس في التصعيد بل في الإطار السياسي من خلال الحوار المستجيب للمطالب الثلاثة عشر، داعيًا إلى الحكمة والإدراك بأن الشفافية تجاه السجل السابق وضرورة تقييمه هو الطريق الوحيد للخروج من أزمة قطر. وأشار إلى أن المنطقة مازالت تعاني من التدخلات الإقليمية المستمرة في الشؤون الداخلية للدول العربية ومن أبرزها تدخلات إيران وحلفائها الجائرة في المنطقة من خلال استمرارهم في دعم الجماعات المتشددة وتدريب وتسليح الإرهابيين والميليشيات وفرض التطرّف والطائفية في عدد من الدول العربية لإدخالها في فوضى وصراعات داخلية ونشر ثقافة الكراهية والعداء في عدد من الدول العربية لإدخالها في فوضى وصراعات داخلية تستنزف من مقدراتها البشرية والمادية. وجدد الدكتور قرقاش الدعوة لإيران إلى الرد الإيجابي على الدعوات السلمية لدولة الإمارات للتوصل إلى حل سلمي لإنهاء احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وذلك عبر الحوار والمفاوضات المباشرة أو من خلال اللجوء إلى التحكيم الدولي بما يتوافق مع ميثاق الأممالمتحدة ومبادئ القانون الدولي. وقال: إن القبول بهذه الدعوة يرسل رسالة إيجابية حول التوجه الإيراني تجاه العالم العربي، مؤكدًا في الوقت ذاته على أن النزاعات المتأججة والحروب الدامية التي تمر بها المنطقة تستمد قوتها من أطراف لا ترغب بالسلام، وضعت نصب أعينها أهدافا ضيقة وكرّست طاقاتها ومواردها في دعم التطرّف والإرهاب بما يقوض بناء الدولة الوطنية ويعيق التنمية المستدامة للشعوب ويشكل تهديدا ليس للأمن الوطني فقط بل للأمن الإقليمي والدولي.