لأول مرة في تاريخه الكروي الممتد ل65 عاما، صعد الفيحاء لدوري الدرجة الممتازة «دوري جميل السعودي للمحترفين»، ونال بطولة دوري الدرجة الأولى، ويعد هذا الحدث الأبرز في محافظة المجمعة هذه الأيام، حيث عاشت جماهير الفيحاء الافراح بعد انتصار الفريق على أحد 2-1 وخطف بطاقة التأهل للممتاز، وقدم في هذه المناسبة العديد من العروض والتنزيلات من المحلات التجارية والمطاعم والشاليهات في المحافظة، وشهدت المجمعة حراكا رياضيا واقتصاديا وجماهيريا على اعلى مستوى، فرحاً وابتهاجاً بالمنجز الكبير الذي حققه أبناء المجمعة في مسيرة لم تكن سهلة إطلاقاً، فقد مر الفريق بعدة محطات ومنعطفات صعبة، وبفضل الله ثم التحضير العالي والتجهيز الفني والإداري وجهود اللاعبين لما وصل الفيحاء لهذه المرحلة. حكاية الصعود بدأ الفريق مشواره في دوري الدرجة الأولى بمستوى تصاعدي بقيادة مدربه التونسي حبيب بن رمضان، فبعد التعاقد مع عدة أسماء لتدعيم الخانات التي يحتاج إليها الفريق، وتجهيز اللاعبين في معسكر اعدادي خارجي اقيم في دولة تركيا، استهل الفيحاء الموسم بخطوات ثابتة وواثقة لتحقيق الأهداف الموضوعة لهذا الموسم، وبالرغم من تذبذب المستوى في بداية الدوري والنتائج غير الجيدة إلا أن الفريق ومن مباراة إلى اخرى يشهد تطوراً في الاداء الفني والمعنوي، واللافت ايضاً ان الفريق سرعان ما يتجاوز كبواته ونتائجه غير المرضية، فالمتابع لمشوار الفيحاء يلحظ ان الفريق بعد اي خسارة يعود في الجولة التي تليها ويحقق الانتصار، وبعد اي تعادل يتدارك اخطاءه ويعود مجدداً لطريق الانتصارات، مما ولد لدى الفريق شخصية البطل، وكسب اللاعبون الثقة التي منحتهم الأفضلية على البقية، لا سيما ان الفريق امتاز بالقتالية والروح العالية والاصرار لاخر لحظة، كما حدث في مباراة التأهل أمام فريق أحد. 9 ملايين فاتورة الصعود بلغت فاتورة الصعود التي صرفت في الفريق الأول نحو 9 ملايين ريال، بين تعاقدات مع جهاز فني ولاعبين محليين واجانب ومواليد، وذلك بدعم من اعضاء الشرف والرعاة واستثمارات النادي، ليحصد بذلك الفريق الذهب ويخطف بطاقة التأهل «لجميل»، اللافت في الأمر ان ميزانية العام الماضي التي دفعتها الإدارة بلغت 12 مليون ريال دون تحقيق اي منجز، وهذا العام انخفضت الميزانية نتيجة العمل المبكر والاستفادة من الاخطاء السابقة، وعلى ضوء العمل المتقن حقق الفيحاء المراد. مسيرة على الطريقة الأوروبيبة زفت جماهير الفيحاء في محافظة المجمعة والمدن المجاورة لها، الفريق البطل الذي استقل حافلة «مكشوفة» كما يحدث في دوريات العالم، في مسيرة كبيرة لم تشهدها المنطقة منذ زمن، إذ اكتظت شوارع المجمعة بالسيارات والدرجات النارية التي صاحبت الحافلة من بداية الطريق وصولاً إلى النادي. مكافأة الإنجاز تتجاوز ربع المليون تخطت مكافأة الإنجاز حاجز ربع المليون ريال، حيث تلقى اللاعبون دعماً سخياً من العضو الداعم بلغ 200 ألف ريال لكل لاعب وللجهاز الفني، بالإضافة إلى هدايا قيمة للجهاز الإداري والعاملين بالنادي، كما قدم حافلة جديدة للفريق الأول، وتشكيل لجنة فنية من خبراء دوليين سابقين لاختيار اللاعبين الجدد للتعاقد معهم، بالإضافة إلى دعم اكثر من عضو شرف للاعبين وقدم لهم مكافأة مجزية. الاحتفاء بالأبطال أقام النادي برعاية محافظ محافظة المجمعة الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل ورئيس هيئة أعضاء الشرف عبدالمحسن التويجري احتفالاً تاريخياً بهذا المنجز، الذي تحقق، وتخلل هذا الاحتفال الذي اقيم في مقر النادي تتويج الابطال بالكأس والميداليات الذهبية، حيث توج عادل البطي أمين عام الاتحاد السعودي لكرة القدم منسوبي نادي الفيحاء، وسط حضور كبير من اعضاء الشرف واللاعبين القدامى والجماهير ومحبي النادي، وقد كلفت قيمة الاحتفالية إدارة النادي قرابة نصف المليون ريال، لضيافة 1000 شخص، وتنوعت فقرات الحفل بين قصائد شعرية وعروض مرئية وضوئية وأوبريت «فيحاء الصمود» وعرض مسيرة الصعود، كما قدمت بعض الاندية والجهات الحكومية والاهلية دروعاً تذكارية بهذه المناسبة. الاستقرار سر التفوق ارجع رئيس النادي سعود الشلهوب اسباب هذا الانجاز بعد توفيق الله إلى الاستقرار الإداري والفني، والنجاح في اختيار المدرب واللاعبين، وكذلك الدعم الشرفي الكبير لخزينة النادي، والمعسكر الإعدادي الناجح، والاصرار والعزيمة لتحقيق الصعود منذ بداية الدوري، والصبر على النتائج والتقدم المستمر، كل هذا العوامل ادت إلى تحقيق الهدف ومضيفاً ان وقفة الجمهور الفيحاوي كان لها تأثير كبير في مسيرة الفريق. واشار ايضاً الى ان الاستعداد للموسم المقبل سيكون بعد اجتماع مع الداعم واعضاء الشرف لرصد ميزانية للصفقات المحلية والاجنبية، منوهاً الى ان الأمور ستختلف في دوري جميل بسبب ارتفاع المداخيل من اتحاد الكرة والرابطة والإعلانات والاستثمارات وزيادة الدعم الشرفي.