منذ أن سمعت بمعرض «مسك آرت» انتابني الفرح والسرور بما سوف يتحقق للفنون في مملكتنا الغالية، وأدركت حينها أننا في المسار الصحيح، والحمد لله أنها جاءت «مسك للفن»، وإن كانت متأخرة، لكنها أفضل أن تأتي في هذا الزمن المتغير. قبل سنوات عدة كتبت عدة مقالات عن ذلك الطموح، وكان آخرها ملتقى الفنون البصرية الدولي بالمملكة، الحلم الجميل الذي نريد له أن يتحقق في مملكتنا الغالية، وذلك نتيجة لما نراه في دول العالم، كيف تلك الدول ازدهرت فنيا من خلال تلك الملتقيات، وكيف أصبحت بعض المدن تزيد شهرتها عن عواصم الدول لتميز مهرجاناتها الجميلة في الفنون، وكيف أسست هذه الملتقيات ذائقة بصرية، وأثرت على الذوق العام من خلال تلك الفنون والحضور الدولي، كيف أسست تلك الملتقيات صداقات دائمة مع فناني العالم لمجتمع المدينة، حتى أصبح أهاليها يشتاقون لضيوف المهرجان. جاءت مسك لتحقق الحلم للفنانين التشكيليين، وتحقق الحلم للمتذوقين والمهتمين، وبرغم أنني والعديد من الفنانين لم نعلم عن «مسك آرت» إلا حينما أقيم، وكنا نبحث عن آلية المشاركة رغم إنها انتهت، حتى نتمكن مستقبلا من المشاركة، إلا أننا لم نتمكن لعدة أسباب قد يكون أهمها عدم قدرة الفنانين لدعوة زملائهم للاستحواذ بالمشاركة دون سواهم، وهذا الطبع ليس بجديد، لكنه عادة ليست حسنة، يجب أن يتغلب عليها الفنان، وتكون عنده القدرة على حب الغير، من باب حب لأخيك ما تحبه لنفسك، والسبب الثاني لعدم معرفة الفنانين عن «مسك آرت»، هذا المشروع الجميل الذي هو نواة لمشروع كبير يكفل للفن والفنانين والمتذوقين والمقتنين للأعمال الفنية الاهتمام بتقديم أجمل ما يمكن تقديمه للفن وللساحة الفنية في مملكتنا الغالية. من ضمن الأهداف الجميلة ل«مسك آرت» (أنه يفتح قناة للتواصل وتبادل الأحاديث التي تتعلق بالفن والأفكار الإبداعية والممارسات الفنية. وهو فرصة التقاء الفنانين السعوديين)، هنا أتساءل.. كيف يتحقق هدف كهذا دون علم الفنانين والكُتاب والنقاد والإعلاميين الذين كرسوا وقتهم وحياتهم للفن وللكتابة عنه وعن القائمين عليه.