قال مسؤول إغاثة بالأممالمتحدة امس إن الأممالمتحدة لا يزال لديها «مليون سؤال» بشأن اتفاق أبرمته روسياوتركيا وإيران الأسبوع الماضي بخصوص سوريا مع ورود تقارير عن تراجع القتال لكن قوافل المساعدات لا تزال معطلة بالكامل تقريبا. وقال يان إيجلاند مستشار الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا للصحفيين: «الآن روسياوتركيا وإيران أبلغتنا اليوم وأمس، أنها ستعمل بشكل منفتح ونشط للغاية مع الأممالمتحدة والشركاء الإنسانيين لتطبيق هذا الاتفاق». وأضاف قائلا: «لدينا مليون سؤال ومخاوف لكن أعتقد أننا لا نملك الرفاهية التي يملكها البعض في التعامل بهذه اللامبالاة الباردة والقول إنه «الاتفاق» سيفشل. نحتاج أن يكلل «الاتفاق» بالنجاح». من جانبه، توعّد الأردن من يهدد حدوده الوطنية ب«الموت»، في رد أعقب إسقاط سلاح الجو الملكي طائرة استطلاع مجهولة، حاولت اختراق أجواءه لاستكشاف الاستعدادات العسكرية الجارية على الجبهة الشمالية، المشتركة مع سوريا. الأردن يتوعد وقال وزير الإعلام الأردني د. محمد المومني، في تصريح ل«اليوم»: إن «القتل هو مصير من يهدد حدود الوطن الأردني ومنعته»، في رسالة واضحة تجاوزت اللغة الدبلوماسية التي تستخدمها السلطات عادة في الرد على استهداف الأردن. وبين المومني، الذي جاء حديثه ردا على محاولة طائرة استطلاع مجهولة الهوية اختراق الحدود الشمالية مع سوريا في مهمة استكشافية، أن «الأردن سيقف بحزم في مواجهة أية محاولة للاقتراب من حدوده، وسيكون مصير من يهدد الحدود القتل والتدمير». وتصدت طائرات عسكرية أردنية، من نوع F16، لطائرة استطلاع مسيّرة اقتربت من الأجواء الأردنية في المنطقة الحدودية الشمالية، وأسقطتها فجر الخميس. وعقّب بيان عسكري، تسلمت «اليوم» نسخة منه، بالقول إن «طائرات سلاح الجو الملكي الأردني أسقطت طائرة استطلاع مسيّرة، اقتربت من أجواء البلاد عند الحدود الشمالية، شمال غرب محافظة المفرق». تطبيق قواعد الاشتباك وأكد البيان العسكري، الصادر عن قيادة الجيش الاردني، أن «سلاح الجو طبّق قواعد الاشتباك المعمول بها بعد رصده استمرار طائرة الاستطلاع في الاقتراب من الحدود، وتعامل معها بحرفية ووفق التعليمات». ولم تتضح بعد الجهة المسيّرة لطائرة الاستطلاع، بيد أن الكوادر المتخصصة في الجيش الأردني، وفق البيان، جمعت «حطام الطائرة والأجهزة التي كانت تحملها، ونقلتها إلى قيادة سلاح الجو لفحصها والتعامل معها فنيا». وفي تعليقه، أشار وزير الإعلام الأردني الى أن الجهة المختصة في سلاح الجو الملكي تجري الآن تحليلا فنيا واستخباريا لحطام الطائرة ومعداتها المرفقة، لتحديد الجهة المسيّرة لها، وطبيعة المهمة التي سيّرت لأجلها. ولفت الوزير إلى «الجاهزية العالية» لدى مختلف قطاعات الجيش الأردني وأذرعه العسكرية لمواجهة أية تطورات ميدانية، وفي «سياق دفاعي»، معتبرا أن «هذا حق وطني». وتضبط قطاعات الجيش الأردني، المسؤولة عن حماية ومراقبة الجبهة الشمالية المشتركة مع سوريا، بشكل مستمر عمليات تسلل لأفراد ومركبات، وتطبق معهم قواعد الاشتباك المعمول بها. وتفرض السلطات الأردنية «رقابة صارمة» على طول الخط الحدودي مع سوريا، الذي يشهد ارتباكا وفوضى أمنية عارمة، وتسيطر على أجزاء منه الميليشيات الإيرانية والتنظيمات الإرهابية. حشود عسكرية ويأتي إسقاط «طائرة الاستطلاع المجهولة» تزامنا مع «معلومات مؤكدة»، حصلت عليها «اليوم»، بشأن حشود عسكرية على الحدود الأردنية - السورية، ووسط أنباء عن قرب البدء بعملية عسكرية واسعة في العمق السوري لاجتثاث التنظيمات الإرهابية المتمركزة على الخط الحدودي، وهو ما تعارضه «عصابة الأسد» وحلفاؤها الايرانيون. وقبيل إسقاط «طائرة الاستطلاع»، اعتبر وزير خارجية «عصابة الأسد» وليد المعلم، في تصريحات صحفية، أن بلاده ستعتبر أي قوات أردنية تدخل سوريا معادية. وقال المعلم، ردا على تمسك الأردن بحقه في الدفاع عن أراضيه داخل العمق السوري، «لسنا بوارد المواجهة مع الأردن، لكن إذا دخلت قوات أردنية إلى سوريا، بدون التنسيق معنا، سنعتبرها معادية». تصريحات المعلم أثارت حفيظة العاصمة عمّان، التي نظرت إليها باعتبارها تهديدا مبطنا، فيما اعقبها رد أردني على مختلف المستويات، أكد حق البلاد في الدفاع عن حدودها بالعمق السوري. مطاردة إرهابيي الطبقة من جهة أخرى، تطارد فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن آخر الإرهابيين المتبقين في مدينة الطبقة في شمال سوريا غداة سيطرتها عليها وعلى السد المجاور، في تقدم بارز من شأنه ان يسرع هجومها نحو الرقة، معقل تنظيم داعش. وأعقب هذا التقدم الاستراتيجي للفصائل المنضوية في اطار قوات سوريا الديموقراطية الاعلان عن خطة امريكية هي الاولى من نوعها لتسليح المقاتلين الاكراد، ما أثار غضب تركيا التي تعتبرهم «إرهابيين». وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس عن «عمليات تمشيط مستمرة تقوم بها قوات سوريا الديموقراطية داخل مدينة الطبقة بعدما تمكنت من الانتشار في السد المحاذي لها ليلا». وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية ليل الاربعاء من السيطرة على مدينة الطبقة الواقعة على نهر الفرات وعلى السد القريب منها، بعدما كانت تحت سيطرة داعش منذ العام 2014. وأوضح عبد الرحمن ان «السكان المدنيين لم يتمكنوا بعد من الدخول الى مناطق في شمال المدينة بسبب وجود الألغام» التي خلفها الجهاديون خلفهم.