المشروع الحضاري الكبير الذي أعلن عنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع أمس الأول، والذي يستهدف بناء مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية (نوعية)، وسيتم تنفيذه في منطقة (القدية) جنوب غرب العاصمة الرياض على مساحة تبلغ 334 كيلو مترًا مربعًا، هذا المشروع يعد الأول من نوعه في العالم، بما يحتويه من كافة احتياجات جيل المستقبل من الشباب، والذي ما عاد يرضيه النشاط الثقافي أو الرياضي أو الترفيهي التقليدي، كنتيجة طبيعية لتطور أدوات العصر، ويضم أيضا إلى جانب هذه العناصر، منطقة سفاري، إلى جانب المنطقة السكنية، والخدمات المساندة. ويمثل هذا المشروع العملاق أحد أبرز ملامح توجه رؤية السعودية 2030، والتي تضع فئة الشباب على رأس أولوياتها، أولا بوصفهم عدة المستقبل وأداته، ثم رغبة في توفير متطلباتهم ثقافيًا وفكريًا ورياضيًا وترفيهيًا في بلادهم، وتعزيز أواصر انتمائهم إلى وطنهم، كما أن هذا المشروع يشكل في جانب ما إدراك سموه بوصفه عراب الرؤية السعودية ومهندسها ضرورة تصحيح بيئة العمل، وكسر طابع الجمود والبيروقراطية محاكاة لتطلعات الشباب السعودي الذي يمثل اليوم أكثر شباب العالم تفاعلًا مع السوشيال ميديا، وأكثرهم مساهمة فيها، وهي خطوة لن توفر قاعدة العمل بالترفيه وحسب، وإنما ستفتح بنفس الوقت الباب أمام صناعة التثقيف والترفيه التكنولوجي كما يحدث في بعض الدول التي انخرط شبابها في صناعة برامج الكمبيوتر، كما هو الحال في بعض الولايات الهندية، والتي استدعت شركة مايكروسوفت لافتتاح مكاتب لها هناك للاستثمار مما عزز من هذه الصناعة وأدخلها سوق المنافسة عالميا. مشروع (القدية) والذي سيموله صندوق الاستثمارات العامة مع بعض الشركاء، وسيبدأ العمل به مطلع العام 2018م، سيكون الداعم الأكبر لرؤية المملكة باستيعابه أهم شرائح العمل قوة وتفاعلًا، وهم فئة الشباب، الذي لا بد وأنه سيجد ضالته في مشروع لا تتلبّسه الكلاسيكية، وإنما سيستجيب لإبداعات الشباب، وسيوفر كل المرونة اللازمة لاستيلاد فرص التميّز ودعمها، وتنمية مهاراتها، في بيئة مختلفة تماما عن بيئات العمل التقليدي، ولاشك أن البدء بهذا الأنموذج الحي من المشاريع إنما هو لفتة ذكية، سيكون من شأنها استقطاب كل شرائح الشباب لتعزيزه وضمان نجاحه، وهذا هو الأهم.