تشتهر مباريات الكبار في مختلف الدوريات العالمية بأنها لا تحتكم أبدًا إلى الفوارق الفنية، فالتحضير النفسي والدافع المعنوي للاعبين يلعب دورا كبيرا جدا، لكن خطأ واحدا يرتكبه أي مدرب، قد يكلفه غاليًا جدا، وقد يقلب الطاولة في وجهه خلال ثوان قليلة في مثل هذه اللقاءات الجماهيرية والمرتقبة. هذا المساء، وحينما يلتقي النصر بالاتحاد في «كلاسيكو» من نوع خاص، على استاد الملك فهد الدولي بالرياض، فإن حملا كبيرا يقع على عاتق مدرب نادي النصر الفرنسي باتريس كارتيرون ونظيره في الاتحاد التشيلي خوسيه لويس سييرا، نظرًا لأهمية اللقاء لكليهما اذا ما رغبا في الاستمرار بالمنافسة في الحصول على لقب دوري جميل الممتاز. وبعيدًا عن التحضيرات التي قام بها المدربان، والظروف التي يعيشانها، فإن مَنْ يمتلك القدرة منهما على التعامل مع مجريات اللقاء، ويتخذ القرارات الصائبة، ستكون له كلمة الحسم والتأثير الأكبر على نتيجة اللقاء النهائية. سييرا، هو الأكثر قدرة على التعامل مع مختلف الظروف، كونه الأخبر بكواليس الكرة السعودية، نظرًا لتواجده منذ بداية الموسم الحالي، ومعايشته للكثير من العوامل الصعبة، التي مر بها البيت الاتحادي، ولذلك دائما ما يحاول إبقاء لاعبيه في عزلة شبه تامة عن المؤثرات الخارجية، لاستخراج أفضل ما يمكن من إمكاناتهم العالية. ومن خلال النتائج، التي حققها الفريق خلال الموسم الحالي، وانتصاره في (15) لقاء من أصل (21)، فيتضح مدى نجاح سييرا في توظيف لاعبيه، ومعرفته التامة بإمكانات كل لاعب فيهم، إضافة إلى تميزه في منح الثقة للجميع، وبالخصوص فيما يتعلق باللاعبين الشبان. أما كارتيرون، فيبدو أنه ما زال تائهًا، رغم تحقيقه ثلاثة انتصارات من أصل أربعة لقاءات، قاد فيها النصر بدوري جميل، حيث إن لمساته الفنية لم تظهر بشكل فعلي على أداء الفريق، وقلل تخبطه خلال لقاء الهلال الاخير في كأس الملك، من ثقة النصراويين في قدرته على احداث التغيير المرجو على خارطة العالمي، في ظل الأزمات الكبيرة التي يعيشها البيت النصراوي في الفترات الاخيرة. فهل يكسب كارتيرون ثقة النصراويين من جديد.. أم يكون لسييرا رأي آخر؟! باتريس كارتيرون