ما ان يهرب ضوء النهار بعد اختفاء الشمس حتى يتحول طريق بلدة المزاوي بالأحساء، الموازي لأكبر مصرف زراعي على مستوى الخليج العربي، إلى بعبع يخاف منه الأهالي ومستخدموه حيث بات يصطاد أرواح المواطنين؛ لافتقاده أدنى اشتراطات السلامة المرورية، إلى جانب أنه يعيش في ظلام دامس، كما أنه مسار واحد يلازم المصرف الذي يصل عمقه إلى أكثر من 3 أمتار مغمور بالمياه، إلى جانب عبور المعدات الثقيلة في ساعات الصباح الأولى بشكل يومي. وعلى الرغم من أهمية هذا الطريق الذي يعتبر شريانًا حيويًا يقدم خدماته ل 6 قرى، هي المزاوي، والساباط، والسيايرة، والمركز، والرميلة، والجشة، زادت أهميته بعد أن أصبح معبرًا لطريق مدينة العمران المؤدي إلى الطريق الدائري الخارجي المتقاطع مع طريق العقير الرابط مع طريق الخليج الدولي، بالتالي تحول إلى مسار ليس فقط لأهالي تلك البلدات فحسب، بل لأهالي الأحساء القادمين من مدينتي الهفوف والمبرز المتجهين نحو بحيرة الأصفر والمنطقة المحيطة بها، ومن المتوقع ارتفاع نسبة الكثافة المرورية مستقبلا بعد افتتاح مستشفى العمران الجديد، وبالتالي تزيد مخاوف الطريق. ظلام دامس المواطن يوسف بوعبيد أبدى تعجبه من قيام الجهة المعنية بتوفير مشروع أعمدة الإنارة الذي تم تنفيذه على الطريق منذ ما يقارب أكثر من عام كامل، ولم يتم حتى هذه اللحظة تشغيل المصابيح الطويلة، متسائلا عن السبب في عدم إنارتها، حيث الأعمدة جاهزة وننتظر تشغيلها لحل جزء من هذه المشكلة التي تؤرق كل من يستخدم الطريق الذي يعيش في ظلمة دائمة، وما يشكله ذلك من معاناة حقيقية، خاصة وأن هذا الشارع يشهد حركة دؤوبة للسيارات، وعلى ضوء ذلك يتطلب من الجهات المختصة التعاضد في تطوير الطريق الذي يشهد بين حين وآخر حوادث مميتة لكثرة المداخل والمخارج التي تقع عليه. حوادث مميتة في حين أكد المواطن حسن صالح العلي، من بلدة الرميلة، أن هذا الطريق الحيوي يعج بحركة المركبات ليل نهار، وهو مقصد الكثير من سكان المنطقة التي تتميز بكثافة سكانية مطردة، سواء في الذهاب إلى الأعمال أو التوجه إلى البلدات القريبة منها، وكونه طريقا بهذه الأهمية، فإن تشغيل مصابيح الإنارة، سيعزز من جوانب السلامة المرورية وفِي الحد من وقوع الحوادث، فالطريق موازٍ لمصرف زراعي عميق، وهنا تكمن الأهمية الكبيرة والبالغة لإنارته، حتى تكون القيادة في الفترة الليلية آمنة ومطمئنة نوعا ما، مستشهدا بالكثير من الحوادث الدامية التي وقعت عليه في السنوات الأخيرة وفقدنا فيها شبابا أعزاء بعضهم قضى غرقا داخل المصرف، إلى جانب مرور المركبات الثقيلة في الساعات الأولى من الصباح. اخفاء المصرف من جانبه، أكد صالح السويلم أن الأهالي ومستخدمي هذا الطريق يشتكون من خطورة المصرف الذي يمر على امتداد الطريق من بلدة المزاوي باتجاه الشرق مرورا بتقاطع بلدتي «المركز الرميلة» وانتهاء بمنطقة التشاليح شرق شمال مدينة العمران، حيث شهد هذا المصرف الكثير من حوادث انقلاب السيارات، راح ضحيتها الأبرياء بسبب سوء الطريق، في حين طالب المواطن هيئة الري والصرف بإخفاء المصرف؛ تمهيدا لتطوير الطريق وتحويله إلى مسارين لأهميته وللحركة المرورية المتنامية على مدار الساعة، مشيرا إلى أن الحل يكمن فقط في اخفاء المصرف للحفاظ على الأرواح والممتلكات، موضحا أن هذا الاجراء سيساهم بشكل كبير في تنمية المنطقة والبلدات المحيطة بها، والقضاء على هذه المشكلة التي نعاني منها منذ زمن بعيد.