توافد عدد من الزوار على «بيت الخير» في اليوم الاول من فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية 31. وشهد في يومه الاول انطلاق عدد من الفعاليات التي قدمها وفد المنطقة الشرقية للزوار. ويحتوي «بيت الخير» على مسجد جواثا، الذي يمثل اقدم المساجد وثاني مسجد اديت فيه صلاة الجمعة في الاسلام. وضم البيت بيت البيعة، الذي سكنه المؤسس -يرحمه الله- في ضمه للاحساء وتمت اضافة العديد من الاجنحة وبعض القطع التراثية النادرة في اروقة البيت. كما يشارك في «بيت الخير» جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك فيصل وجامعة الامام عبدالرحمن بن فيصل وجامعة الامير محمد بن فهد. الفرق الشعبية تقدم أحد الاستعراضات (اليوم) عبق التاريخ وتأتي مشاركة الشرقية في المهرجان هذا العام متضمنة فعاليات متنوعة تضفي على البيت أجواء تراثية من عبق التاريخ، حيث تشتمل على حرف شعبية تظهر في دكاكين القيصرية، التي تستقبل زوار البيت عند المدخل ومنها «الحدادة، الصفار، الفخار، النجار، الخرازة، الخباز، الحياكة، رافي بشوت، القياطين، الخوصيات، الاقفاص، صناعة الطبول، وبعضها ينتشر على سيف البحر، الذي يمثل الحياة الاجتماعية البحرية في المنطقة كحرفة صانع القراقير، والديايين، والطواش وصانع الشباك والقلاف»، إضافة إلى عرض للحرف في ميدان البيت الخارجي، الذي يمثل السوق الشعبي العام في المنطقة كحرف مجلد الكتب، صناعة السروج، صناعة المسابح، وصناعة الاختام، صناعة المداد، وصناعة السلال، إضافة إلى تجسيد وعرض بعض الأعمال المهنية في أروقة وحارات المنطقة كتجوال عربة الغاز والقاري والمروي ومن خلال المزرعة يرى الزوار الكرام طريقة الري والسقى وجني التمور والاستمتاع بأهازيج الفلاحين كفن الدياسة والصرام. القهوة الشعبية ويشمل البيت القهوه الشعبية، التي يحظى الزوار فيها بجلسة شعبية لتناول الأكلات الشعبية والشاي والقهوة والزنجبيل والاستماع إلى الأهازيج الشعبية. وتقدم الفرق الشعبية الواناً من الفلكلورات الشعبية والأهازيج البحرية للفرق الشعبية، التي تشتهر بها المنطقة الشرقية مثل: (فن الفجري، الليوه، الصوت، والنهام)، وكما يقدم في الساحة الواناً شعبية طربية أخرى مثل: (فن القادري، والعاشوري، والخماري، والسامري، والعرضة). وفي البيت التقليدي خصص للوفد النسائي المشارك -حيث المجلس الشعبي وغرفة العروس- أحد الأجنحة التي يشاهدها الزائر للتعرف على الحياة الاجتماعية في المنطقة من خلال ما يمثله المكان من تجسيد للماضي من طراز قديم ومحتويات المكان والأدوات المستخدمة والملابس والاكسسوارات، كذلك يجسد البيت الحياة الاجتماعية من خلال الحارة الشعبية، التي تشتمل على المنازل الشعبية في الماضي والمسجد (المصلى)، وكذلك انتشار الباعة المتجولين. مخبز التميس الحرف الشعبية وتتضمن المشاركات النسائية الحرف الشعبية النسائية كخياطة الملابس والملافع والحناية والعجافة والخوصيات والخبز الرقاق (تاوة) والفخار والتطريز والطواقي، وتقديم الألوان الشعبية النسائية. ويشرف عليهن وفد نسائي. وفي السوق الشعبي تشارك المنطقة الشرقية بمجموعة من الحرف الشعبية والأهازيج ضمن برامج الجنادرية في ساحة السوق الشعبي الرئيسة بالمهرجان. العناية بالنخيل نقطة جذب يمثل سوق القيصرية في «بيت الخير» بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية 31 نقطة جذب للزوار الذين يستمتعون بمتابعة الحرفيين في دكاكين القيصرية. ويمثل السوق الذي شيد بنفس التصاميم المعمارية والشكل الهندسي للسوق في محافظة الاحساء بالمنطقة الشرقية نبذة عن الحركة الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة. سوق القيصرية بالأحساء هو أحد أشهر الأسواق التاريخية الأثرية الخالدة على مستوى منطقة الخليج العربي ويقع سوق القيصرية وسط مدينة الهفوف، ويعود تاريخ بنائه إلى عام 1238ه تقريبا، ويضم السوق نحو 422 محلًا، أغلبها دكاكين صغيرة مُستأجرة من قبل التُجَّار والأهالي، وهو عبارة عن صفوف من المحلات تقع في ممرات مغلقة ومسقوفة، وذكر كتاب «سوق القيصرية» للمهندس عبدالله الشايب مدير فرع جمعية علوم العمران بالأحساء وأحد المهتمين بالتراث حسب ما تناولته احدى وسائل الاعلام أن السوق موجود منذ نحو ستة قرون مع تاريخ وجود الاستيطان حوله، ومن ثمَّ إنشاء مدينة الهفوف، إلا أنه من المؤكد أن هذا السوق كان قائما في القرن التاسع عشر، حيث ذكره الرحالة في مذكراتهم، وتوجد وثائق تدل على ذلك. ويتكون القيصرية من مجموعة دكاكين صغيرة ومتقابلة، وفيه رواق خارجي للمواد الغذائية، كما يباع عند البدو ثياب مخاطة يدويًا، ويضم السوق «الحواويج» والعطارين الذين يبيعون أدوات العطارة، والأدوية الشعبية والتُراثية القديمة، وكان يمثل أهمية كبرى لدى كبار السِّن وأهل الحشمة الذين لا يلبسون ثيابا إلا تلك المخاطة باليد، أمَّا بعضهم الآخر فكان يشتري ثيابا مخاطة بالماكينة التي جلبت إلى الأحساء في الخمسينيات. أمَّا هيئة الدكاكين في القيصرية فهي عبارة عن محلات وأبواب من ثلاث قطع، منها قطعتان يجلس عليهما صاحب الدكان، وقسم مُتدلِّي إلى الأسفل، والقسم الثالث يرفع إلى أعلى وتوضع خشبة لها في الباب محل في الحائط. وتسمى أبواب القيصرية (كبنك) وتتألف من 3 قطع، منها قطعتان يجلس عليهما صاحب الدكان، ويضع فيها (القِّفَّة) المصنوعة من جريد النخل، ويضع فيها الأرز، والقهوة، وهذا النوع من الأبواب كانت تتميز به قيصرية الأحساء عن بقية القيصريات المنتشرة في الخليج. وتشكل القيصرية إرثًا تقليديا للثقافة بوجود الحرف المهنية ومنتجاتها، وتعتبر بيئة عمرانية تسويقية لضخامة المبنى وتشعباته وطوله المُمتد من الجنوب حتى الشمال، كما يمثل نموذجا فريدا على مستوى الجزيرة العربية من حيث التصميم المعماري. ويتضح من خلال البناء قِمَّة الدقة في استخدام المواد كأسقف الكندل، التي كانت تزهو بألوانها من الباسجير ووقايتها ضد العوامل الجوية والعثَّة مما جعلها تُقاوم وتطول. وتتميز ممرات القيصرية بارتفاعها لتشكل ارتياحا للمرتادين والاستفادة من ذلك للتهوية والإضاءة الطبيعية. وطابعه المعماري محلِّي مُميَّز سواء في تشكيلة الأسقُف المُلَّونة أو الأبواب المستخدمة ذات الانكسارات (أعلى وأسفل) ليعرض ويعلق عليها البضاعة أو تلك الأبواب إلى تشرع الجانبين واستخدام المسامير المقببة، وتشكل القيصرية نموذجا فريدًا في تخطيط وتصميم الأسواق على مستوى الجزيرة العربية. ركن لبيع أجود التمور الصناعات التقليدية وتختلف وتتنوع البضاعة المعروضة في السوق، حيثُ توجد الصناعات التقليدية كالبشوت والعبايات والصناعات النحاسية إلى المنتجات الحديثة كالمواد الغذائية وبيع الأحذية والعطورات وبيع الملابس وبيع الأقمشة، بيع الساعات ومحلات للصرافة تحت سقف واحد. ويرى المهندس عبدالله الشايب أن القيصرية شكَّلت إرثًا اجتماعيًا بتوارث الباعة والحرفيين فيها، كما أعطت نموذجا للتواصل الاجتماعي عن طريق التقارب في المحلات، ولذلك مثل السوق مكانة كبيرة في نفوس الأحسائيين خاصةً، وأهل الخليج بشكل عام. زوار يطالعون واجهة «بيت الخير» (اليوم)