كشفت بيانات شركة «وود ماكينزي» أن شركات النفط اكتشفت حوالي 3.7 مليار برميل من النفط التقليدي خلال عام 2016، بانخفاض قدره 14% مقارنة بعام 2015، وهو ما يقل عن عشر المتوسط السنوي منذ عام 1950. وأوضحت الشركة أن الاكتشافات من الاحتياطيات النفطية الجديدة هبطت إلى أدنى مستوياتها منذ خمسينيات القرن الماضي، وذلك على خلفية الهبوط الحاد في نفقات الاستكشاف والتنقيب الخاصة بالشركات النفطية على مدار العامين الماضيين. وعزا أندرو لاثام، نائب رئيس الشركة، ذلك الهبوط الى تراجع إنفاق الشركات النفطية على أنشطة التنقيب من 100 مليار دولار في 2014 إلى حوالي 40 مليار دولار العام الماضي. وأظهرت بيانات «وود ماكينزي» تراجع عدد الآبار الجديدة إلى 431 بئرا خلال عام 2016، وهو ما يمثل حوالي ثلث أعدادها قبل عامين. وطبقاً لتقديرات «ماكينزي» فإن استمرار هذا المعدل الهزيل من الاكتشافات قد يكون له تأثير سلبي على مستقبل الإمدادات العالمية من النفط في غضون 5 إلى 10 سنوات، متوقعة أن يشهد المعروض العالمي نقصًا يقدر بنحو 4.5 مليون برميل/يوميا بحلول عام 2035. ويتزامن ذلك التراجع، مع بروز عدد من الصعوبات التي يواجهها قطاع الطاقة العالمي والتي تمثلت في هبوط الأسعار، وظهور الفرص الاستثمارية الجديدة غير المجدية والمربحة، إضافة إلى تعرض القطاع لجملة من العقبات في عملية الاكتشاف والبحث والتنقيب عن مصادر جديدة للطاقة، والتي كان لها دور كبير في التأثير على خريطة الإنتاج حول العالم. وكان تقرير لشركة نفط «الهلال» توقع أن يبدأ القطاع رحلة التماسك والارتفاع التدريجي للأسعار خلال العام 2017، وأن تحقق الأسواق العالمية نتائج إيجابية مميزة تعوضها عن خسائرها السابقة، بسبب التوجه إلى الاكتشافات والتنقيب عن مصادر جديدة للطاقة لها عوائد استثمارية مجدية. وأوضح التقرير أن هذه التغيرات والتطورات التي شهدها قطاع النفط والغاز خلال العام الحالي، أدت إلى دخول منتجين جدد إلى الأسواق العالمية، وعملت على التأثير في الأسواق، وإعادة هيكلة بعض الموازنات في قطاع الطاقة من جديد لإحداث توازن في الأسعار، حيث سجل قطاع الطاقة دخول 2.8 مليار برميل من النفط الخام والسوائل ذات الصلة خلال العام 2015. وقد أدى دخول منتجين جدد إلى الأسوق إلى تباطؤ النشاط الاستكشافي لشركات النفط العالمية، الأمر الذي أثر على مسارات أسواق النفط العالمية التي أصبحت تحتاج إلى الكثير من السنين لخفض الإنتاج، وتقليل حجم المعروض النفطي في الأسواق، حيث إن نسبة كبيرة من الاكتشافات الحالية للنفط يتم العثور عليها في المياه العميقة، وغالبية الزيادات في الإنتاج التي سجلت في السنوات الأخيرة من الحقول الحالية المدرجة ضمن القدرات الإنتاجية المتوفرة لدى المنتجين منذ عدة سنوات.