تشويه الأشياء الجميلة في حياة الناس، والنظر اليها من الجانب المظلم، الذي لا أساس له إلا في العقول المريضة، التي يحزنها الأمور الإيجابية، بقدر سعادتها بوجود الأشياء السلبية في حياة الناس. فنجد أحدهم ما أن يتصدر الحديث أمام الآخرين حتى يوحي اليهم بحبه وحرصه علي الفضيلة، فيتعمد الإساءة الى الآخرين، بالهمز واللمز حول أهدافهم واستغلال مواقعهم وأعمالهم لأهداف شريرة. لا يُقدر قيمة ما يقوم به هؤلاء الا من اضطرته ظروفه الصحية أن يرقد على السرير الأبيض، ليعلم أن ما يقدمونه أعظم وأجل مما يدور في رؤوس المشككين، لخدمة الإنسان وهو في أضعف حالاته، فيجد الرعاية والاهتمام من تلك الكوادر الطبية كل فيما يخصه، في سبيل تخفيف المعاناة والألم، ليخرج بإذن الله سليما معافى. وانا اتحدث الآن عن تجربة شخصية، عشتها بنفسي على السرير الأبيض، علمت بعدها علم اليقين أن هؤلاء يحملون رسالة إنسانية نبيلة يعملون من أجلها، منكرين ذواتهم لخدمة من اضطرته حالته الصحية الدخول للمستشفى، ليجد اهتماما ورعاية لا يمكن أن يجدها من أقرب الناس إليه. إن الاهتمام بالرعاية الصحية من أهم الركائز الأساسية لبناء المجتمع، واهتمام الدولة الكبير بالنهوض بالجانب الطبي في جميع النواحي، ومن أهمها الحرص على تخريج الكوادر الطبية الوطنية من داخل المملكة وخارجها، بالإضافة الى استقدام أمهر الكفاءات الطبية المميزة من جميع أصقاع المعمورة، مما جعل المملكة في مقدمة دول العالم في هذا المجال. كم يؤسفني ألا تعطى هذه الكوكبة الكريمة ما تستحقه من التقدير، وان تقتصر نظرة البعض على أمور هامشية، تهدف الى تشويه الصورة الناصعة، بالتركيز على عمل المرأة في المستشفيات من خلال نظرة مزدوجة، بأن ترفض اجتماعيا وتكون مطلوبة عند مراجعة المستشفيات للإشراف على علاج أسرهم. تحية حب وتقدير لمَنْ سخروا حياتهم لتخفيف آلام الآخرين، حيث الإنسان عند الله مكرم ومن أحب الأعمال اليه سبحانه مساعدته ورفع الضيم عنه، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومَنْ يسَّر على مُعْسِرٍ يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومَنْ ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه». ٭ كاتب