نشرت المقاومة الإيرانية في باريس معلومات في غاية الأهمية موثقة بالصور والوثائق السرية التي تبادلتها قيادات من داخل النظام الإيراني، وتحديدا من داخل ميليشيا الحرس الثوري الإرهابي وعناصر قيادية من ميليشيات حزب الله اللبناني، تشير إلى «أن القوات التي احتلت حلب تشمل الحرس الثوري وميليشيات أجنبية يتقدمهم حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية، إضافة إلى ميليشيات تسمى «فاطميون» من الأفغان و«زينبيون» من باكستان، وهي تقاتل بناء على أوامر عسكرية مشددة من قيادات النظام الإيراني. وكانت ميليشيات الإيرانيين عرقلت خروج الآلاف من أهالي شرقي حلب الذين ينتظرون خروجهم كدفعة أخيرة ضمن الاتفاق الذي يسمح بخروجهم إلى ريف حلب الغربي، في وقت أفادت فيه الأممالمتحدة مساء أمس الأربعاء، ببدء تحرك الحافلات في المرحلة الأخيرة من عملية الإجلاء من حلب. وقال مراسل فرانس برس الموجود في منطقة الراموسة، التي يسيطر عليها جيش الأسد على أطراف حلب: إن الثلج تساقط بغزارة على المدينة وغطى أطرافها. وكانت حلب شهدت آخر أيام احتلالها حضور قاسم سليماني، وانتشرت صوره في وسائل الإعلام الدولية، وجاءت كل التقارير الإعلامية لتؤكد أن القوات التي منعت إجلاء السكان وعرقلت نقلهم وشنت هجوما على قوافل السكان كانت تحت سيطرة ميليشيا القدس وبالتحديد سليماني. ويدير عمليات حلب المغتصبة، العميد جواد غفاري من قادة ميليشيا القدس والذراع اليمنى لسليماني في حرب سوريا، وأحد أبرز القادة في الحرب الإيرانية العراقية، وتولى غفاري قيادة حلب العسكرية والجبهة الشمالية السورية، وقبل مدة تم تعيينه قائدا ميدانيا لكافة قوات الحرس الثوري في سوريا. يذكر أن تلك الميليشيات المؤتمرة بأوامر فيلق القدس للحرس الثوري الإرهابي، تكبدت في حرب حلب مئات القتلى. ووفقا ل «العربية» وحسب تقرير، فإن خسائر بشرية لميليشيات النجباء وعصائب أهل الحق وحزب الله في حلب تبلغ حوالي 180 شخصا، ومن كتائب الإمام علي 20 قتيلا و40 مصابا، وحسب تقرير آخر عشرات من ميليشيات حزب الله اللبناني قتلوا في معركة حلب، ووعد الحرس الثوري الإرهابي بتسليم مبلغ 600 ألف دينار عراقي (حوالي 450 دولارا) شهريا لعوائلهم. كما أصيب عدد كبير من مرتزقة الحرس الثوري في حلب بجروح نقلت قوات الحرس بعضا منهم إلى طهران. وتضيف تقارير المقاومة الإيرانية من داخل الحرس أن منتسبيه لهم تواجد عسكري في مناطق مختلفة شرقي حلب منها الشعار ومساكن هنانو والحيدري والمرجة والصاخور والمشهد. وهناك لجنة أمنية في مدينة حلب يشارك فيها ممثل من قادة الحرس الثوري باسم علي نيابة عن سيد جواد غفاري، وهو الذي يمرر خطوط الحرس الثوري، ويشارك قادة الجيش الأسدي أيضا في اجتماعات اللجنة. من جهته وصف محمد علوش، كبير مفاوضي وفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة «إعلان موسكو» بالجريمة ضد الإنسانية ووصمة عار. وقال في حديث لقناة «الحدث» مساء أمس الأربعاء: «نعول على الدور التركي للحد من تفرد موسكووطهران بحسم الأزمة السورية»، ودعا الدول العربية والأشقاء للشعب السوري إلى الوقوف إلى جانب تركيا في مثل هذه المفاوضات من أجل تحصيل حقوق السوريين من فم «الدب الروسي». أما عن المشهد في حلب فقال: «علينا الاستفادة من الأخطاء في المعركة للبدء بجولة جديدة، ولمرحلة ما بعد حلب، في إدلب والغوطة وحماة والجنوب». وكان المرصد السوري قد أكد أن المرحلة الأخيرة من عملية إجلاء المحاصرين من حلب الشرقية ستنطلق خلال الساعات القليلة المقبلة. وأضاف المرصد أنه وفي مقابل ذلك ستنطلق المرحلة الثانية من عملية إجلاء مواطنين وحالات مرضية من بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام بريف إدلب الشمالي الشرقي، في وقت أعطت موسكو الضوء الأخضر للجيش التركي لاقتحام مدينة «الباب» وسبق أن أعلن الجيش التركي، أمس الأربعاء، عن مقتل أكثر من 40 مسلحًا من تنظيم «داعش» الإرهابي، وتدمير 24 هدفًا خلال غارات جوية في إطار عملية «درع الفرات». ووفي سياق عمليات الإجلاء وحسب المرصد، فان استنئاف العملية سيسمح لدفعة من الحافلات التي دخلت أمس الأول مدينة حلب البالغ عددها نحو 60 حافلة، بالخروج من مربع سيطرة الفصائل بمدينة حلب نحو منطقة الراشدين عبر معبر العامرية - الراموسة، مقابل السماح للقافلة المؤلفة من 8 حافلات التي خرجت أمس من بلدتي كفريا والفوعة، بالوصول إلى مناطق سيطرة النظام في حلب، على أن يتبع ذلك خروج دفعة جديدة من البلدتين المواليتين للنظام. وكان مسؤول التفاوض في المعارضة السورية الفاروق أبوبكر، اتهم طهران بعرقلة عملية الإجلاء، فيما تحدثت أنباء عن وفاة ثلاثة مرضى بعد أن عجزت الأجهزة الطبية عن تقديم الرعاية الصحية لهم وعدم السماح لفرق الهلال الأحمر والصليب الأحمر بالدخول للمدينة وإسعافهم. وفي سياق متصل، تحدث ناشطون عن وفاة مسن خلال فترة الانتظار في إحدى الحافلات التي تم احتجازها من قبل ميليشيات تابعة لإيران عند محور الراموسة، كما توفي ثمانية أشخاص من نازحي حلب بسبب تأخرهم عن الإجلاء من المدينة بسبب إصاباتهم البليغة داخل أحياء حلب بعد القصف الذي طال المدينة من طيران نظام الأسد وروسيا.