منذ أن وطأت قدماه نادي النصر، رفع المدرب الكرواتي زوران ماميتش شعار «الانضباط أولا» مؤكدا أنه لا يعترف بالأسماء مهما كانت قيمتها الفنية وتأثيرها على مستوى ونتائج الفريق ما لم تنتظم في التدريبات وتلتزم بتعليماته وتنفذ أسلوبه في المباريات، وهذا النظام الصارم الذي فرضه المدرب كاد أن يعجل برحيله لولا تدخل أعضاء الشرف الذين جددوا الثقة فيه وطالبوا إدارة النادي بمنحه الصلاحيات الكاملة وتهيئة الأجواء المناسبة التي تكفل له النجاح. وكانت أولى قرارات المدرب استبعاد قائد الفريق حسين عبدالغني من قائمة الفريق في مباراتيه أمام الوحدة في مكةالمكرمة والأهلي في الرياض لأسباب انضباطية وفنية، واستعان باللاعبين احمد عكاش في المباراة الأولى قبل إصابته وعوض خميس في المباراة الثانية. ورغم ردود الأفعال الواسعة من بعض جماهير النصر قبل تلك المباراتين التي استغربت هذا القرار، إلا أن المدرب أصر على رأيه ونجح في قيادة الفريق لتجاوز منافسيه مستوى ونتيجة. وقبل مباراة الاتحاد الأخيرة استبعد نجم الوسط احمد الفريدي بسبب غيابه عن التدريبات إلى جانب حسين عبدالغني والحارس عبدالله العنزي لأسباب فنية واستعان بنجمي المنتخب السعودي للشباب عبدالرحمن الدوسري وسامي النجعي وتمكن من قيادة الفريق للفوز على مضيفه بهدف نظيف وضعه في الصدارة بمشاركة الهلال. وبعد المباراة أكد المدرب زوران أن الفريق كان في أمس الحاجة لخدمات اللاعب احمد الفريدي لاسيما وأنه لاعب يصنع الفارق ولكن غيابه عن التدريبات كان سببا في ابعاده، في إشارة واضحة إلى أن اللاعبين المتخاذلين وغير المنضبطين في التدريبات لن يكون لهم مكان في الفريق الذي لن يتوقف على أي لاعب مهما علا شأنه. وهذا الإجراء الذي أعاد للأذهان مقولة الرمز الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود «النصر بمن حضر» أيده شريحة كبيرة من الجماهير منذ البداية ورضخ له البقية الذين أكدوا فيما بعد نظرة المدرب الثاقبة وطالبوا بضرورة دعمه في المرحلة المقبلة خصوصا في ظل النتائج المميزة التي يقدمها الفريق هذا الموسم حتى الآن.