أعلن وزير الدفاع الروسي سيرجى شويجو سريان وقف الضربات الجوية على حلب ابتداء من صباح أمس الثلاثاء، فيما كشف سفير موسكو لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين أن الرياضوأنقرة والدوحة أعربت عن عزمها على العمل بصورة دؤوبة مع الفصائل المعارضة المعتدلة كي تبتعد عن «جفش»، وذلك لتسهيل إرساء هدنة في المدينة. جاء هذا مع تأكيد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني تمسكهم بالحفاظ على سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها السياسية ووحدة أراضيها، ويأتي ذلك مع تعرض الأحياء الشرقية في حلب بعد منتصف الليل، لغارات روسية كثيفة، بعد ساعات من إعلان موسكو هدنة إنسانية لثماني ساعات الخميس، بجانب مقتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة بينهم ثلاثة أطفال ومواطنة، وإصابة آخرين جراء غارات جوية مكثفة على أحياء المدينةالشرقية. ومن جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان: إنه سيتم إخراج وحدات حماية الشعب الكردية السورية المدعومة من الولاياتالمتحدة من منبج بعد طرد مقاتلي تنظيم داعش من بلدة الباب. وأضاف إردوغان في كلمة في أنقرة أن مشاورات تجري مع واشنطن، بشأن عملية مشتركة محتملة لإخراج التنظيم من مدينة الرقة. إعلان الوقف أعلن وزير الدفاع الروسي سيرجى شويجو أن القوات الجوية للروس والنظام توقف عن قصف مناطق حلب، ابتداء من العاشرة من صباح أمس الثلاثاء. وصرح بأن خبراء عسكريين من عدد من الدول سيعكفون على العمل في جنيف للتفرقة ما بين المعارضة المعتدلة وبين الإرهابيين في حلب. وأوضح أن خبراء روسا وصلوا بالفعل إلى جنيف. من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين، الثلاثاء: إن روسيا تتوقع من الدول الأخرى التي تسعى لحل الصراع في سوريا، الانضمام إلى جهودها لتطبيع الوضع في حلب بعدما أوقفت موسكو الضربات الجوية على المدينة كبادرة لحسن النية. ونقلت وسائل إعلام روسية عن شويجو القول: إن تعليق القصف هدفه التمهيد للهدنة الإنسانية المقررة غدا، وهي الخطوة التي رحبت بها الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي اللذان اعتبرا أنها غير كافية لإدخال المساعدات، وقال سفير موسكو لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين في وقت سابق: إنه سيتم فتح ممرين، أحدهما عبر طريق الكاستيلو لانسحاب المقاتلين وستة ممرات إنسانية أخرى لإجلاء المدنيين. من جهته، حث وزير الدفاع الروسي قيادة الدول التي يمكن أن تؤثر على المقاتلين شرق حلب على إقناع قادتهم لوقف القتال ومغادرة المدينة. وأشار إلى أنه مع بداية الهدنة الإنسانية، ستتراجع قوات الأسد مسافة مناسبة لتتيح إمكانية الخروج من مناطق شرق المدينة للراغبين، موضحا أنه سيتم إتاحة ستة ممرات للمدنيين وممرين اثنين للمسلحين. وكان الهلال الأحمر والصليب الأحمر أدخلا مساعدات إنسانية إلى منطقتي قدسيا والهامة الواقعتين بضواحي العاصمة دمشق، وشملت المساعدات نحو 20 شاحنة تحمل سلالاً غذائية ومواد منظفة، بعد تنفيذ الاتفاق قبل أيام بين قوات النظام والفصائل التي كانت متواجدة في الهامة وقدسيا، والذي خرج على أثره المئات من المقاتلين وعوائلهم من البلدتين إلى ريف إدلب الشمالي، على أن يتم "تسوية أوضاع" أكثر من 300 مقاتل من الفصائل، إضافة لدخول قوات النظام إلى البلدتين واستلام كافة النقاط التي كانت الفصائل تتمركز فيها، كما وردت معلومات عن اتفاق بين قوات النظام وفصائل متواجدة في مدينة معضمية الشام. في السياق، قال السفير الروسي تشوركين إثر اجتماع مغلق لمجلس الأمن حول سوريا: إن الفكرة التي لطالما دافعت عنها موسكو تبلورت خلال المحادثات الدبلوماسية بشأن سوريا، والتي جرت في لوزان في نهاية الأسبوع. وأوضح السفير الروسي، أنه في متابعة لاجتماع لوزان تقرر عقد اجتماع الإثنين، بين عسكريين أميركيين وروس وسعوديين وقطريين وأتراك. ولم يحدد تشوركين مكان هذا الاجتماع ولا ما إذا كان قد عقد بالفعل. وأضاف: إن المملكة وقطر وتركيا «أعربت عن عزمها على العمل بصورة دؤوبة مع هذه الفصائل المعارضة المعتدلة كي تبتعد عن (جبهة) النصرة». وخلال جلسة المشاورات المغلقة التي عقدها مجلس الأمن، استمع أعضاء المجلس إلى إحاطة عن الوضع في سوريا من المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا. ونقل السفير الروسي عن دي ميستورا: إن مقاتلي النصرة في شرق حلب يشكلون أقل من «واحد على عشرة» من إجمالي مقاتلي المعارضة المعتدلة (900 تقريبا مقابل حوالي 10 آلاف مقاتل في الفصائل المعتدلة). وبحسب دبلوماسيين حضروا الجلسة، فقد أبلغ دي ميستورا المجلس أنه جرى خلال اجتماع لوزان «طرح أفكار جديدة» ولكن لا تزال هناك «خلافات كبيرة» بشأن وقف لإطلاق النار. في المقابل، أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني، تمسك بلدان المنطقة التام بالحفاظ على سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها السياسية ووحدة أراضيها، مشيرا إلى تمسكها بالتسوية السلمية استنادا إلى مقررات جنيف. وذكّر إياد مدني في كلمته بمستهل أعمال الجلسة ال43 لمجلس وزراء خارجية البلدان الأعضاء في المنظمة المنعقدة في العاصمة الأوزبكية طشقند، بما دعا إليه في اجتماع اللجنة التفيذية للمنظمة في القاهرة، لتنظيم لقاء يجمع الممثلين الدائمين للمنظمة في نيويورك لبحث الوضع الأمني في حلب. تواصل الاشتباكات تعرضت الأحياء الشرقية في مدينة حلب بعد منتصف الليل، لغارات روسية كثيفة، بعد ساعات من إعلان موسكو هدنة إنسانية لثماني ساعات، الخميس. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة بينهم ثلاثة أطفال ومواطنة وإصابة آخرين جراء غارات جوية مكثفة على أحياء حلب الشرقية. وقال المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الثلاثاء: إن القصف المكثف، الذي نفذته طائرات حربية فجر الثلاثاء، استهدف مناطق في أحياء السكري والفردوس وبستان القصر والصاخور والصالحين والكلاسة والزبدية وجمعية الزهراء وحلب القديمة. وأشار المرصد إلى مقتل شخصين متأثرين بجراح أصيبا بها جراء سقوط قذائف أطلقتها الفصائل على أماكن في منطقة جامعة حلب وحي الجميلية بمدينة حلب منذ أيام. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: «نفذت طائرات روسية بعد منتصف الليل، غارات مكثفة استهدفت أحياء عدة في شرق حلب بينها السكري والفردوس وبستان القصر والصاخور والصالحين والكلاسة»، من دون توافر حصيلة للقتلى. وأكد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في الأحياء الشرقية تعرض مناطق عدة لغارات كثيفة فجر الثلاثاء، موضحا أن الغارات على حي بستان القصر أدت إلى انهيار مبنى على رؤوس قاطنيه. وفي ذات المنحى، قصف النظام مناطق في بلدة بقين بقاذفات محمولة على الكتف، وسط استهدافها لمناطق في البلدة، بنيران رشاشاتها الثقيلة، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، فيما ارتفع عدد القتلى بحلب الذين وثقهم المرصد السوري؛ إلى ما لا يقل عن 50 بينهم 18 طفلاً على الأقل بينهم امرأة متزوجة بعمر ال 17، إضافة ل 8 فتيات، جميعهم قضوا جراء قصف خلال ال 24 ساعة الفائتة، لقوات النظام والطائرات الحربية لأماكن في المرجة والقاطرجي والسكري وباب النصر وكرم النزهة والمشهد والشيخ فارس ومساكن هنانو ومنطقة القطانة بحلب القديمة في الأحياء الشرقية للمدينة، من ضمنهم 21 شهيداً في حي القاطرجي بينهم 9 أطفال و7 إناث استشهدوا في مجزرة نفذتها الطائرات الحربية باستهدافها للحي.