ما يحدث في حلب أدى الى ضرورة عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية للبحث في مجريات الأحداث الخطيرة التي تنذر بحدوث مواجهة نووية محتملة بين واشنطنوموسكو، وتلك حرب يتم التحضير لها من قبل الغرب ضد روسيا، فالأحداث الدامية في حلب قد تؤدي الى تلك المواجهة المحتملة. ولعل الأوضاع الانسانية المتدهورة في حلب السورية اقتضت الاعلان عن الاجتماع العربي الطارئ للبحث السريع عن السبل الكفيلة باخراج المدنيين من المدينة المنكوبة وكيفية ادخال المساعدات الانسانية للمحاصرين داخلها، فتلك الأوضاع تزداد تعقيدا وتشابكا بمرور الوقت مع تصاعد الطلعات الجوية وطائرات النظام السوري للاجهاز على الأخضر واليابس في حلب. وقد نادت الأممالمتحدة بأهمية وقف اطلاق النار في سوريا، فالموقف الراهن خطير للغاية لا سيما أن روسيا بدأت في تدريب قواتها على المواجهة النووية المحتملة مع الغرب، وتلك كارثة صعبة سوف تؤدي الى سابقة خطيرة تلحق أفدح الأضرار بالسلم والأمن الدوليين في ظل محاولة الولاياتالمتحدة معاقبة روسيا على دورها الذي تمارسه في مدينة حلب السورية. ويبدو واضحا للعيان أن حدة الخلافات متصاعدة للغاية بين واشنطنوموسكو حول الملف السوري برمته، وحول ما يحدث في حلب على وجه الخصوص بما ينذر وفقا للتطورات الحالية الخطيرة بحدوث مواجهة دامية بين موسكووواشنطن على الأراضي السورية المضطربة، وقد يؤدي ذلك الى إشعال المنطقة وزجها في أتون حرب ضروس لا يمكن التكهن بعواقبها الوخيمة. ومن المعروف أن روسيا تمتلك أكبر مخزون من الأسلحة النووية في العالم، وقد أخذت التلويح باستخدامها ان حاولت الولاياتالمتحدة والدول الغربية التدخل في الشأن السوري، وهذا يعني فيما يعنيه أن الأمر وصل الى مرحلة خطيرة للغاية وأن احتمال استخدام الأسلحة النووية بين القطبين الكبيرين في العالم على الأرض السورية المحترقة ليس بعيدا بل هو احتمال قريب للغاية. لقد اعترف النظام السوري وفقا للتدخلات الروسية العسكرية أن موسكو أضحت صاحبة القرار في سوريا، ولها السيادة الكاملة على الأراضي السورية، وهو اعتراف يضع الأزمة السورية في مرحلة جديدة يتخلى النظام فيها عن مسؤولياته تماما ويضعها أمام تصرفات روسيا، وقد أدى هذا الى احراق ما تبقى من مدينة حلب. ولعل استهداف المستشفيات في المدينة السورية المنكوبة من قبل الطيران هو استهداف غير مسبوق، ويمثل خطورة بالغة انعكست على شجب واستنكار العالم بأسره لهذه التصرفات الخارجة عن أي منطق إنساني، لاسيما أن الاستهداف يتم عبر القصف بالصواريخ الفراغية والعنقودية، فالمدينة المنكوبة لم تسلم من هذا القصف ضد كافة مرافقها بما فيها المستشفيات. الوضع الراهن في مدينة حلب خطير للغاية ويتطلب من المجتمع الدولي تحركا سريعا لانقاذ ما يمكن انقاذه، ويتطلب من الأمة العربية عبر جامعتها أن تفعل شيئا لتدارك المواقف الخطيرة في هذه المدينة.