شهد مهرجان صيف الشرقية 37 بالواجهة البحرية بالدمام حضورا لافتا من الزوار الذين استمتعوا بفقراته المتنوعة، وتنقلوا بين خيامه المكيفة والتي حرصت ادارة المهرجان على ان تكون متخصصة تتناسب مع جميع فئات المجتمع وذائقتهم. وتفاعل زوار المهرجان مع خيمة اصغر، التي احتضنت شاشة عرض كبيرة، تعرض فيلما مدته 10 دقائق، يتناول ماضي المملكة وحاضرها، وتدعم مشاهد الفيلم 10 مؤثرات صوتية وضوئية ذات تقنية عالية جدا، قادرة على إدخال الحضور في أجواء المناظر التي يشاهدونها أمامهم، وكأنهم يعايشون واقع هذه المناظر بكل تفاصليها، وليسوا أمام شاشة سينما صماء. ورصد الفيلم أحداث أكثر من 100 عام من تاريخ المملكة القديم والمعاصر وتوقعات المستقبل، عابرا على ثلاثة أجيال (الأجداد والآباء والأحفاد)، بدأها من التحركات الأولى للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن تمهيدا لتوحيد أجزاء البلاد الذي تحقق في عام 1932، وانتهاء بالإعلان عن رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الاقتصادي والاجتماعي، الذي أعلن عنه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في ابريل الماضي، وتستوعب قاعة العرض 30 شخصا في العرض الواحد، الذي تكرر عدة مرات على مدى ساعات عمل المهرجان. وأبدى عبدالله العمري اندهاشه من التقنيات، وقال: «حضرت الفيلم الذي استحضر صورة تاريخ المملكة القديم، مرورا بالتاريخ المعاصر، ورأيت مشاهد من ماضي المملكة، لم أكن أراها للمرة الأولى، ولكن المؤثرات الصوتية المصاحبة لها، جعلتني في حالة انجذاب دائم طيلة فترة العرض، فلم أكن أصدق نفسي وأنا أستمع لصوت زخات المطر وهي ترتطم بالأرض في أحد المشاهد، وهالني صوت الرياح القوية في مشهد آخر، وصوت فقاعات الصابون في مشهد ثالث، وأعجبت كثيرا بأجهزة الدخان، ورذاذ الماء وهبوب الرياح»، مضيفا: «الأغرب من ذلك، تجسد في مشاهد أخرى، حيث فوجئنا أثناءها بروائح الأماكن الموجودة في الشاشة، تنبعث بين المشاهدين في قاعة السينما، وكأنهم يتعايشون مع تلك المشاهد على أرض الواقع، حيث استنشقنا رائحة العود، في مزج فني رائع بين عبق الماضي وروح المستقبل»، مضيفا: «سأحرص على مشاهدة هذا العرض مرات أخرى، للاستمتاع بالعمل السينمائي الاحترافي». من جهته، أكد امين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير أن مهرجان هذا العام، الذي انطلق في الواجهة البحرية في الدمام برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الامير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، امير المنطقة الشرقية، قدم أفكارا عملية جديدة، لتعزيز رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى تأسيس هيئة للترفيه، مشيرا إلى أن المهرجان سيرسخ مبدأ دعم الشباب، ومنحهم الفرصة الكاملة لإثبات النفس. وقال الجبير: «ما شاهدناه من فقرات وتنوع يبعث على الفخر والاعتزاز والاطمئنان، لأننا رأينا أفكارا جديدة، ومنتجا متميزا، لامس احتياجات الشباب واحتياجات أفراد الأسرة والزوار»، مشيرا إلى أن «الأفكار التي شهدها المهرجان سعت إلى تعزيز روح الانتماء والولاء لهذا الوطن، بالاضافة إلى رؤية الألعاب المميزة، التي أخذت منحنى جديدا، يراعي المتطلبات الآنية للشباب». وتابع: «أستطيع التأكيد على أن الاستعداد لتنظيم المهرجان كان جيدا للغاية، عطفا على التجهيزات والاستعدادات التي حرصت عليها الأمانة، إضافة إلى الاهتمام الذي أبدته الأجنحة المشاركة، والتي نأمل أن تقدم الدور المطلوب منها في استقطاب الجمهور، عبر الخدمات التي تقدمها، وعبر المنتجات التي ستعرضها أمامهم، وننتظر أن ترضي فعاليات المهرجان أهالي المنطقة الشرقية وزوارها على اختلاف اهتماماتهم وأعمارهم وثقافاتهم». وعاد الجبير ليؤكد أن «الهدف من المهرجان، هو عكس رؤية المملكة 2030، التي سعت من خلال أحد أهدافها إلى إنشاء هيئة للترفيه لمواطني المملكة العربية السعودية وزوارها، ومن خلال هذا المهرجان، سنحاول أن نطرح بعض الأفكار العملية والآليات الجديدة، التي تعزز جانب الترفيه في المملكة، وتعمل على استقطاب المواطن والسائح معا إلى فعاليات المهرجان، وقد راعينا ان تتواكب تلك الفعاليات مع ظروف ومناخ المنطقة الشرقية، حيث تم تجهيز مساحة تتجاوز 10 آلاف متر مربع، وتزويدها بأجهزة تكييف ومقاعد وأجنحة، حتى تنال إعجاب أهالي المنطقة وزوارها». وأشار إلى حرص الأمانة على تعزيز مبدأ دعم الشاب، وقال: «الشباب السعودي يستحق منا كل الدعم والثقة في قدراته، وفي هذا العام، كنا حريصين على منح الشباب فرصة تنظيم المهرجان، وبالفعل، تم إسناد المهمة لمتعهد شاب في عمر ال 27 عاما، ومعه مجموعة من الشباب الطامح، ونؤمن بل ونثق أن النجاح سيكون حليفا لهم في تنظيم المهرجان». الفرق الشعبية تمتع الزائرين بأحلى الأناشيد إقبال على الخيمة التراثية رجوع بالذاكرة في معرض الماضي والحاضر